تجمع آلاف المتظاهرين أمس في العاصمة التركية أنقرة وسط إجراءات أمنية مشددة لتكريم ضحايا الهجوم الأكثر دموية في تاريخ البلاد والذي وقع أمس الأول قبل 3 أسابيع من الانتخابات التشريعية المبكرة. واستخدمت قوات الشرطة قنابل الغاز لمنع المتظاهرين من وضع الزهور في موقع التفجيرين اللذين وقعا أمس الأول خارج محطة القطار الرئيسية في المدينة وأسفرا عن مقتل 95 شخصا علي الأقل حسب الإحصاءات الرسمية الأخيرة. وأطلق المتظاهرون الذين ملأوا ساحة سيهيه وسط أنقرة هتافات مناهضة للحكومة وللرئيس رجب طيب أردوغان ورردوا «أردوغان قاتل» و»السلطة تتحمل المسئولية» وطالبوا باستقالة الحكومة. من جانبه حمل رئيس حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد صلاح الدين دميرتاش الحكومة مسئولية الهجوم واتهما بالفشل في منع مثل هذه التفجيرات وقال الحزب إن التفجيرين أسفرا عن مقتل 128 شخصا وأضاف أنه تمكن من تحديد هويات كافة القتلي في الانفجار باستثناء ثماني جثث. جاء ذلك في الوقت الذي واصل فيه المحققون عملهم أمس لتحديد هوية الجناة والضحايا ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم لكن رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو أشار بأصابع الاتهام إلي 3 منظمات يمكن برأيه أن تكون نفذته وهي حزب العمال الكردستاني وتنظيم داعش والجبهة الثورية لتحرير الشعب اليسارية المتشددة.. ونقلت وكالة رويترز عن مصدرين أمنيين قولهما إن المؤشرات الأولية توحي بمسئولية داعش عن الانفجارين. وذكرت وكالة الأنباء التركية أن الشرطة اعتقلت 14 شخصا بينهم إمرأة مشتبه في انتمائهم لتنظيم داعش في مدينة قونية ولم يتضح بعد إذا كانت عملية الاعتقال علي علاقة بالانفجارين. وبينما نكست الأعلام في البلاد وسط حالة من الحداد جاء عنوان صحيفة حرييت أمس «قنبلة في قلوبنا» وقالت إن «الغضب عارم والشعب ينتظر معرفة من يقف وراء الهجوم». وكتبت صحيفة جمهوريت التركية العلمانية «نحن في حداد من أجل السلام». من جهة أخري نقلت وكالة رويترز عن مسئول كبير في الحكومة التركية قوله إن الانتخابات البرلمانية ستجري في موعدها في الأول من نوفمبر رغم التفجيرين. من جهة أخري قال الجيش التركي إنه شن ضربات جوية علي أهداف لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق وجنوب شرق تركيا بعد يوم من إصدار الحزب المحظور أوامر لمقاتليه بوقف الهجمات في تركيا. وقالت مصادر أمنية إن ما بين 30 و50 من مسلحي الحزب قتلوا في هذه الضربات.