تؤكد الاحداث والتطورات علي الساحة السياسية علي ضوء الممارسات والتصرفات والمواقف ان اسرائيل ليست إلا كيانا يضم جماعات من القراصنة والقتلة والسفاحين.. والمناهضين لحقوق الانسان والمتمردين علي الشرعية الدولية. رغم ان هذا كان واضحا علي مدي السنوات التي مضت من عمر هذا الكيان غير الشرعي إلا ان العالم ونتيجة للضغوط الامريكية وعمليات الخداع والتضليل لم يكتشف هذه الحقيقة إلا في الفترة الاخيرة وبعد المجازر والانتهاكات التي أمعن القائمون علي مقاليد الحكم في هذا الكيان في ارتكابها ضد الفلسطينيين. وقد جاء الموقف الامريكي الاخير الذي جاء متجاوبا مع الاتجاهات الدولية وتوجهات الرأي العام العالمي مطالبا تل ابيب بوقف عمليات الاستيطان في الارض الفلسطينية المحتلة وفي القدس باعتبارها جزءا منها وفقا لقرارات الاممالمتحدة ليكشف حقيقة هذه الدولة والافكار الاجرامية العنصرية التي تسيطر عليها. ورغم ان اسرائيل تدرك ان وجودها مرتبط بالدعم والمساندة والحماية التي تحصل عليها من الولاياتالمتحدة باعتبارها »ولية النعم« إلا ان طبيعتها العدوانية العنصرية وغرورها تأبي عليها الاعتراف بهذه الحقيقة. انها تعتمد في تحركاتها علي نفوذ اللوبي الصهيوني ووهم الصوت اليهودي في الانتخابات الامريكية. التي ثبت بعد بعض الجولات الانتخابية الامريكية انه لم يكن له التأثير الذي يتم الترويج له علي نتائجها. لاجدال ان نتنياهو وأغلبيته المتطرفة الحاكمة في اسرائيل يحاول تجنب الصدام مع ادارة اوباما فيما يتعلق بالمطالب التي تقدمت بها من اجل المساعدة علي المفاوضات غير المباشرة مع الفلسطينيين.. هذا الحرص يدفعه إلي محاولة التهرب من تقديم الاجابات المطلوبة عليها. في هذا الاطار أعلن زائيف الكين رئيس كتلة ائتلاف المتطرفين الحاكم بالكنيست الاسرائيلي ان اللجنة الوزارية المصغرة »مجموعة السبعة« التي تتولي اتخاذ القرارات حول القضايا الحساسة قد قررت رفض المطالب الامريكية علي ان يتم ذلك في حدود الادب وعدم المساس بالرئيس الامريكي اوباما. قال هذا المسئول الاسرائيلي ان الازمة الحالية الناشبة بين واشنطن وتل ابيب من صنع امريكي عندما اشترطوا وقف الاستيطان كشرط لبدء المفاوضات. هذا الموقف الامريكي من وجهة نظر هذا المتطرف زائيف ادي إلي تعنت الفلسطينيين ورفع سقف مطالبهم. هل هناك صفاقة وقلة ادب تفوق هذا الهراء الذي يقوله هذا الاسرائيلي الذي لا يريد ان يعترف بقرارات الشرعية الدولية وكأن احتلال جيشه للارض الفلسطينية مشروع ويتفق مع القوانين والمواثيق والقرارات الدولية؟ المضحك ان هذا الزائيف وهو يمارس عملية التضليل يزعم ان هذه المطالب الامريكية مستحيلة التحقيق باعتبار ان اسرائيل دولة ديمقراطية تسير وفق برنامج سياسي. لقد نسي ان يقول ان هذا البرنامج الذي يتحدث عنه إجرامي وعنصري ويتنافي مع الشرعية الدولية ومواثيق حقوق الانسان. من ناحية أخري فإنه ليس خافيا ان تخلف البلطجي نتنياهو عن حضور المؤتمر الذي دعا اليه اوباما لبحث اوضاع الامن النووي في العالم لم يكن سببه التهرب من مواجهة الاتهامات التي يمكن ان تثار عن النشاط النووي الاسرائيلي فحسب وإنما من المؤكد انه اراد ان يتجنب المواجهة مع الادارة الامريكية التي مازالت تنتظر الرد علي مطالبها حول الاوضاع الفلسطينية خاصة ان المهلة المحددة لتلقي هذا الرد قد قاربت من نهايتها. جلال دويدار [email protected]