ليست صفة »البلطجي« هي وحدها التي تنطبق علي شخصية رئيس وزراء اسرائيل نتنياهو والتي تجسدها سلوكياته وتصرفاته وإنما هناك صفات أخري يمكن اضافتها وهي الكذب والتضليل والخداع. انه وفي إطار ممارسته لداء الكذب اللعين زعم في لقائه مع هيلاري كلينتون وزيرة خارجية امريكا والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون انه يسعي للسلام وانه يطالب الفلسطينيين بالعودة إلي المفاوضات المباشرة دون شروط مسبقة!! هل هناك كذب وافتراء أكثر من ذلك. ان ما قاله ويقوله حول مفاوضات بدون شروط مسبقة يدعونا إلي التساؤل علي ضوء ما يقوم به من أعمال لتقنين الوضع الحالي الذي ترسخه ممارسات الاحتلال الإسرائيلي التي تتناقض مع مبدأ عدم الاستيلاء علي أراضي الغير بالقوة. أليس الاصرار علي مواصلة الاستيطان غير المشروع علي الأراضي الفلسطينية وهدم البيوت واطلاق يد الجماعات اليهودية الاجرامية المتطرفة في المدن والقري الفلسطينية شروطا مسبقة. لقد كان عليه وعلي سابقيه من قادة إسرائيل اذا كانوا جادين حقا في التوجه نحو السلام التوقف تماما عن الأعمال غير المشروعة التي تقف عقبة تماما أمام المفاوضات وتعمل علي تكريس الأمر الواقع بما يؤدي إلي فقدان الثقة. أليس أيضا الحديث عن التواجد العسكري الإسرائيلي في أراضي غور الأردن الفلسطينية بعد التوصل إلي اتفاق السلام المستحيل.. من الشروط المسبقة التي تتناولها نزعة الكذب التي تسيطر علي »البلطجي«؟. ان »نتنياهو« وهو يحاول ادعاء الذكاء يعتقد انه قد يفلح في تمرير سياسة خداع وتضليل العالم والتي استمرت علي مدي ستة عقود مضت منذ قيام هذا الكيان العدواني التوسعي الذي اسمه إسرائيل. هذا الأمر تكشف وهو ما أدي في الآونة الأخيرة إلي عزلة اسرائيل دوليا. تمثل هذا في موقف دولي ظهرت انعكاساته علي اتجاهات الرأي العام العالمي فيما وصفه رئيس وزراء اسرائيل بالضغوط التي تتعرض لها اسرائيل من أجل التحرك نحو السلام الشامل والعادل والاستجابة للاستحقاقات التي تلزمها بالتوقف عن ممارسة انتهاكاتها المناقضة للمواثيق والقرارات الدولية ومبادئ حقوق الإنسان. انه يريد »سلام تفصيل« يسمح له بالاستيلاء علي الأرض العربية والفلسطينية بحجة ضمان أمن اسرائيل ناسيا ومتناسيا أمن الفلسطينيين والحقوق العربية. وفي اطار هذا الكذب والتضليل فإنه يصر علي شغل العالم استنادا إلي تسلط إسرائيل والصهيونية علي سياسة الولاياتالمتحدة دولة القطب الواحد.. بقضية الملف النووي الإيراني. انه يعمل علي استثمار رفض العالم ودول المنطقة للانتشار النووي في التصدي لهذا النشاط الايراني ولكنه وترسيخا لصفات البلطجة والكذب والتضليل والخداع يعتقد ان العالم بدرجة من الغباء الذي يجعله يتغاضي عن الملف النووي الإسرائيلي والذي تحول إلي ترسانة من الأسلحة النووية. ان عليه أن يدرك انه في نفس الوقت الذي تبدي فيه كل دول الشرق الأوسط معارضتها لامتلاك ايران للسلاح النووي الذي يهدد أمنها واستقرارها فإنها في نفس الوقت تعارض بقوة محاولات عدم الربط بين هذا الملف وامتلاك إسرائيل للسلاح النووي . ان دول المنطقة ومعها كل دول العالم رغم تعرضها لضغوط واشنطن تدرك ان تجربة العدوانية التي تمارسها إسرائيل تحتم أن تكون هذه القضية علي قمة الأولويات الدولية. إذا كانت إسرائيل حقا تريد ان تعيش في سلام فإن علي قادتها وفي مقدمتهم »البلطجي« نتنياهو التوقف عن ممارسة الكذب والخداع والتضليل وان توقف سياسة الاستيطان داخل الارض الفلسطينية وتؤكد احترامها لقرارات ومبادئ ومواثيق الشرعية الدولية.