أيام عصيبة نعيشها نحن المصريين.. كأنها دهر من فرط قسوتها وشدتها.. اختفي فيها التفاؤل والفرح وسيطر عليها الحزن والتشاؤم بسبب انقلاب الموازين وتفشي الفوضي خلال ال41 يوما الماضية بسبب ثورة الشباب الطاهر السلمية التي تحولت فجأة إلي دمار وخراب وسلب ونهب بمشاركة عناصر خارجية.. انها أيام عصيبة ندعو الله سبحانه وتعالي ازاحة هذه الغمة وتجنيب البلاد الفتنة ما ظهر منها وما بطن.. الوطن يمر بمحنة تتطلب جهودنا جميعا.. فهذا هو الوطن الذي يعيش فينا وليس الوطن الذي نعيش فيه.. الوطن صاحب السبعة آلاف عام الذي ولدنا فيه وعشنا علي أرضه ونستنشق هواءه ونشرب من مائه ونأكل من خيراته. وننعم بما حباه الله من مزايا وخصال لا يوجد مثلها في أي بلد عربي. ما هذا الذي يجري في بلدي أرض الكنانة منذ اطلاق الشباب ثورة 52 يناير مطالبا بالاصلاح والتغيير والتطهير وهو ما استجابت له القيادة السياسية.. ان ما يدمي القلوب هو تداخل أجندات داخلية وخارجية في ظاهرها الرحمة وفي باطنها العذاب.. الكل يسعي إلي القفز علي ثورة الشباب الطاهرة النقية وتحقيق مصالح ضيقة بل ان بعضها يريد تغليب المصالح الشخصية علي حساب المصلحة الوطنية المصرية وعلي حساب الأمن والاستقرار الذي تنعم به مصر.. فهذا كله جاء في غياب الأمن.. وغياب للأمانة التي أعطاها الله للشعب.. ان سقوط القتلي والمصابين من أبناء الوطن جريمة لن يغفلها التاريخ.. فلن ننكر اخطاء الماضي.. والتاريخ بماضيه وحاضره ومستقبله لن يرحم هؤلاء الذين تاجروا بالشعب ومصالحه وزرعوا في قلبه الاحساس بمرارة الظلم والحرمان. ان ما علينا جميعا في هذه الأيام هو الاستماع لصوت العقل والبعد عن العواطف والتصدي للقوي الخارجية التي تعمل علي مرأي ومسمع من الجميع وببجاحة تقول اسقاط النظام.. فهذه شفرة للنيل من مصر كلها واسقاط مصر.. ولكن نحن جميعا لهم بالمرصاد.. سندافع عن مصر ونهدم مدارس وجامعات الظلم والاستبداد والاستغلال التي شيدها المنتفعون والمفسدون والمتاجرون بمصالح الشعب ومستقبله لحماية أنفسهم ورفعوا شعارات جوفاء لا تسمن ولا تغني من جوع.. ان التوجه الجريء للحكومة الجديدة لمحاسبة المفسدين والفاسدين والذين اثروا علي حساب الشعب خطوة مهمة يجب استكمالها إلي آخر المدي.. واعلانها علي الرأي العام بتفاصيلها الكاملة.. مطلوب من الجميع توجيه الشكر للحكومة علي هذه المبادرة.. التحية للقوات المسلحة واللجان الشعبية التي تعمل علي تحقيق الاستقرار ومواجهة التيارات الجارفة.. مطلوب لم الشمل وعودة الهدوء إلي جميع المناطق المتأججة فهذا حقنا وآن الأوان للشباب لاستيعاب الدرس من هذه التحولات.. »مصر باقية وسيحفظها الله من كل سوء فهي أرض الأمن والامان«.. صراحة انه شعاع في الظلام.