نعم.. مصر العظيمة.. مصر كنانة الله في ارضه.. ستظل أبد الدهر عظيمة.. شامخة.. مرفوعة الرأس بشبابها.. وشيوخها.. برجالها ونسائها.. مهما تعرضت من ازمات ومواقف. وكعادة مصر.. وشعب مصر.. تخرج من المحنة.. بهدية منحة.. ربانية.. وكل المحن والصعاب التي تعرضت لها مصر في العصر الحديث صحبها عطاء.. ومنح.. وعند الشدائد كما يقول المثل الشعبي تعرف الرجال.. وكان شعب مصر.. كله.. علي جميع مستوياته رجالا.. رجالا.. والرجال مواقف... ان ما تعرضت له مصر خلال الايام الاخيرة.. لا اعرف توصيفه.. بحكم دراستي التاريخية.. هل نقمة.. هل هي فتنة.. هل ازمة.. هل ثورة شباب فقط هل وقفة شعب ليعبر عن رأيه بعد ظروف سياسية واقتصادية صعبة؟؟ في الواقع الاجابة علي هذه الاسئلة.. ان مصر تعرضت لكل ذلك.. والحمد لله.. حاماها.. وانقذها. ولا اعرف.. هل كنت محظوظا.. ام فرصة اتيحت لي بدون سابق حسابات او مواعيد؟.. لقد رأت عيني.. ما حدش قال لي.. المآسي.. والمهازل والاعمال المشينة.. ورأيت ايضا الشباب الناضج يدافع عن وسمعة مصر.. رأيت غالبية الاحداث علي طول الطريق من عودتي يوم الجمعة الحزين.. من الكريمات.. حلوان.. حتي مداخل مصر الجديدة.. لم اصدق نفسي.. ولم اصدق السائق حسن احمد الذي صرخ وهو يقول.. حرام مصر.. هاتضيع كده.. هذا لم يحدث من قبل.. بعد ان رأينا الطرق المغلقة والمنتشرة.. علي طول وعرض طريق الكورنيش بطريق النصر.. الاوتوستراد.. وسجدت لله شكرا.. عندما بدت ملامح ازالة الغمة.. وانتصرت ارادة الشعب المصري.. وظهرت المنحة الربانية لوحدة الصف.. الكل شارك في الدفاع باللجان الشعبية مسلم ومسيحي.. الكل تحمل وصبر في طوابير العيش امتثالا لقرار حظر التجول.. الذي التحم فيه الجيش والشعب الذي استقبله واحتضنه. نعم.. عظيمة يا مصر.. حلوة يا مصر.. ولتكون دائما عظيمة فإن ساعة التغيير بدأت ولحظات الحسم جاءت.. ويجب ان يحاسب كل منا نفسه للخير الذي أداه وعلي السلبيات التي بدت منه.. وان نتكاتف ونوحد الصفوف .