يبدو اننا اصبحنا شعبا يستمريء الخطأ، ولا يثيره الاهمال، ويحب الفوضي، ويدمن البكاء علي اللبن المسكوب، ويجيد قذف الاشجار المثمرة بالحجارة. واقرب مثال علي ذلك تلك الهجمة الشرسة المنظمة علي وزير التربية والتعليم الجديد احمد زكي بدر الذي لم يكمل في الوزارة اكثر من 001 يوم فقط، فبمجرد ان قام الوزير بمهام وظيفته وترك مكتبه المكيف ومقعده الوثير وخرج ليفتش علي المدارس ليراقب عملها وعمل القائمين عليها، هاجمه صحفيون واعلاميون، وعندما عاقب مدير مدرسة ومدرسين مهملين، ومقصرين، لم يراعوا الله ولا ضمائرهم في عملهم، قالوا عليه مفتري، ووصفوه بانه قاطع ارزاق ، وخراب بيوت لانه نقل المدير إلي مكان بعيد عن بيته، في محاولة لاثارة الرأي العام عليه، مطلقين كلمة حق ارادوا بها باطلا. وطبعا من يديرون هذه الحملة الشرسة ضد الوزير ليس لهم ابناء في مدارس حكومية، ولم يقطعوا من قوتهم ليدفعوا ثمن الدروس الخصوصية ليعوضوا ابناءهم عن الوقت الضائع الذي تم اهداره في مدارس غير منضبطة ومدرسين مشغولين بأشياء اخري غير التدريس وإهمال ليس له نظير في اي دولة اخري. اتهموا الوزير بانه يعامل العاملين في الوزارة بمنطق وزير الداخلية لان والده وزير الداخلية الراحل زكي بدر، وكأنها سُبة رغم انها تحسب له وليست عليه، فالمؤسسة العسكرية في مصر الجيش والشرطة من انجح المؤسسات لانها منضبطة ومنظمة ولا مجال فيها للانفلات أو الاهمال. ما فعله ويفعله وزير التعليم يستحق الاشادة والتشجيع لا الهجوم والاحباط.. فنحن نحتاج الي عودة الانضباط الي كل مجالات حياتنا اليومية، لان الانضباط والنظام هما اول طريق النجاح والتقدم. وهذا يبدأ من المدرسة التي يتخرج فيها جيل يتعلم كيف يحترم العلم والعمل. آفة المصريين معلهش، آخر مرة، مكنش قصدي، حرام عليك ده عنده عيال، يعني مفيش غيره اللي بيغلط، يعني ده اللي هيغير الكون، اشمعني، يعني هتستفيد ايه لما تعاقبه.. وجمل كثيرة اخري تهدر مبدأ الثواب والعقاب وتهدم اي نظام عمل. امنحوا فرصة للوزير الجديد لتطهير الوزارة، واعادة المدارس إلي مسارها الصحيح.. ولا عايزينها فوضي!