أحسب أن هناك سؤالا يطرح نفسه بإلحاح علي كل مواطن مصري الآن، ويطارده في نومه وصحوه،..، هذا اذا كان يستطيع النوم في ظل موجة الحرارة بالغة الشدة والتأثير، التي هبطت علينا كالقضاء الذي لا راد له ولا مهرب منه، فور انتهاء شهر رمضان الكريم وحتي يومنا هذا، دون أدني بادرة توحي بنيتها في الرحيل أو المغادرة ولو إلي حين. هذا السؤال الذي أضحي شاغلنا جميعا، كان من المفترض بل البديهي ان يشغل أولا فكر وبال كل علماء البيئة في مصر، وكل خبراء المناخ، وكل المهتمين بشئون الارصاد والطقس.. وتقلبات الجو وتغير درجات الحرارة، وكذلك كل المهتمين والمتابعين للشئون الحياتية العامة في الدولة. ليس هذا فقط، بل أزيد عليه بالقول بأن الأمر لا يخص هؤلاء فقط علي كثرتهم، ولا يجب ان يكون كذلك،..، بل من الضروري ان يكون واقعا في بؤرة الاهتمام ومركز الانشغال، للمختصين بالأمن القومي للبلاد بصورته الشاملة والعامة قبل وبعد هؤلاء جميعا. هذا السؤال الذي يراودني وأراة ضروريا وهاما، والذي اعتقد انه يراود الجميع، ويرونه علي نفس القدر من الأهمية، هو: هل تغير المناخ في مصر بصورة أصبحت محسوسة، وبقدر واضح وملموس نحو السخونة وازدياد درجات الحرارة والرطوبة ايضا؟! واحسب أن هذا السؤال اصبح بالفعل أمرا واقعا، بما يستوجب معه ان يكون مطروحا علي كل هؤلاء الذين ذكرتهم من المختصين والعلماء والخبراء، بحثا عن اجابة شافية وصحيحة علميا وجغرافيا ومناخيا، في ظل ما نتعرض له الآن من طقس مختلف عما ألفناه واعتدنا عليه من قبل، وما أصبحنا نعاني منه حاليا من حرارة لافحة وغير محتملة ورطوبة متزايدة وثقيلة بصورة غير متصورة. ولعنا مازلنا نذكر ايضا ما تعرضنا له فجأة في الشتاء الماضي من موجات قارسة من البرودة الزائدة وغير المتوقعة، وهو ما يشير الي احتمال مؤكد بتغير مناخ مصر، حيث لم يعد ذلك المناخ الوسطي المعتدل، الذي كنا نتغني به في كتب الجغرافيا، بأنه حار جاف صيفا، بارد ممطر شتاء،..، بل اصبح «شديد الحرارة والرطوبة صيفا، قارس البرودة غير ممطر شتاء». والآن.. هل نجد لدي السادة العلماء والخبراء، جوابا صحيحا وعلميا عن هذا السؤال؟! «وللحديث بقية»