بعد استجابه الرئيس مبارك الفورية لمطالب الشباب المشروعة في الحرية والعدالة الاجتماعية ومحاربه الفساد وتوفير فرص العمل والحد من بطالتهم، والغلاء وارتفاع اسعار السلع الغذائية.. علينا ان نعترف أولا بأخطاء حكومة رجال الاعمال وتزاوج المال مع السلطة وانتشار ظاهرة الفساد والمحسوبية التي أدت الي انفجار الشباب منذ يوم 52 يناير في القاهرة وجميع المحافظات وامتدت المظاهرات الي يوم جمعة الغضب وما بعدها واصروا علي التظاهر رغم حظر التجول حتي تستجيب الدولة لمطالبهم.. لم تدرك الحكومة والحزب الوطني قوة شباب الفيس بوك أو ما نطلق عليه الان حكومة الفيس بوك التي استطاعت ان تسقط حكومة نظيف في يومين فقد لان هذا الشباب الثائر شعر ان هذه الحكومة هي حكومة رجال اعمال لم يشعروا يوما بنبض الجماهير ومحدودي الدخل. وقد كتبت هذا كثيرا في هذا المكان واغضبت مني بعض الوزراء والمسئولين وخاصة وزارة الاسكان والتعمير والتي لم توفر لهذا الشباب مسكنا محترما بسعر في متناول هذا الشباب كما حدث لشباب جيلي الذي دفع ما يقرب من 5 الاف جنيه مقدما لتمليك هذا المسكن الذي يعرض الان باكثر من مائة وخمسين الف جنيه فكيف يقدر الشاب علي الزواج والحصول علي مسكن حسب قدرته المالية البسيطة انفجر الشباب من الغلاء وارتفاع الاسعار وعدم حصوله علي وظيفة بسبب المحسوبية والرشوة التي انتشرت هذه الايام وتعرض الشباب الي الموت في البحار بسفن الموت للهروب واللجوء الي اوروبا بطريقه غير شرعية لعدم توفر فرص العمل. واصبح الشباب غرباء في بلادهم فانفجرت ثورتهم الغاضبة السلمية ضد الحكومة.. من حقهم التعبير عن حقهم بعد ان شاهدوا كثرة الاحتجاجات علي رصيف مجلس الشعب والشوري وامام مجلس الوزراء وعلي رصيف نقابة الصحفيين منبر الرأي وحرية التعبير. طالب هذا الشباب بمطالب عادلة ومشروعة في مظاهرات سلمية ولكن الحل الامني دائما يؤدي الي مواجهة وشغب وضرب الجماهير بقنابل الدخان والرصاص المطاط وخراطيم المياة فازدادت ثورة الشباب واصروا علي التظاهر واستمرار الغضب وسقط بعضهم شهيدا وجريحا وانتهز بعض الانتهازين الذين يريدون سوءا بمصر هذه التظاهرات السلمية واندسوا في وسطهم لاحداث الفوضي وعدم الاستقرار فأصبح الوطن في خطر والحكومة في أزمة. طالب الشباب بمطالب عادلة ومشروعة لمزيد من الحرية والديمقراطية وتشكيل لجنة قضائية مستقلة من كبار المستشارين لوضع دستور جديد لا يقل عن دستور 3291 الذي كان اكثر حرية من الدستور الامريكي نفسه دستور ينص علي سيادة القانون واستقلال القضاء وتداول السلطة بين الاحزاب الشرعية وعدم تزييف ارادة الامة في اختيار قيادتها وحكومتها ونواب الشعب من خلال انتخابات حرة مباشرة لترتفع مصر القوية المحورية الي مصاف الدول المتقدمة في الحريات والديمقراطية خاصة بعد ان قام الرئيس مبارك بتعديل الدستور وانتخاب رئيس الجمهورية في انتخابات حرة مباشرة بين مرشحي الاحزاب السياسية في انتخابات الرئاسة ونجح الرئيس مبارك كأول رئيس منتخب بإرادة شعبية حرة مباشرة.. ومطالب الشباب الغاضب عادلة لان مصر القوية هي التي سبقت دول المنطقة في الاصلاحات الدستورية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية لان امال الشباب واحلامهم كبرت معهم ولكنهم للاسف لم يشعروا بهذه الاصلاحات الاقتصادية ولا بثمار التنمية التي دخلت جيوب رجال الاعمال وهربوها للخارج دعم الفساد والوساطة والمحسوبية والتعيين بالمصالح الحكومية من الابواب الخلفية.. انتهز البعض فرصة انتقاضة الشباب السلمية وقاموا بأعمال التخريب والسرقة وترويع المواطنين الامنيين.. واصبح الوطن في خطر وكاد يحترق كما احترق في حريق القاهرة قبل الثورة. وكما احترق في احداث 81و91 يناير 7791 واحداث الامن المركزي في الثمانيات من القرن الماضي.. انهكت المظاهرات قوات الامن المركزي وفقدت السيطرة واحترقت بعض اقسام البوليس وهرب المساجين ومعهم بعض الاسلحة.. كان الهدف من بعض الانتهازيين احداث فوضي وعدم استقرار. وكان قرار الرئيس بعد ان تحدث الي الشعب للمحافظة علي امن واستقرار الوطن وعدم ترويج المواطنين بنزول الجيش حماة الشعب والوطن والدستور والشرعية الي الشوارع لضبط الامن وعودة الطمأنينة للمواطنين بعد ساعات من الرعب والتهديد وقامت القوات المسلحة بحماية ممتلكات الدولة ومكتسبات الشعب وسارعت القوات المسلحة بعد فرض سيطرتها علي الشارع المصري بالقبض علي المجرمين الذين هربوا من السجون واحرقوا اقسام البوليس والمحاكم لضياع حقوق الناس واحرقوا الشهر العقاري لضياع ممتلكات المواطنين لعقاراتهم وأراضيهم واحرقوا المقر الرئيسي للحزب الوطني وبعض مقارات المحافظات لاسقاط الحزب وترويع اعضائهم الذين اختفوا ولم يتصدوا لهذه المحاولات الاجرامية ولكن الجيش تمكن من حماية ممتلكات الوطن وبنوكها من السرقة ولم يطلق رصاصة واحدة في صدر الشعب فالجيش والشعب بدا واحدة. استمع الرئيس مبارك بحكمته. والذي لا ينكر احد دوره الوطني في الدفاع عن تراب مصر المقدس مقاتلا من ابناء القوات المسلحة وقائدا للقوات الجوية التي فتحت ابواب النصر في 6 اكتوبر ورئيسا اقام صرحا كبيرا من الحرية والديمقراطية وبناء بنية اساسية حديثه وقدم للوطن خدمات جليلة ولم يغامر بمكتسبات الوطن في حرب او اراد زعامة وهمية يخدع بها الجماهير ولنسأل انفسنا جميعا سواء من يؤيد الرئيس مبارك او يختلف معه ويريد رحيله الان اين كنا بعد هزيمة 5 يونيو 76 وكيف اصبحنا بعد نصر اكتوبر.