أحد أهم إيجابيات مشروع القناة أننا استعدنا ثقتنا الكاملة بقدرتنا علي الإنجاز، وأننا حققنا ذلك بجهدنا الذاتي وبأموال الشعب وبجهد عمالنا وكفاءة إدارتنا للمشروع. ولهذا فإننا لا نستغرب هذ الهوس الذي أصاب أعداء الوطن (من الخارج والداخل) من هذا النجاح الذي حققناه. وهكذا رأينا هذه الحملات المسمومة التي تحاول عبثاً التشكيك في مشروع القناة أو التقليل من جدواه. وهم حين يفعلون ذلك فإنهم لا يستهدفون فقط ما حققناه، ولكنهم يخشون أن يكون ما تحقق في القناة بداية لنجاحات أخري قادمة بإذن الله. ومن هنا فإنهم سيستخدمون كل السبل في محاولة الإساءة لهذا النموذج في التنمية الوطنية الذي تحقق في مشروع القناة والذي يعتمد علي الجهد الوطني قبل أي شيء آخر. وآخر تلك المحاولات جاءت عن طريق «التنطع» باسم الدين والزعم بأن أرباح شهادات الاستثمار التي مولت مشروع القناة.. حرام!! علماء الاسلام الحقيقيون حسموا القضية مراراً وتكراراً، لكن «الغرض مرض» كما يقولون، والتنطع هنا لا يستهدف وجه الله لا صحيح الدين،. وإنما يريد أن يغلق أبواب التنمية الوطنية بأيدي المصريين وأموالهم كي يسلكوا الطريق الآخر الذي لم يحقق شيئاً لدول عديدة اعتمدت علي الاستثمار الاجنبي أو المعونات الخارجية وحدها.. فكانت النتيجة سلبية من كل النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. ما نريده، وما يخشاه أعداء الداخل والخارج.. أن يكون مشروع القناة هو البداية لطريقنا الجديد للتنمية اعتماداً علي الذات في المقام الأول علي أن يكون الاستثمار الأجنبي داعماً ومكملاً للجهد الوطني وليس بديلاً عنه. إنه الطريق الذي سارت فيه التجارب الناجحة قبلنا في الصين والبرازيل وماليزيا وغيرها، والذي أثبتنا في مشروع القناة أننا قادرون علي السير فيه، بعد أن جمع المواطنون 14 مليار جنيه في أقل من أسبوع. وما يطمئن في هذا السبيل، أن وعي المواطن قد أصبح أكبر من كل حملات التشكيك وجهود «التنطع». المواطنون جاهزون للاكتتاب في مشروعات تنمية القناة وغيرها. المستثمرون الوطنيون يعقدون الاجتماعات ليحددوا أفضل الطرق للمشاركة في هذه المشروعات. المصريون في الخارج يتلهفون لرد الجميل والاستثمار النافع لمصر ولهم. البنوك الوطنية تستعد وفي خزائنها أكثر من تريليون جنيه من مدخرات المصريين تنتظر الاسهام في صنع مستقبل مصر. فليكن هذا هو طريقنا. ولنبدأ العمل الفعلي مستثمرين ما حققنا من إنجازات في مشروع القناة. أما حملات التشكيك من صهاينة الخارج أو إخوان الإرهاب، أو المتنطعين والمغرضين.. فمصيرها بلا شك صناديق القمامة، أو «طشت» الست والدة المتنطع الهارب. ولا عزاء لجماعة يزداد هوسها حين ترانا نبني، بينما لم تعرف هي منذ نشأتها إلا الهدم والدمار وخيانة الوطن.