عندما يطالب الشباب بفرص العمل والقضاء علي البطالة ومحاربة الفقر، والحد من الغلاء، ومواجهة الفساد، فهذا حقهم، ونحن كلنا معهم. وكلنا هنا لا تعني شخصي ورؤيتي الخاصة وقناعتي الذاتية فقط، بل هي تعني قبل ذلك وبعده، كل مصر ابتداء بالرئيس مبارك رأس الدولة وقائدها، وانتهاء بالشخص الذي لا يملك غير قلمه ورأيه وعشقه لهذا الوطن، واسهامه المتواضع، في الشأن العام،....، ومرورا علي الحكومة وجميع المسئولين في مؤسسات الدولة، وهياكلها المختلفة، من الوزير وحتي الغفير. وعندما يطالب الشباب بمزيد من الحرية، والديمقراطية، وتوسيع دائرة العدالة الاجتماعية، وفتح كل الأبواب والمنافذ أمام الإبداع، والانطلاق بأقصي سرعة علي طريق الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي بمفهومه الشامل والواسع،...، فإننا يجب أن نؤيده، وندعم مطالبه، بكل الصدق، والجدية والأمانة. وإننا هنا تعني المجتمع المدني المصري بكل طوائفه وجميع مستوياته وفي المقدمة منه الأحزاب السياسية،والنقابات المهنية والمؤسسات والجمعيات الأهلية، وجميع منابر الرأي والفكر والثقافة، وأصحاب الرأي المستنير وكل المحبين لهذا الوطن، والمؤمنين بأن الشباب هم صناع المستقبل، بل هم المستقبل ذاته. ولكن،....، ورغم ايماني المطلق بحق كل المصريين، وفي المقدمة منهم الشباب، في التعبير الحر عن وجهة نظرهم، والاعلان الواضح والصريح عن رأيهم، وبالرغم من يقيني الكامل بنبل المقصد وشرف الغاية لدي عموم الشباب، إلا ان واجبنا جميعا ان نلفت الانتباه إلي أن هناك من يريد أن ينحرف بمسيرتهم عن مسارها الصحيح، ويسعي لاختطافها والتوجه بها إلي أهدافه ومقاصده، والدفع بمصر كلها في مزالق الفوضي، وهاوية العنف الاجتماعي غير المقبول وغير المبرر. أقول ذلك بكل الصدق، وبدون تردد، مشيرا بوضوح إلي المحاولات المكشوفة والفجة من أصحاب الهوي والأجندات الخارجية، ومن علي شاكلتهم من جماعات خارجة عن الشرعية، لا تريد لمصر خيرا، ولا لشعبها استقرارا، ولا لشبابها أملا في الغد، أو إيمانا بالمستقبل. وأقول بوضوح ان الشباب هم أبناء هذا الوطن ومستقبل هذه الأمة، وواجبنا جميعا تفهم رؤاه، وتبني طموحاته، وفتح كل الأبواب أمامه،....، وأيضا توجيه النصح له.. وحمايته من مزالق الخطر. وأقول أخيرا، إننا جميعا والشباب - في المقدمة - يجب أن ندرك ونعي أن رجال الشرطة هم جزء عزيز من أبناء هذا الوطن، وأنهم الحراس علي أمنه وأمانه، وهم الأبن والأخ والأب لنا جميعا، ويستحقون منا كل تحية وإكبار لما يقومون به من جهد، وما يبذلونه في سبيل حمايتنا جميعا،...، وأنهم لن يكونوا أبدا في مواجهة مع أحد، سوي الخارجين علي القانون، والساعين بسواد القلب، وسوء المقصد، للنيل من أمن الوطن والمواطن.