حالة من اللامبالاة اصابت مرسى عقب حكمى الإعدام والمؤبد ما بين الهدوء والصمت التام وضحكات بلهاء، حاول قيادات الجماعة الإرهابية إظهار انهم متماسكون داخل قفص محاكمتهم في قضايا التخابر و هروب سجناء وادي النطرون، محاولين تصدير فكره انهم لا يعبأون بمصيرهم. ففي تمام الساعة 10.15 صباحا افتتح قفص الاتهام بدخول المتهمين، ففي البداية دخل محمد بديع يرتدي بدلته الحمراء لسبق الحكم عليه بالاعدام في قضية غرفة عمليات رابعة وبعده دخل محمد البلتاجي يرتدي البدلة الزرقاء ثم المتهمان سعد الحسيني ومصطفي الغنيمي اللذان ارتديا البدل الحمراء ودخل بعدهما الصحفي إبراهيم الدراوي واضعا لاصقا اسود اللون علي فمه، وعقب ذلك دخل باقي المتهمين مرتدين بدلهم البيضاء والزرقاء، رافعين شارة رابعة. وعقب ذلك قام المتهمون بتشكيل دائرة في منتصف القفص ممسكين بايدي بعضهم البعض رافعين شعار رابعة وقاموا بتشكيل سلسلة بشرية فوق المقاعد الخشبية المخصصة لهم داخل قفص الاتهام الزجاجي وقاموا بالهتاف هتافات مناهضة للجيش والشرطة، ثم توجهوا لتحية محاميهم راسمين علي وجوههم ضحكة بلهاء. وللمرة الاولي منذ بدء جلسات محاكمة المتهمين قام خيرت الشاطر والكتاتني بالوقوف بجانب المتهمين والهتاف معهم وقاموا برفع شعار رابعة، بعد ان كانوا يجلسون في مكان منزو في جانب القفص. وعقب بدء مصوري الجرائد المختلفة بالتقاط الصور للمتهمين داخل القفص، قام المتهمون بتشكيل نصف دائرة توسطها محمد بديع واقتربوا من القفص الزجاجي وبدأوا في محاولة التحدث مع الكاميرات المختلفة، ثم قام صفوت حجازي بقيادة المجموعة للهتاف داخل القفص وقام البلتاجي بالامساك بيد بديع وظلوا يقومون بحركات استعراضية، بعدها قام بديع بالقاء خطبة علي المتهمين رافعا يده بعلامة الدعاء، فيما قام جهاد الحداد بالاتجاه ناحية الدفاع وظل يقفز علي المقاعد الخشبية. وفي تمام الساعة 10.35 دخل الرئيس المعزول محمد مرسي ورفاعة الطهطاوي قفص الاتهام الاخر الموجود في اخر القاعة، وحاول المعزول ان يستكمل الجزء الاخير من المسرحية الهزلية التي يقوم ببطولتها هو وقيادات الإخوان علي مدار جلسات المحاكمة، وحاول تقمص الدور من خلال القائه خطبة وهو يقوم بتحيه محاميه، والذي رد عليه بقوله «صوتك غير مسموع» واشار له إلي ان صوته غير مسموع لغلق الميكروفونات الخاصة بقفصه الزجاجي. فقام الرئيس المعزول بالانصراف عقب ذلك إلي جانب القفص وقام بتحية باقي المتهمين الموجودين في القفص الاخر وظلوا يتحدثون لمدة 7 دقائق، حتي اعتلت هيئة المحكمة منصة العدالة في تمام الساعة 10.45 وبدأت في تلاوة حكمها في قضية التخابر، فقام مرسي والطهطاوي بالجلوس علي المقاعد الخشبية المخصصة لهما داخل القفص، ووضع المعزول قدما علي الاخري وظل شارد الذهن وبدا عليه التوتر، فيما قام باقي المتهمين بالجلوس في مواجهة مصوري الجرائد والقنوات الفضائية المختلفة، واعطوا جنبهم لهيئة المحكمة ورفعوا شعار رابعة ورسموا ضحكة بلهاء علي وجوهم عدا المتهم إبراهيم الدراوي الذي ظل صامتا ولم يقم برفع أي شعار. واستقبل المتهمون الحكم بصمت تام وهدوء وبضحكات مجنونة، وعقب رفع الجلسة قام المتهمون بالهتاف من داخل القفص وقام المتهم محمد البلتاجي الذي ارتدي الكاب الأحمر «الخاص بالمتهم محمد بديع» باحتضان المتهم أحمد عبدالعاطي، ثم تجمع المتهمون مرة اخري في منتصف القفص ووضعوا ايديهم جميعا علي ايدي بعضهم البعض. فيما قام خيرت الشاطر باحتضان باقي المتهمين، وقام بالسلام علي المتهم محمد بديع، وبدا وكأنه يحتفل بالحكم الصادر بحقه. وعقب نصف ساعة من رفع الجلسة للاستراحة عادت هيئة المحكمة لاعتلاء منصة العدالة مرة اخري للنطق بالحكم في القضية الاخري وهي الخاصة بهروب سجناء وادي النطرون وكما استقبل المتهمون حكم القضية الاولي ظلوا علي نفس المنوال من الهدوء واللامبالاة والضحكات المجنونة البلهاء. فشكل المتهمون نصف دائرة في منتصف القفص ورسموا علي وجوهم الضحكات البلهاء واضعين ايديهم علي بعضهم البعض رافعين شعار رابعة، فيما قام المتهم عصام العريان بارتداء الكاب الاحمر الخاص بالمتهمين المحكموم عليهم بالاعدام كما فعل محمد البلتاجي من قبل، فيما ظل مرسي هادئا وجلس واضعا قدما علي الاخري وهو يلاعب يده باليد الاخري.