الأجيال السابقة في الأربعينيات وحتي منتصف الستينيات تعرفه جيداً وكل من يقرأ التاريخ الإعلامي المصري.. يعرف هذا الاسم جيداً.. "أنور المشري" المقدم والمخرج والأديب والروائي والقصاص.. ورائد من رواد الإذاعة والتليفزيون.. أثري الجهازين بأروع البرامج والقصص والروايات وحتي السينمائية.. كان أنور المشري أول من أختير لقراءة النشرة الإخبارية بالتليفزيون يوم افتتاحه في12 يوليو عام 0691 وتم إيفاده إلي لندن لدراسة فنون التليفزيون..وعاد ليسهم في وضع الأسس التي تكفل النجاح لهذا التليفزيون الوليد.. ولكن لم يمهله القدر لتحقيق الانتشار علي الشاشة الصغيرة كما حققها من خلال ميكروفون الإذاعة.. لقد توفي أنور المشري عام 3691 وهو لم يكمل عامه الأربعين.. ورغم صغر سنه إلا أنه قدم أروع المسلسلات الإذاعية والبرامج الغنائية التراثية التي أحيا من خلالها التراث المصري الأصيل.. وكان اسمه يتردد بقوة بين جمهور المستمعين والمشاهدين.. ورددوا وراءه"عواد باع أرضه ياولاد.. علي طوله وعرضه ياولاد" بلحنه المتميز الذي مازال يعاد بثه حتي الآن كان ذلك من خلال برنامجه الشهير "حب الفلاح" الذي قدمه عام 6491 بالإذاعة الذي أدخل فيه الألحان الشعبية لأول مرة في البرامج الإذاعية وذاع اسمه وصيته أكثر من نجوم السينما في ذلك الوقت مقدم برامج ومخرجا إذاعيا وأديبا وقصاصا وروائيا.. وكان وقتها في العشرينيات من عمره.. ومازال يتردد أسماء العشرات من الصور الغنائية التي قدمها منها "عوف الأصيل.. عواد.. زرع الخير.. زفة العروسة".. ومن المسلسلات "المملوك الشارد ووراء الأسوار" لزكريا الحجاوي.. والحلقات الشهيرة "المفتش إسماعيل" أما البرامج التي أعدها وقدمها فلم تكن برامج عادية.. كان فيها من الإبداعات التي جعلتها خالدة في أذهان الأجيال المتعاقبة منذ بدء أولي برامجه "الليل" الذي قدم من خلاله الأغنية والموال والقصيدة الشعرية والزجل.. ووصفه النقاد بصوت من ذهب ولغة آسرة ومؤثرة.. كان أيضاً أول من قدم برامج "الآباء" و"طبيب العائلة" و"س و ج" و"الأوائل" و"كان ياماكان".. لقد بدأ أنور المشري بالإذاعة عام 4491 بعد أن أنهي دراسته للأدب الأنجليزي بكلية الآداب.. وكان أول مذيع توفده الإذاعة المصرية للخارج لدراسة فنونها في باريس ولندن عام 1591 وكان أول ملحق إذاعي يرأس القسم العربي بإذاعة الأممالمتحدة بجنيف عام 3591 لمدة عام طاف خلالها كل البلدان العربية والشرق الأوسط ليقدم برنامجه الشهير "أضواء علي العالم العربي".. رحم الله أنور المشري الذي ساهم بوضوح في تطور العمل الإذاعي المسموع وتحويله إلي فن له أصول وتقاليد راسخة.. ولم يمهله القدر لإكمال مسيرته الإعلامية في الإذاعة المرئية.