فقد الإعلام المصري أحد رواده الإذاعي الكبير "طاهر أبوزيد" الذي توفي ظهر أمس عن عمر يناهز -88 عاماً- بعد معاناة مع المرض بمستشفي الشيخ زايد وتم نقل الجثمان الي طلخا مسقط رأس الفقيد ليدفن هناك ويقام العزاء غدا بمسجد صلاح الدين بالمنيل. وقد نعاه زملاؤه الإذاعيون فماذا قالوا عنه؟ في البداية يقول الإعلامي الكبير فهمي عمر رئيس الإذاعة الأسبق: كان زميلاً إذاعياً منذ أول يوم التحقنا فيه بالاذاعة وطاهر أبوزيد يعتبر من الذين قدموا للإذاعة المصرية عصارة جهدهم وقدم للميكروفون برامج شائعة وكان برنامجه "جرب حظك" من البرامج الجماهيرية التي شدت الملايين من المتلقين حيث استضاف فيه شخصيات حاورها بأسلوب إذاعي متميز ثم كانت له برامجه الأخري مثل "رأي الشعب" و"أسبوعيات طاهر أبوزيد". تقول الإعلامية انتصار شلبي رئيس الإذاعة: اعزي نفسي لرحيل إعلامي كبير قدير هو أب عزيز واستاذ فاضل وصاحب صوت رائع مازلت أشعر بجماله وروعة أدائه.. وقالت: منذ الصغر كنت احضر برنامجه العملاق "جرب حظك" وحدثني منذ شهرين ومازال في أذني صوته يبدي فيه سعادته بنجاح الإذاعة في الوقت الحالي وما أقوم فيه بالإذاعة وسام علي صدري وصدر كل الإذاعيين عندما يتحدث هذا النجم الإذاعي. تقول الإعلامية الكبيرة سامية صادق رئيس التليفزيون الأسبق: طاهر زميل عمر عملنا سوياً بالإذاعة كنت مقدمة للبرامج وهو مذيعاً ومقدماً للبرامج منذ عام 1950 حتي عام 1982 في بوتقة الإذاعة عمر شبابنا بحاله خلف الميكروفون.. كان صديقاً وفياً حتي بعد احالتي للمعاش.. كنت أقدم في رمضان منذ عامين "عطر الذكريات" حيث استضافني البرنامج العام لأروي ذكرياتي.. وبعد كل حلقة تذاع كان يداوم الاتصال ويكرر ما قلته قائلاً: كنت جميلة.. كيف تفتكرين هذا الكلام!! وكان أول تليفون منه.. كان صديقاً بكل ما تحمله الكلمة من معني.. درجات الاخلاص عنده عالية. كنا سوياً في السودان في حفلات أم كلثوم لصالح المجهود الحربي وكان خير زميل كان يعاتبني علي رفضي تقديم برامج بالإذاعة بعد سن الإحالة للمعاش وكان يذكرني بما كان يقوله موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب لنا. إن آخر شئ يتغير في الانسان بعد تقدم العمر هو الصوت. ويقول الشاعر الإذاعي الكبير عمر بطيشة رئيس الإذاعة السابق: طاهر أستاذ فن الحوار ويتميز بالحميمية في حواره مع مختلف الشخصيات من مختلف طبقات الشعب ومختلف التخصصات والمهن وكان برنامجه "جرب حظك" منحة شعبية طاغية أهلته لمقعد في مجلس الأمة ليمثل الشعب الذي اختاره.. أضاف: كان قد ابعد عن الاذاعة المصرية بفعل فاعل بعد أحداث 15 مايو عام 1971 لمدة "25 عاماً" إلي أن وفقني الله وأعدته لميكروفون الإذاعة في برنامجه الإذاعي أسبوعيات طاهر أبوزيد بالبرنامج العام. ويقول الإعلامي حمدي الكنيسي رئيس الإذاعة الأسبق: من الحقائق المؤكدة أن طاهر أبوزيد من أبرز فرسان الإذاعة وهو أحد الذين ارسوا قواعد الفن الإذاعي الجميل المحترم وكانوا بمثابة الضوء الذي أنار الطريق للأجيال اللاحقة ومن حسن حظي أنني كنت من بين هذه الأجيال أضاف ليس سراً أن من أسباب حرصي علي أن أتقدم لمسابقة الإذاعة في أوائل الستينيات كان "طاهر أبوزيد" بصوته وبرامجه التي جعلتني أحب الاذاعة ولا التفت لاغراء التليفزيون رغم بريق بدايته. ويقول الإعلامي عبد الرحمن رشاد رئيس إذاعة صوت العرب: لم يكن مجرد إذاعي فقط فهو موسوعة إذاعية حملت الفن الإعلامي المصري والعربي منذ عام 1950 حتي لحظات وفاته لم يكن مذيعاً للأخبار فقط لكنه كان أول من قدم البرامج الجماهيرية وأول من قدم الحوارات مع الموهوبين وهو الذي حاور أم كلثوم وطه حسين ومحمد عبد الوهاب وصلاح جاهين والمأمون أبو شوشة وكان صوت الشعب في الإعلام المصري. بينما تؤكد الإعلامية درية شرف الدين رئيس القنوات الفضائية السابق: فعلاً كان استاذاً ومعلماً ويحمل قيمة ثقافية كبيرة ويكفي دفاعه عن اللغة العربية حتي آخر يوم في حياته. كان أبا شديد الاهتمام بمن حوله ويملك بصيرة نافذة كإذاعي في قالب فنان. يقدر العمل الجيد وصديقاً للجميع!! بقي ان نعرف ان الراحل من مواليد 5 أبريل عام 1922 بطلخا وحصل علي الثانوية العامة من مدرسة المنصورة الثانوية بتفوق ولم يكمل تعليمه في البداية حيث اضطرته الظروف للعمل كمحضر في المحكمة أثناء الحرب العالمية الثانية ولكن بمساعدة رئيس المحكمة استطاع ان يلتحق بكلية الحقوق جامعة الاسكندرية بعد نقله الي هناك لاكمال دراسته وبالفعل أخذ يعمل ويدرس الي أن تخرج في عام 1948 وحصل علي ليسانس الحقوق وعين بالإذاعة عام 1950 كقارئ لنشرة الأخبار حيث زامل في تلك الفترة عدداً من كبار الإذاعيين مثل صفية المهندس وعواطف البدري وتماضر توفيق وعلي الراعي وحسني الحديدي وأنور المشري وعبد الوهاب يوسف وترأس الفقيد إذاعة الشرق الأوسط عام 1967 وحتي عام 1972.