عادات وموروثات شعبية قديمة تناقلتها الأجيال في الخفاء، قصص كثيرة تناقلوها أملا في صحة أفضل أو إنجاب طفل بعد عناء مع الأطباء، فهناك من يصدق أنها تعيد النشاط والحيوية للرجال وهناك من يقول إنها تعالج العنوسة والعقم عند النساء، وكلها مجرد أساطير لم يثبت الطب صحتها.. إنها دماء سمكة الترسة، تلك السلحفاة البحرية التي تتغذي علي قناديل البحر والأعشاب، فصباح كل يوم أحد وجمعة يتجمع عدد من الأشخاص بمنطقة بحري التاريخية بوسط الاسكندرية في حلقة حول أحد الصيادين الذي تخصص في صيدها وذبحها للشرب من دمائها وأكل لحومها. وعلي الرغم من حظر صيد هذا النوع المهدد بالانقراض إلا أن هناك من الصيادين من يضرب بتلك القرارات عرض الحائط ويصطادها بحثا عن مكسب مريح، فما زالت عمليات الصيد مستمرة في الخفاء، وغالبا ما يتم ذبح الترسة قبل بيعها مباشرة بطريقة فجائية حتي لاتنتبه وتختبئ في صدفتها القوية.. إلا أنه خلال الاسبوع الماضي تمكنت شرطة البيئة من ضبط تاجرين حاولا بيع الأسماك الترسة وتمكنت الشرطة من انقاذ 9 ترسات وجدوها علي قيد الحياه، ليتم إعادتهم إلي المياه مرة أخري. قال د. حمدي عمر احمد، مدرس علوم البحار بالمعهد القومي لعلوم البحار والمصايد بالاسكندرية، إن الاعتقاد الشعبي في قدرة لحم ودماء الترسة في علاج العديد من الامراض هو السبب في الاقبال عليها، رغم عدم ثبوت ذلك علميا وأشار الي أن سمكة الترسة تباع في سوق السمك وقد يصل سعر الكيلو منها إلي 100 جنيه ، وقد يستعملون الصدفة الخارجية كزينة. وحذر الخبيرفي علوم البحار من خطورة الاستمرار في اصطياد الترسة علي الاتزان البيئي ،حيث انها تتغذي علي بعض الكائنات البحرية مثل قنديل البحر ،والذي في حال اختفائها قد ينتشر بصورة وبائية في البحر ويهاجم الشواطئ. وتخضع الترسة لحماية القانون المصري باعتبارها من الكائنات البحرية المهددة بالانقراض ، وذلك تنفيذا للاتفاقيات الدولية (سايتس) لحماية الحياة البرية والحفاظ علي الحيوانات المهددة بالانقراض ومنع الاتجار بها، وتطبيق مواد قانون البيئة رقم 4 لسنة 1994 والمعدل بالقانون رقم 9 لسنة 2009 للحفاظ علي البيئة والحياة البرية. الإسكندرية - أمنية كُريم