في الوقت الذي تسعي فيه مارين لوبين، رئيسة حزب الجبهة الوطنية للوصول إلي قصر الإليزيه... دخلت في نزاع علني مع والدها مؤسس الحزب. وذلك بعد أن دافع جان ماري لوبين، الرئيس الفخري لحزب الجبهة الوطنية، عن ذكري المارشال فيليب بيتان، مهندس تعاون فرنسا مع ألمانيا النازية، والذي يلقبه الفرنسيون "بالخائن". كما انتقد الأب استراتيجية ابنته، التي ترأس حزب "الجبهة الوطنية" في حديث نشرته مجلة "ريفا رول" اليمينية المتطرفة. وقد أدت تصريحاته إلي إحراج مارين لوبين في وقت تسعي فيه لتوسيع خطاب الجبهة الوطنية المناهض للهجرة قبل محاولتها لخوض انتخابات الرئاسة الفرنسية عام 2017. وبعد نشر الحديث كتبت الابنة "يبدو أن جان ماري لوبين دخل في دوامة حقيقية بين استراتيجية الأرض المحروقة والانتحار السياسي." وأضافت "أبلغت جان ماري لوبين أنني سأعارض ترشيحه في انتخابات مجالس المقاطعات التي ستجري أواخر هذا العام." يذكر أن مارين لوبين بدأت منذ سنوات عدة مسارات لتحسين صورة الحزب. وهذه الخلافات العائلية أو صراع الاجيال كما يراها البعض هي في الواقع صراع استراتيجيات سياسية. فطموحات الاب تنتهي عند كونه معارضا في حين أن الابنة تتطلع للرئاسة. فأصبح الاب بماضيه السياسي وتصريحاته الصادمة، عقبة في طريق الحزب الذي أسسه. فقد اتهم جان ماري لوبين، مؤسس حزب الجبهة الوطنية (اليميني المتطرف) ابنته التي خلفته في زعامة الحزب بالخيانة، لانتقادها لتعليقاته التي أدين بسببها بالتحريض علي الكراهية والعنصرية، في نفس الوقت الذي يصر فيه علي خوض انتخابات مجالس المقاطعات التي ستجري هذا العام. الخلاف بين الاب والابنة ليس وليد اليوم فقد اصطدم الاثنان من قبل بسبب دفاع جان ماري لوبين (87 عاما) عن تعليقات سابقة له وصف فيها غرف الغاز أثناء حكم النازي بأنها "مجرد تفاصيل تاريخية" وقد أدين بسبب هذه التصريحات وحكم عليه بالغرامة. إلا أن مارين لوبين(الابنه) تحاول منذ أن خلفت والدها عام 2011 في رئاسة الحزب، تخليص الجبهة الوطنية اليمنية من صورتها المعادية للسامية وجعلها أكثر جاذبية للناخبين الفرنسيين. ووصل التصعيد بين مارين لوبين(الابنه) وماري لوبن(الاب) إلي حد إعلانها عن بدء إجراء تأديبي بحق أبيها، ودعته إلي اعتزال العمل السياسي. وذلك عبر القنوات التليفزيونية و"التصرف بحكمة واستخلاص العبر من البلبلة التي تسبب فيها والتخلي عن مسؤولياته السياسية". وأضافت "قررت بدء إجراء تأديبي ضد أبي "، مبررة ذلك بأنها لن تسمح" داخل الجبهة الوطنية بوجود شخصيات يمكنها التعبير عن أفكارها الشخصية المخالفة لموقف واراء الحزب". انتهي الخلاف بقبول الاب التنازل عن خوض انتخابات رئاسة اقاليم " ألب كوت دازور" التي ستجري في نهاية هذا العام لصالح حفيدته ماريون مارشال لوبين. السؤال المطروح حاليا هل بالفعل هناك تطورات وتغيرات في مواقف الحزب اليميني المتطرف، المبني علي الكراهية والعنصرية والعداء لكل ما هو مختلف أو أجنبي أم أن هناك مراوغة سياسية لجذب الناخبين. علما بانه ترك مكانه لحفيدته التي لم تتعد سن الخامسة والعشرين وتستطيع كونها شابة وشقراء وتجيد مخاطبة الكاميرات أن تجذب أكبر عدد من الناخبين.