قضت مارين لوبان على فكرة انها قد تضع صورة اكثر نعومة على الجبهة الوطنية الفرنسية في الانتخابات التي تجرى في 2012 عندما أدلت بتصريحات معادية للمسلمين أثارت عاصفة من الانتقادات. وشبهت لوبان وهي على الارجح المرشحة القادمة لليمين المتطرف في الانتخابات الرئاسية 2012 المساجد المنتشرة في فرنسا بالاحتلال النازي. وهذه التصريحات علامة على تحول نحو اليمين في اوروبا من شأنه أن يسمح للجبهة الوطنية بالتهام حصة من التأييد الذي يحظى به حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية الحاكم في فرنسا في الانتخابات القادمة. وأدلت لوبان المرشح الاقوى لخلافة والدها جان ماري لوبان على رأس الحزب بتصريحاتها في برنامج تلفزيوني الثلاثاء الماضي امام سمع وبصر ما يقرب من 3.4 مليون مشاهد. ورفضت يوم الاثنين اي تلميح الى انها ارتكبت حماقة. وقالت لوبان في مؤتمر صحفي انها صرحت بما يسره الجميع في أنفسهم وقالت "تعليقاتي لم تكن مطلقا حماقة لكنها تحليلات مدروسة بشكل كامل." وتبدو لوبان التي تستحوذ على تأييد بين 12 و14 في المئة أكثر فرصا في الانتخابات من أبيها الذي أدين في عام 1990 بالتحريض على الكراهية العنصرية. لكن تصريحاتها ترجح أنها ليست فقط بعيدة عن تحويل خط حزبها الى الاعتدال ولكنها أيضا ستهاجم الرئيس الفرنسي المحافظ نيكولا ساركوزي بكل ما اوتيت من قوة لتضمن شريحة من الناخبين الفرنسيين تعارض الهجرة العالية. وقال مقال في صحيفة ليبراسيون اليسارية اليومية بعد ان انتقد سياسيون وقادة مسلمون تصريحات لوبان "الجبهة الوطنية تغيرت.. لقد اصبحت اكثر خطورة من ذي قبل.. لقد عاد الرهاب من الاجانب مرة أخرى الى دائرة الضوء بعد أن زادته مارين بمسحة لونية." وقالت مارين لوبان يوم الخميس امام اجتماع لحزبها ان الجموع التي تصلي خارج المساجد تبدو بعد الزيادة الثابتة في أعداد النساء المحجبات والمنقبات في البلاد التي يقطنها خمسة ملايين مسلم تشبه الاحتلال. وتنسجم تصريحات لوبان مع تيار يميني متنام بين الناخبين في اوروبا حيث تتبنى الاحزاب اليمينية المتطرفة المخاوف من أن تؤدي الهجرة العالية الى تسهيل انتشار الخلايا الارهابية الاسلامية وتجعل سوق العمل الضيقة أكثر ضيقا.