كما يقول عامة الناس »ابن الوز عوام«.. فان ابن المتطرف متطرف ايضا.. وكيف لا يصبح وقد تربي علي مباديء متطرفة ونشأ في بيئة متشددة وقاسية تدعو إلي التعصب وتؤيد نبذ الآخر؟ هذا المثل ينطبق تماما علي مارين لوبان ابنة صقر اليمين الفرنسي المتطرف جان ماري لوبان. نشأت مارين 14 عاما في احضان اب اسس حزب الجبهة الوطنية اليميني المتشدد منذ سبعينيات القرن الماضي والذي كان ومازال يقلل من شأن الاقليات وينتقد الدين اليهودي ويستهزيء بالمحرقة حتي انه أدين عام 0991 بالتحريض علي الكراهية العنصرية ومعاداة السامية. تولت مارين رئاسة هذا الحزب العنصري بعد والدها وتستعد الان لتجديد رئاستها باستخدام طريقة ماكرة وذلك باللجوء الي التعصب ضد الاسلام بغرض اضافة اصوات إلي رصيدها ضد منافسها برينو جولنيش الذي يشغل حاليا منصب نائب رئيس الحزب والذي طالما كان الساعد الايمن لوالدها في السنوات الماضية. ومنذ ان اعلن والدها المتشدد جان ماري لوبان 18 عاما استعداده للتقاعد اصبح المجال امامها مفتوحا والفرصة سانحة للانطلاق وخلق طريق ممهد وسريع للفوز برئاسة الحزب استعدادا لخوض الانتخابات الرئاسية امام نيكولا ساركوزي عام 2102. وقد اثارت مارين التي تناهض العملة الاوروبية الموحدة »اليورو« والاتحاد الاوروبي مؤخرا ضجة كبيرة بتصريحاتها العنصرية المعادية للمسلمين فقد اعلنت صراحة وبوضوح ان اقامة المسلمين الفرنسيين صلاة الجمعة في الطرقات شبيه بالاحتلال النازي لفرنسا والذي استمر من عام 0491 وحتي 4491. وتستعد مارين لانتخابات رئاسة الحزب في 51 و61 يناير القادم من خلال حملة عنصرية ضد الاسلام والمسلمين وقالت ان المد الاسلامي اجتاح فرنسا منذ 51 عاما ففي البداية ظهرت مشكلة الحجاب ثم مشكلة البرقع واليوم اصبح المسلمون يحتلون كل يوم جمعة نحو 51 شارعا عاما من اجل اقامة الصلاة!! ويري سالفان كربون وهو محلل سياسي فرنسي ان مارين سارت علي نفس خطي والدها المتشدد ولكنها اضافت بعض التغيير من اجل اضفاء الاختلاف عله يأتي بالنتيجة التي تأمل فيها وتستعيد الجبهة الوطنية مجدها كما حدث من قبل عام 2002 عندما جاء جان ماري لوبان زعيم الجبهة في المركز الثاني بعد ليونيل جوسبان في الانتخابات الرئاسية الفرنسية وقتها. ومن اجل احداث هذا التغيير تخصصت مارين في انتقاد الاسلام وتعظيم فكرة الاسلاموفوبيا في اذهان الفرنسيين المعتدلين بدلا من فكرة معاداة اليهود مثلما كان يفعل والدها وفي المقابل تبنت مارين مبدأ احترام السامية والاهتمام بالاقلية اليهودية وذلك لانها تعرف جيدا ان التحدث جهارا بمعاداة السامية يمكن ان يقضي علي فرصتها الاخيرة للنهوض بالحزب مرة اخري واعداده الانتخابات الرئاسية القادمة. ومن ناحية اخري تري لوبان ان الاهتمام بالاقلية اليهودية قد يرفع شعبيتها التي وصلت بين الفرنسيين إلي 41٪ ويقلل في المقابل من فرص منافسها برنو جلونيش في الفوز برئاسة الحزب الذي طالما سار علي خطي والدها في معاداة السامية والتهكم علي المحرقة والتقليل من اهميتها في عيون الفرنسيين. ومارين من جانبها تؤيد الحقوق الكاملة للمرأة والشواذ والمساواة كما انها ضد هجرة المسلمين إلي فرنسا متحججة بان تغلغل الاسلام في المجتمع الفرنسي من شأنه تغيير مبادئه وقيمه كما ان ازدياد اعداد المهاجرين من شأنه تقليل فرص العمل امام ابناء الوطن. وتقول »علي المسلمين الراغبين في الانتماء إلي مجتمعنا العلماني التكيف مع تقاليدنا ومبادئنا، فنحن لن نتغير ولن نطبق الشريعة الاسلامية علي مواطنينا كما تفعل الكثير من الدول«. ويؤكد الجميع ان مارين العضو في البرلمان الاوروبي قد استخدمت تنامي التيار اليميني المتشدد والذي اصبح »موضة« واداة لاجتذاب الناخب الاوروبي في تحقيق مصالحها كما بدأت باضفاء لمسة انثوية علي الحزب و»اللعب« علي مشاعر الخوف الفطرية لدي المواطنين من الاجنبي أو الاخر.. فهي تمثل الوجه الناعم لتجميل قبح هذا الحزب المتشدد والعنصري. وقد عبر عن ذلك الكثير من المفكرين والاوساط الاعلامية في فرنساوكتبت صحيفة ليبراسيون اليسارية اليومية ان »الجبهة الوطنية تغيرت.. لقد اصبحت اكثر خطورة من ذي قبل والفضل في ذلك يرجع إلي مارين لوبان التي اعادت الاسلاموفوبيا إلي ادمغة الفرنسيين بعد ان قامت بعملية تجميل للحزب واضفت عليه اشراقا وجاذبية«.