خسرت المرشحة اليمينية المتشددة "مارين لوبان" في الجولة الأولي من انتخابات الرئاسة الفرنسية ولن تخوض جولة الاعادة لكنها في الوقت نفسه يمكن ان تقوم بدور "صانعة الملوك" وتلعب دورا ما في تحديد رئيس فرنسا القادم ويمكن ان يتم هذا الدور من خلال نحو عشرين في المائة من الناخبين الفرنسيين الذين منحوها أصواتهم في الجولة الأولي فيما يشبه المفاجأة. وحتي يأتي السادس من مايو القادم سوف يخوض المرشحان المتنافسان في جولة الاعادة نيكولا ساركوزي وفرنسوا أولاند سباقا حامي الوطيس للفوز بأكبر عدد ممكن من الأصوات التي حصلت عليها مارين في الجولة الأولي. وقد يستدعي الامر مساومات عديدة أو عوداً أو غيرها هذا رغم ان حزب الجبهة الوطنية الذي تتزعمه مارين منذ عام واحد فقط- بعد ان ورثت زعامته عن أبيها جان ماري لوبان الذي أسسه عام 1972 وخاضت الانتخابات ممثلة له- يرفع شعارات يمينية متطرفة لا تتفق مع توجهات الاشتراكي أولاند ولا اليمين الوسطي ساركوزي وان كانت أقرب بعض الشيء إلي أفكار ساركوزي لكن كل شيء وارد في عالم السياسة. وتعد النسبة التي حصلت عليها مارين "43 سنة- محامية وأم لثلاثة أطفال ومطلقة لمرتين" هي أعلي نسبة يحصل عليها هذا الحزب المعادي للمهاجرين وللاتحاد الأوروبي. ويعيد ذلك إلي الأذهان ما حدث قبل عشر سنوات عندما حقق أبوها مفاجأة غير متوقعة بعد ان فاز في الجولة الأولي من انتخابات الرئاسة بالمركز الثاني وأطاح بمنافسه الاشتراكي ليونيل جوسيان وخسر بعد ذلك أمام شيراك في جولة الاعادة. ويقول المعلقون ان مارين ذات الشعر الأشقر لا تريد في الحقيقة عن كونها وجها جديداً شابا لليمين الفرنسي المتطرف لكن الجوهر يظل واحدا فقد خاضت الانتخابات ببرنامج انتخابي أطلقت عليه اسم "الوطنية الاقتصادية" أكدت فيه انها سوف تعلن انسحاب فرنسا من منطقة اليورو.. كما أكدت انها تعارض العولمة كما ان حزبها يهتم بالعنصر الفرنسي الأبيض مما يعني انه حزب عنصري ويتبني الحزب مواقف غير ودية من المسلمين الذين يعيش أكثر من ستة ملايين منهم في فرنسا ويحملون جنسيتها وكان لها تصريحات عديدة في حملتها الانتخابية ضد المسلمين مثل رفضها "أسلمة فرنسا" وقبل ذلك كانت لها تصريحاتها الاستفزازية مثل تشبيه المسلمين الذين يصلون خارج المساجد في الشوارع بعد ان تضيق بهم بالاحتلال النازي لشوارع فرنسا. وهي في ذلك تمثل تيارا ينتشر في أوروبا بين الأحزاب اليمينية المتطرفة. يسعي إلي تحميل وجه تلك الاحزاب دون المساس بجوهر اتجاهاتها العنصرية. وتلزم مارين الصمت إزاء احتمال تأييد ساركوزي أو أولاند وتكتفي بالقول بأنها كانت تتمني تكرار انجاز أبيها قبل عشر سنوات وخوض جولة الاعادة لكن علي الأقل فإن عدد الاصوات التي حصلت عليها يشير إلي ان الساحة السياسية لم تعد حكرا علي حزبين فقط. ويتحدث عنها أبوها الزعيم المتطرف جان ماري لوين فيقول ان ابنته لم تسرق منه الأضواء كما يزعم البعض.. كل ما حدث انه سلمها العصا لانها قادرة علي العدو أسرع منه.. وهذا يصب في مصلحة الحزب.