هذا ما يحدث علي الساحة الإعلامية في الوقت الحالي بكل أسف بين طرفين ما أسوأ من أن تتشدق دوما بأنك مسلم وسطي حر وتدافع عن حرية الآخر المخالف لك في الرأي ثم عندما تعجز عن مقارعته الحجة بالحجة والدليل بالدليل والبرهان بالبرهان تقوم بسبه وشتمه، وإن استطعت فبإسكاته وتكميم فمه، وإن استطعت فبتكفيره وبإخراجه من الملة والدين أصلا.. هذا ما يحدث علي الساحة الإعلامية في الوقت الحالي بكل أسف بين طرفين، الأول تمثله بعض العقول المتحجرة المتدلهة في عبادة الأوثان الفكرية والثاني مفكر مستنير يحمل أعلي الدرجات العلمية في مجال البحث الإسلامي، هذا المفكر وجد أن من حقه أن يعمل عقله كما أمره الله ويتدبر ما يقال له في دينه عبر كتب الفقه والتفسير والحديث، وعندما عاير ما في هذه الكتب علي كتاب الله تعالي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وجد المئات من التفاسير المغلوطة والأحاديث المكذوبة التي تلوي عنق الآيات ليا وتتناقض تماما مع كلمات الله عز وجل وأحكامه القرآنية ولتخترع لنا في النهاية دينا آخر ملطخا وجهه بالدم وموصما أتباعه بالإرهاب.. فكانت جريمته الكبري أنه حاول رفع هذا القذي عن الدين عبر إحدي الفضائيات، وعندما عجز الآخرون عن مناقشته كالوا له الاتهامات وطالبت مشيخة الأزهر المنطقة الحرة الإعلامية بهيئة الاستثمار بوقف برنامج إسلام بحيري واستندت إلي أنه يحرض علي الفتنة ويشوه الدين ويمس ثوابت الأمة والأوطان ويشكك فيما هو معلوم من الدين بالضرورة ويعرض شباب الأمة للتضليل والانحراف ويعمل علي مناهضة السلم المجتمعي والأمن الفكري والإنساني.. ياااااااااااه.. كل ده برنامج إسلام بحيري بيعمله في الأمة ؟.. أمال حديث «جعل رزقي تحت ظل رمحي» بيعمل إيه في الأمة ؟.. ولاّ حديث « أمرت أن أقاتل الناس حتي يقولوا لا إله إلا الله فإن قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم « بيعمل إيه هو كمان في الأمة ؟.. طب وحديث من بدل دينه فاقتلوه وكأن الرسول صلي الله عليه وسلم كان هدفه تربية أجيال من المنافقين الذين يظهرون غير ما يبطنون.. وقصص قيام أبي بكر الصديق وعلي بن أبي طالب بحرق بعض الناس أحياء مخالفين بذلك - وهما من هما - لحديث «لا تعذبوا بعذاب الله».. طب وفتوي قتل الأسير وجواز أكل لحمه وهو ما تنفذه داعش الله ينور.. طب والحديث المسخرة بتاع إرضاع الكبير ما قلتوش لنا بيعمل إيه في الأمة، وكمان حديث غمس الذبابة في الطعام لأن أحد جناحيها به الداء وبالآخر الدواء، وحديث شرب بول النبي للاستشفاء، ما قلتوش بالضبط ماذا فعلت هذه الأحاديث في شباب الأمة عبر مئات السنين غير تربية أجيال من حملة الفكر الإرهابي الذي أساء للدين الإسلامي أيما إساءة.. ثم عندما يفتح أحدنا فمه مناقشا بالعقل والمنطق هذه الأباطيل تنزيها لله وللرسول منها، يقال له : أنت لم تفهم الآية، أنت لا تعلم مقاصد الحديث، اترك ذلك لأهل الاختصاص.. أنت تفكر بعقلك إذن أنت تهدم ثوابت الدين، يعني من الآخر ما هو المطلوب من عموم المسلمين يا مشايخنا الكبار ؟.. المطلوب هو أن يخلعوا عقولهم وينسوها خالص ويضعوا بدلا منها فرد شباشب لأننا ما نريكم إلا ما نري وما نهديكم إلا سبيل الرشاد.. ولازم تعرفوا أن أمر التدبر في القرآن كان مقصودا به كام نفر بس من الأوائل وكل اللي قالوه سقف لا يجوز تخطيه بأي حال وانتم تمشوا وراءهم زي القطيع..