لي رأي في موضوع الخلاف الدائر حالياً بين مؤسسة الأزهر الشريف والإعلامي إسلام بحيري.. فكل من يقدر الأزهر الشريف وشيخه وعلماءه مثلي لا يقبل أي تجاوز في حقهم من منطلق أن "العلماء ورثة الأنبياء" وأن "ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا" كما قال رسولنا الكريم ومع كامل التقدير والاحترام والتبجيل والإجلال لكل ما هو مرتبط بمؤسسة الأزهر الشريف التي تدعو وتدرس الإسلام الوسطي البعيد عن الغلو والتشدد فإن الملاحظة الجديدة بالاهتمام أن علماء الأزهر الشريف ومنهم فضيلة العلامة الشيخ علي جمعة وفضيلة العلامة الشيخ أسامة الأزهري وفضيلة العالم الحبيب الجفري بما لهم من علم غزير ومصداقية ومنزلة رفيعة عند غالبية الشعوب العربية وليس الشعب المصري فقط لم ينبري أحد منهم للرد علي ما يقوله الإعلامي إسلام بحير ليقنعوا الناس والمشاهد والمواطن العادي بأن ما يقوله بحيري خطأ وليس من ثوابت الدين. أو أن ما يتناوله يعد من الاسرائيليات أو من قمامة التاريخ الإسلامي ولا يجوز تناوله علي أنه من الثوابت. أو أن ما يقوله سبق الرد عليه من العلماء الأجلاء فلان وفلان. الدين الإسلامي دين إعمال العقل ويدعو للتفكر والتدبر ولم يجعل أمور الدين مقصورة علي فئة دون فئة بل دعا المسلمين كافة للتدبر فقال تعالي "كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون" الآية 192 البقرة. وقال "كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون" الآية 24 يونس. وقال "إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون" الآية 3 الرعد وقال "إنا انزلناه قرآنا عربياً لعلكم تعقلون" الآية 2 يوسف. وقال "قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون" الآية 17 الحديد. وفي القرآن الكريم آيات كثيرة تحض علي أعمال العقل والتفكير. ومع ذلك فإن هناك شروطاً للخوض في تفسير الآيات وعرضها علي العقل.وشروطاً اخري لقراءة التاريخ خاصة عندما يكون الهدف ربطه بالآيات القرآنية وهذا هو أصل اعتراض علماء الأزهر علي الإعلامي إسلام بحيري. طبعاً بخلاف أسلوبه المستفز في التهكم علي اسماء تحظي بتقدير واحترام المسلمين جميعاً ومنهم الإمام البخاري الذي ناله من سهام "بحيري" ما ناله. كنت أتوقع من علماء الأزهر الشريف ألا يواجهوا كلام بحيري بالهجوم والاتهام بالزندقة وأنه يحاول هدم الدين والتشكيك في ثوابته. تماماً كما حدث مع الشباب المتمرد قكرياً علي كل ما هو ثابت من أمور الدين فوقعوا فريسة للالحاد بينما ما زلنا نواجه فكرهم بالهجوم واتهام القنوات الدينية بأنها السبب وراء إلحادهم. ولم نفكر في تنفيد اعتقاداتهم الخاطئة بالفكر والعقل والمنطق. يا علماء الأزهر.. إن إغلاق القناة التي يظهر فيها الإعلامي اسلام بحيري لن تكون حلاً. علي الرغم مما تقدمه هذه القناة من برامج تخالف قيمنا وتقاليدنا.. واجهوا فكرة بالفكر. اعرضوا علي الناس ردودكم علي ما يقول بالكتاب والسنة. أما تجاوزه في حق العلماء حاليين أو قدامي فإنه مرفوض من كل المصريين وأنا أولهم.