استيقظت في الفجر علي بكاء وصرخات رضيعها الذي ارتفعت درجة حرارته بشدة سارعت بوضع قطع القماش المبللة بالماء علي جبهة صغيرها وأخذت تعد الساعات والدقائق في انتظار بزوغ الشمس ودموعها علي خدها تتساقط.. زوجها السائق يخرج الي عمله في الساعات المبكرة سعيا وراء رزقه ولا يعود قبل منتصف الليل، ولان الاطباء لا يفتحون عياداتهم الا بعد الظهيرة فحملت رضيعها المريض وتوجهت من قريتها الي مدينة المنصورة لعرضه علي الطبيب وقررت الانتظار في شقة شقيقتها حتي تفتح عيادات الاطباء ابوابها.. الطبيب فحص الطفل ووصف العلاج ولكن النهار كان قد انقضي وبدأت ساعات الليل.. استقلت توك توك لتوصيلها الي قريتها وفي الطريق حدثت الفاجعة.. سيارة نصف نقل تحمل 4 ذئاب بشرية اعترضت طريق التوك توك ونزل الذئاب شاهرين السنج والسكاكين في وجه سائق التوك توك الذي أثر السلامة ولم يتدخل.. مد احد الذئاب مخالبه الي الام المسكينة التي احتضنت رضيعها وراح جسدها يرتعد من الخوف.. امتد مخلب آخر الي الرضيع فانتزعه من احضان امه التي اجبرت علي النزول وراء صغيرها وامر الذئاب الاربعة سائق التوك توك بالانصراف مع وعيد بقتله اذا تلفظ بكلمة واحدة او ابلغ احدا عما حدث. اقتاد الذئاب الام المرعوبة الي الزراعات وعندما اظهرت علامات عدم الاستسلام لهم وضعوا السكين علي رقبة الرضيع وسكينا في جنب الام التي لم تجد مفرا من الاستسلام.. افترسها الذئاب وسرقوا ما معها من نقود واخذوا محمولها وتركوها وسط الزراعات تبكي حظها العاثر.. لملمت ما تبقي منها وحملت رضيعها وعادت للمنزل منهارة وروت لزوجها مصيبتها.. الزوج خرج يبحث عن الجناة حتي عثر عليهم وفوجيء بهم يعرضون عليه 04 الف جنيه مقابل السكوت والعفو عنهم فهم لم يكونوا علي علم بأنها زوجته وسوف يدفع كل واحد 01 الاف جنيه ادبا له ولكن الزوج الحر رفض بيع شرفه بمال الدنيا وابلغ الشرطة وتم القبض علي المتهمين واعترفوا في تحقيقات النيابة فحبستهم واحالتهم لمحكمة الجنايات.. اعاد المتهمون اعترافاتهم امام هيئة محكمة جنايات المنصورة برئاسة المستشار مصطفي جاويش وعضوية المستشارين محمد الجندي وحسام حسن فقضت المحكمة بمعاقبتهم بالسجن المشدد 51 سنة لكل واحد منهم.. انتهت القضية ولكن آلام الام البائسة لم تنته.