د. أشرف عقبة 90% من جسد المواطن المصري تحتله الميكروبات !!.. عوامل كثيرة تدعمها في هذا الغزو، مثل البيئة الملوثة والأغذية غير الصالحة.. علاوة علي الضغوط النفسية اليومية، كل هذا يتسبب في قتل الميكروبات النافعة بأجسادنا لتحل محلها أخري ضارة تسبب امراضا خطيرة.. ومع الوقت يصبح داخل جسد كل منا «حديقة حيوان» تتحرك داخله، وتضم ملايين الميكروبات فلا يتبقي لكل منا سوي 10% منه فقط «بني ادم». يؤكد هذه الحقائق الدكتور اشرف عقبة رئيس وحدة المناعة بكلية طب جامعة عين شمس ........................................ ؟ المناعة نظام وليست جهازا. إنها عبارة عن شبكة من الخلايا والكيماويات تعتبر محصلة منظومة صحية تبدأ من غذاء ومياه وهواء نقي وحالة نفسية سليمة إلي جانب جلد وأغشية مخاطية جيدة، والحقيقة اننا نعيش في عالم من الميكروبات، فعدد خلايا جسم الإنسان الطبيعية هي (10) اس 13ميكروب، لكن يسكن داخل تجاويف جسدنا 10 اس 14 ميكروب. ........................................ ؟ وظيفة النظام المناعي للإنسان هي حماية الجسم من اختراق الميكروبات الخارجية سواء كانت بكتيريا اوفيروسات او فطريات او ديدان، كما أنه يجنبه اي تغييرات في الخلايا الجسمية تسبب أوراما أو غير ذلك، حيث يقوم بعمل دوريات متواصلة بأنحاء الجسم للبحث عن اي شئ غريب، واذا اكتشف اي تغييرات بأي خلايا يقوم بمهاجمتها ويمنعها من الانتشار في أنحاء الجسم، يحدث هذا إذا كان البنيان سليما.. ويشير إلي أن اختلالات النظام المناعي إما أن تنتج عن نقص في القدرات المناعية او زيادة فيها، وفي حالة النقص يصبح اختراق الجسم من قبل الميكروبات الضارة سهلا، اما اذا حدثت زيادة في القدرات المناعية فهذا معناه ان النظام المناعي يفرز أجساما مضادة تبدأ في مهاجمة نفسها دون تدخل اي ميكروبات خارجية، وهذا ما يطلق عليه امراض المناعة الذاتية ومنها امراض «الروماتويد المفصلي» او «الذئبة الحمراء»، وقد تصيب عضوا معينا مثل الغدد الدرقية والاعصاب والعضلات، او تصيب «البنكرياس» فيحدث عنه مرض « السكر» من النوع الاول وهذا مايصاب به الاطفال نتيجة الاختلال المناعي. ........................................ ؟ امراض المناعة لا تنتج فقط عن النقص او الزيادة، فهناك امراض المناعة المصاحبة للأورام مثل « سرطان الدم، وسرطان الغدد الليمفاوية، وهذه الامراض تصاحبها اختلالات مناعية في شكل نقص مناعة قد يكون موروثا او مكتسبا عن طريق اختراق ميكروبات انتهازية للجسم ،وهي لا تضر الإنسان الطبيعي اذا كان نظامه المناعي سليما ويمكن ان تصيبه باعراض بسيطة كالبرد او الانفلونزا، ولكن في حالة الإصابة بنقص المناعة يكون تأثيرها أخطر. ........................................ ؟ رغم العوامل السلبية المحيطة لا يحتكر المصريون أمراض المناعة، فبعض المواطنين الذين يعيشون في الدول الأوروبية التي تتميز بنظافتها الشديدة يعانون من حساسية بشكل مفرط، كاليهود علي سبيل المثال حيث إن نسبة إصابتهم بمرض «القولون القرحي» كبيرة، نتيجة للاستعداد الجيني والوراثي لهم وتعرضهم للميكروبات بشكل مختلف،اما بالنسبة للمصريين الذين يعيشون ويتناولون اغذية بشكل طبيعي فإن فرصة إصابتهم بأضرار ومشاكل صحية أقل بكثير، ولكن نتيجة لتعرض نسبة كبيرة من المصريين للميكروبات بسبب البيئة غير النظيفة نجد اننا نفوق العالم في نسبة الاصابة «بفيروس سي»، ويشير إلي أن النظام المناعي ليس هو المسئول في هذه الحالة، لكن مع الإصابة بهذا المرض يحدث اختلال مناعي بنسبة كبيرة جدا، ولذلك نجد أن بعض مرضي فيروس سي ليسوا مصابين بهذ المرض فقط وانما يعانون من مرض السكر والآلام الروماتيزمية، كما نجد ايضا انهم يعانون من علامات للاختلال المناعي وامراض المناعة الذاتية وهذا يظهر في إصاباتهم بالتهابات في الأوعية الدموية. ........................................ ؟ تعتبر الضغوط النفسية من أكثر الأسباب التي تؤدي إلي الإصابة بامراض نقص المناعة، حيث تؤدي هذه الضغوط إلي تقليل القدرات المناعية للإنسان، عن طريق زيادة افراز هرومون «الانترلوكين6»، وتقليل كميات الأجسام المضادة التي تحمي الجسم وتقليل فترة عملها .