مع نهاية أجازة عيد الأضحي يعاود الجميع نشاط أعمالهم علي اختلافها وتعددها وتزداد الضغوط النفسية علي المواطنين نتيجة الأعباء المادية وضغوط العمل اليومية هذا بخلاف الضغوط النفسية المزمنة التي يعانيها الكثيرون نتيجة التفكك الأسري والفقر والتوترات الاجتماعية والسياسية مما يؤدي للإصابة بالأمراض العضوية.. دكتور أشرف عقبة أستاذ الباطنة ورئيس قسم المناعة والحساسية بكلية طب جامعة عين شمس في حواره مع "طريق الشفا" أكد أن القسم يهتم بصفة خاصة بأمراض نقص المناعة والمناعة الذاتية والحساسية وأمراض المناعة المصاحبة للأورام ولزراعة الأعضاء. في البداية استعرض الدكتور أشرف التأثيرات الحقيقية للضغوط النفسية علي الجهاز المناعي والتي من بينها إضعافها لقدرة الخلايا التي تقتل أو تهاجم أي خلايا سرطانية أو خلايا شاذة مما يؤدي بدوره للإصابة بالأورام وبالاضطرابات النفسية. أوضح أن الضغوط النفسية في حد ذاتها هي حالة نفسية تنتاب جميع الأعمار عندما يشعر بخطر يهدد استقراره وهدوءه وتنقسم حسب تعريف علماء الأمراض النفسية إلي مضايقات يومية يعانيها الشخص نتيجة الزحام أو ضياع أشياء مهمة منه أو ضرورة قيامه بمهام يومية عاجلة أو صعوبات دراسية أو أفكار مقلقة حول المستقبل وقد تتحول هذه الضغوط النفسية اليومية المزمنة مثل المعاناة من الفقر بعض الأمراض المزمنة التفكك الأسري الإحالة للمعاش أو وفاة أحد الأقارب كالأب أو الأم. أضاف أن هذه الضغوط النفسية تسبب الاختلال المناعي ويتمثل في: نقص إفراز الأجسام المضادة وتقلص مدة عملها. ضعف استجابة خلايا الذاكرة المناعية أو عدم استجابتها في حالة إصابة الجسم بأي فيروس أو ميكروب. أيضاً تسبب الضغوط النفسية في زيادة إفراز الإنترلوكين السادس "TL-6) والإنترلوكين العاشر وهما عبارة عن مواد كيميائية تفرزها كرات الدم البيضاء لإرسال إشارات لخلايا الجسم لحثها علي القيام بمهامها حيث تعمل هذه المواد الكيميائية بمثابة الوسائل المناعية الموصلة للنشاطات بين كرات الدم البيضاء وباقي الخلايا. وتؤدي زيادة إفراز الإنترلوكين السادس نتيجة الضغط النفسي إلي تأثير هرموني ينتج عنه الإصابة بأمراض القلب والسكر والشيخوخة المبكرة ولذلك كثيراً ما يصاب البعض بأزمات قلبية في حالة سماع خبر محزن كوفاة عزيز له. أيضاً يؤدي زيادة إفراز الإنترلوكين العاشر لتقليل أو تثبيط قدرة الخلايا الأكولة الطبيعية علي القيام بمهامها في التهام الخلايا الشاذة والمرضية مما يزيد من فرص الإصابة بالسرطان وغيرها من الأمراض. الضغوط النفسية كما يؤدي الضغط النفسي لخلل في توازن بعض الخلايا المساعدة والتي تعرف ب T H cells وهي خلايا توجد داخل جسم الإنسان بشكل متوازن ومنها نوعان هما TH1 وTH2 يتواجدان بشكل متوازن من حيث الكمية والنشاط في الشخص السليم الطبيعي وفي حالة الضغوط النفسية قد يحدث خلل في التوازن بين TH1 وعلاقته ب TH2 مما يؤدي لاحتمال الإصابة بأمراض المناعة الذاتية والتي أهمها الروماتويد. والذئبة الحمراء. وتيبس الجلد ومشكلات أخري في الغدة الدرقية. وأجزاء أخري بالجسم وينشط TH1 في حالة الإصابة بالميكروبات ومع وجود ضغوط نفسية قد ينشط TH1 بدرجة فائقة عن الحد وغير مبررة مما يؤدي للإصابة بأمراض المناعة الذاتية أما TH2 فينشط في حالة الإصابة بالأورام وبأمراض المناعة الذاتية ومع الضغوط النفسية قد يحدث نشاط زائد عن الحد وغير مبرر TH2 مما يؤدي لحدوث أمراض الحساسية. ومن أجل التخلص من الضغوط النفسية تجنباً لما تسببه من خلل في الجهاز المناعي للجسم ينصح الدكتور أشرف بالحرص علي: 1- التغذية السليمة والمتوازنة وممارسة الرياضة وطرق التنفيس الإيجابية "الاسترخاء والترفيه". 2- ذهنياً يجب أن نتعامل بوضوح مع القيم والأولويات وتوزيع أعباء العمل علي المحيطين مثل الزوجة والأولاد والمحيطين بالعمل مما يقلل من الضغوط النفسية علي عاتق الإنسان. 3- تجنب ازدحام الجدول اليومي بالمهام الكثيرة. 4- التوازن بين احتياجاتنا وقدراتنا الفعلية وبين متطلبات الآخرين منا. بمعني تعلم أن نقول لا لكل ما يفوق طاقتنا درءاً للضغوط النفسية. 5- تجنب الجدال ومحاولة كسب الأصدقاء وليس كسب المواقف وإحسان الظن بمن حولنا. 6- الحرص علي توازن جهازنا المناعي بحيث لا يكون ضعيفاً أو قوياً بدرجة أكثر من اللازم تؤدي لخلله وهذا يتجنب المنشطات والفيتامينات والمقويات بدرجة مفرطة بحيث يصبح سعياً غير مستهدف يؤدي لخلل في الجهاز المناعي سواء بتقويته عن اللازم أو إضعافه. 7- عاطفياً لابد من التسامح والتعاطف فالحب ثبت علمياً مفعوله السحري في تقوية الجهاز المناعي.