عقب كل حادث أو خلاف - بين مسلم ومسيحي - يبدو فرديا.. وعند أي صراع أو واقعة هي في الاصل جنائية.. تجد من المتربصين والمغرضين من يحرص علي تصوير الامر واخراجه علي أنه صراع ديني، وفتنة طائفية، واحتقان عقائدي بين الشعب - ولان لكل فعل رد فعل - وحتي لا يصطاد البعض في الماء العكر - فلا خير من رفع شعار عاش الهلال مع الصليب.. وتعانق القساوسة والشيوخ وتبارك القبلات »والعزومات«.. والتأكيد علي وحدة عنصري الامة وسلامة كل من جناحي المجتمع المصري!! وفي اعتقادي.. أنه وان كانت تلك الاساليب قد يقبل عليها البعض لتهدئة الامور، وربما صونا للامان أوحماية للامن القومي.. إلا أنها اساليب قاصرة الاثر عديمة الجدوي في علاج الداء العضال!! فأرض هذا البلد واحدة منذ القدم.. وسكان هذا الاقليم من البشر عبر التاريخ قبل المسيحية والاسلام.. وسيادة هذا الشعب علي الاقليم لم يستطيع احد ان ينال منها طوال الغزو والاحتلال الاستعماري - تلك هي مقومات قيام الدولة في القانون.. وهذه عناصر مصر الثلاثة!! مصر لا تعرف القسمة والانقسام ولا تقبلها.. وشعب مصر جسد واحد وعنصر متوحد يأبي التصنيف والفرقة.. وسيادة مصر فوق كل اعتبار.. لا تقبل مزايدة او مساومة!! قد تختلف التركيبة السكانية فوق ارض مصر نتيجة طبيعية لاختلاف البيئة والمكان والظروف المناخية أو المهنية أو غيرها.. فتجد اصحاب البشرة البيضاء أو السمراء.. الصعايدة في المناطق الحارة.. والمزارعون في الارياف.. والصيادون علي السواحل، والعمال في التجمعات الصناعية وهكذا - ولكن ابدا لا يوجد انقسام او فرقة فكلهم ابناء جسد واحد، وعنصر واحد، يعيش حياته متمتعاً بحرية الفكر والعقيدة، ممارسا حرية الثقافة والابداع، مؤمنا بالتعايش الانساني في سلام. فإذا ما كانت موجبات المواطنة واساس الحكم في الدولة، تفترض المساواة بين جميع المصريين سكان هذا الوطن العظيم، دون تمييز أو مفاضلة بسبب جنس أو نوع او لون أو عقيدة أو غيرها، باعتبارهم مواطنين يشاركون الوطن السراء والضراء.. الانتصارات والانكسارات.. فان وقوف احدهم بجانب الآخر في محنة، أو تقديم مساعدة له، أو اسداء نصح أو خدمة أو ان يخف لنجدته.. فإن ذلك من مصري إلي مصري، وفيما بين مصريين بعضهم البعض دون صفة أو نعت آخر.. وليس بصفة اختلاف دين أو عقيدة أو مذهب.. ومن منطلق كونه مصريا دون تعالي أو امتنان من احدهم للآخر!! - والقول بغير ذلك بعمق الفرقة والانقسام!! وإذا كانت مصر وطنا نعيش فيه.. أوكانت مصر وطنا يعيش بداخلنا ويحيا فينا.. فإن المصريين في حاجة الي تحفيز واستثارة لتفعيل هذه المفاهيم وتلك المعاني.. هم في مسيس الحاجة إلي الاستفاقة من الغمة، واستعادة الوعي للشعور بتوحدهم واحساسهم الوطني بمصريتهم وانتمائهم لمصر - المصريون ينبغي أن يكونوا علي وعي كامل وتام بما يدبر لهم بليل، وأن يفطنوا لحقيقة واحدة يعملوا دائما لها.. انهم لمصر، ومصر وطنهم - الدين لله، والوطن لجميع المصريين.