.الوحدة الوطنية. صلاحية مدي الحياة الحكومة مطالبة بالتحرر من مبدأ .شاهد ماشفش حاجة. لمواجهة المشاكل بواقعيةالتغني بالوحدة الوطنية عقب كل أزمة ليس هو الحل وحدة الوطن هي الأمان وبدونها يهلك الجميع تحقيق: مروة صالح كشفت الاحتفالات بأعياد الميلاد المجيد وحدة النسيج المصري التي ظهرت في أبهي صورها أمام العالم كله بعدما بادر الشباب المسلم بحماية الأقباط أثناء أداء الصلاة بالكنائس احتفالاً بعيد السيد المسيح ووقفوا أمام .الإرهاب الاعمي. كدروع بشرية لحماية الوطن من خلال حماية الأهل والأصدقاء والجيران والشركاء في كل أوجاع وأحلام هذا البلد وهم .الأقباط. ورغم أن الحدث الإرهابي الأخير كان فرصة لنفض الغبار عن وحدتنا الوطنية وازاحة المناخ المحتقن بين الطرفين الذي طال الجميع في الآونة الأخيرة إلا أن الواقع يحتاج ما هو أقوي من الأحتفالات والتغني بوحدة الهلال والصليب فالجميع يحتاج إلي وحدة فعلية لا تخرج من رحم أزمة ثم ماتلبث أن تموت مع أول بوادر لأي مشكلة طائفية.. وحدة بلا تمثيل .. وحدة مصرية من الجذور.. وحدة بلا مسكنات وتهدئة دون وضع حلول للأزمات.. فكيف نصل إلي واقع بلا احتقان بين المسلم والمسيحي. الكثير من العقلاء أوضعوا تصورات لاستمرار الوحدة الوطنية مدي الحياة أبرزها اصدار قانون لحماية الوحدة الوطنية ليعاقب من يعرض وحدة الهلال والصليب بأقصي العقوبات.. وآخرون طالبوا بتغيير الخطاب الديني بشكل فوري قبل السقوط في دائرة الصراع الطائفي وغيرهم حدد الحل في التعليم وتدريس القيم والمواطنة في كل المناهج التعليمية. مشاعر وطنية يوضح الدكتور نبيل لوقا بباوي وكيل مجلس الشوري أن ما شهدته مصر بعد حادث الإسكندرية لا يستطيع رسام أن يصوره فالمسلمون اثبتوا أنهم بحق أخوة ونحن نسيج لا يمكن انفصاله وخير نموذج هو قيام بعض الشباب المسلم في بعض المحافظات بحماية الكنائس واقفين كدروع بشرية لحماية الأقباط خلال قداس اعياد الميلاد، موضحاً أن هذا لا يحدث إلا في مصر. وكشف بباوي أن المشكلة الأساسية في شعور البعض بأن ما حدث من مشاعر وطنية سيزول مع زوال الحدث وستنتهي القضية دون حل فالحادث حادث إرهابي وليس له علاقة بمشاكل الأقباط والكل يعلم أن الحادث مخطط خارجي ضد البلد فهذا لا يمنع أن تحل مشاكل الأقباط في هذا التوقيت. وأشار بباوي إلي أن هناك أزمتين للأقباط في مصر إذا تم حلهما ستحل 90% من مشاكل الأقباط وهما قانون دور العبادة والذي طال انتظاره وإذا كانت الحكومة لا تقوي علي اصداره بسبب السلفيين والإخوان فلماذا لا تحل مشاكل تصاريح الكنائس في قرار جانبي بعيدا عن قانون دور العبادة؟. والأزمة الثانية قانون الاحوال الشخصية لغير المسلمين وهو القانون الذي يحمل مخالفات جسيمة للشريعتين الإسلامية والمسيحية فلماذا لا يصدر قانون يسهل علي الأقباط حياتهم الشخصية وفقاً للانجيل وبعيداً عن الاحكام المدنية التي تصدر من قوانين أخري طالما أنه لا يوجد قانون خاص بالأقباط؟!. ويطالب بباوي من حكومة نظيف بأن نتحرر من مبدأ شاهد ماشفش حاجة وتحل المشاكل وتخرج من جلباب الحكومات السابقة التي ترحل كل المشاكل إلي الحكومات التالية مؤكداً أن المناخ الآن لا يسمح بالتخاذل في حل هذه المشاكل لأن الناس شبعت كلام. أسباب الاحتقان ويؤكد اللواء فؤاد علام الخبير الأمني ورئيس مباحث أمن الدولة السابق علي ضرورة البحث عن أسباب احتقان الأقباط ضد المسلمين والعكس ونصل إلي إجابة لتساؤلات عديدة لدي الطرفين بوجود نوايا خبيثة ضد بعضهم البعض وهذه النوايا تزيد الاحتقان وتشعل الأزمة. وأوضح علام ضرورة الاستماع جيداً من قبل المسئولين لمطالب الطرفين واسباب الاحتقان ومعرفة جميع وجهات النظر لإزالة الخلافات في أسرع وقت لأن التغني بالوحدة الوطنية بكل أزمة ليس هو الحل. ويشير رئيس مباحث أمن الدولة السابق إلي أن من يطالب بوجود قانون لحماية الوحدة الوطنية لا يعلم شيئاً عن مفهوم الوحدة الوطنية فالوحدة علاقات اجتماعية وإنسانية لا يمكن أن تنظمها قوانين طالما توجد مشاكل بين الطرفين، مؤكداً أنه إن كان مهما ان نصدر قانوناً فالأفضل ان نغير من .قانون ازدراء الأديان. الموجود حالياً وأن نغير العقوبة لمن يسيء إلي الدين الآخر أو يسبب الفتن الطائفية أما أن نصدر قانوناً لحماية الوحدة فهذا لا يجوز. روح الوحدة تعتبر الدكتورة فوزية عبدالستار أستاذ القانون ورئيس اللجنة التشريعية بمجلس الشعب سابقاً أن روح الوحدة الوطنية ليست استثناء بين أطراف الشعب ولكن هي الأصل بين المسلم والمسيحي في هذا البلد وما يحدث ويثار بين الحين والآخر من فتن وإعلاء نبرة الاضطهاد لدي طرف ضد الطرف الأخري له أسباب وإياد خارجية تخرب في نسيج هذا الوطن وعلينا التصدي لها بكل قوة. وتوضح الدكتورة فوزية ان مصر لا تحتاج إلي قوانين لتدعيم فكر المواطنة والوحدة الوطنية لأن تقوية نسيج الأمة لا تحتاج إلا للمحافظة عليه من العابثين إلي جانب توعية الأسرة والمدارس والجامعات بخطورة العبث أو المساس بالوحدة الوطنية مؤكدة أن وحدة الوطن هي الأمان وبدونها نهلك. وأشارت أستاذ القانون إلي أنه يجب أن نكون علي وعي بأن الهدف الرئيسي لاعداء الوطن هو اشعال الفتن بين المسلم والمسيحي وهناك من يتربص لشق الصفوف فلابد أن نعي هذا المخطط وألا نترك لهم الفرصة.. مؤكدة علي أهمية دعم الشعور بالوحدة بتوعية الاجيال الصاعدة للتمسك بهذا الوطن. فكر طائفي ويكشف حافظ أبوسعدة الأمين العام للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان رغم أن حادث الإسكدرية حادث إرهابي إلا أن تبعياته ومعالجته كانت لقضية طائفية وليست إرهابية.. موضحاً أن المناخ الطائفي في مصر سيطر علي كل القضايا التي تمس الأقباط نظراً لوجود التطرف الفكري والديني بين الطرفين وهو ما قد ينذر بوجود صراع ديني تتصاعد نبرته في المجتمع ويوجد من يغذي هذا الصراع بالتعبئة بين الطرفين. ويوضح سعدة أن الحل ليس في التغني بالوحدة الوطنية ومسلسلات المحبة الوطنية التي ظهرت مؤخراً ولكن الحل يكمن في حل الأزمة من خلال التصدي الفوري للصراع الديني بتغيير الخطاب الديني لدي الطرفين وذلك من خلال وضع استراتيجية طويلة المدي لتغيير هذا الخطاب وخلق روح التسامح وقبول الآخر وتقبل الاختلاف الديني والفكري. ويضيف الأمين العام للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان ان هناك مشاكل داخلية للأقباط ولابد أن نسد جميع الثغرات حتي لا يحدث أي تدخلات من الخارج كما حدث من قبل الفاتيكان وغيرها، مشيراً إلي أن الدستور المصري نص علي المواطنة بشكل صريح فلماذا لا تطبق، فالمشاركة السياسية في البرلمان كشفت عن عوار في تنفيذ مبدأ المواطنة، وتأخير صدور قانون دور العبادة الموحد ضد مبدأ المواطنة. ويقول أبوسعدة إن الأقباط مشحونون بعد احداث العمرانية وأحداث نجع حمادي والآن أحداث الإسكندرية والكل يتهم الدولة بعدم الحماية وهذا به جزء من الصواب فلابد أن نقضي علي الاحتقان بين الطرفين لأن المسلمين الآن يشعرون بأن الأقباط يطالبون بمطالب مبالغ فيها إلي جانب التهيئة السابقة لقضية وفاء قسطنطين التي قيل إنها أسلمت والكنيسة ترفض ذلك. المبالغة في رد الفعل ومن جانبها أوضحت الدكتورة عزة كريم مستشار علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أن الوحدة الوطنية ظهرت بعد حادث الإسكندرية بشكل واقعي بين فئات الشعب البسيط ولكنها ظهرت بشكل مفتعل من قبل الإعلام والسياسيين سواء من مظاهر الاحتفال والمشاركة في العيد.. فالوحدة لا تأتي بشكل مسبب.. مؤكدة أن الحدث تم المبالغة فيه رغم أنه حدث إرهابي وكان لابد أن ينتهي بالتعازي بين الطرفين، .قائلة. الوحدة الوطنية محتاجة لاشياء أخري ومواقف تأتي من الجذور. وكشفت كريم أن هناك أسباباً كثيرة أضعفت الوحدة الوطنية أهمها وجود طائفية بين كل المؤسسات منها مدارس مسلمة ومدارس مسيحية ومحطات إعلامية مسلمة ومحطات مسيحية وقوانين مسلمة وقوانين مسيحية حتي الانتخابات اصبحت يعلو عليها الفكر الطائفي رغم أنها تدار بشكل معروف بالانتخاب.. موضحة أن هناك تفرقة واقعية والإعلام يدعمها بالتركيز علي تفرقة المصريين بلهجة المجتمع متجزأ بين المسلم والمسيحي. وأكدت مستشار علم الاجتماع أن جذور الوحدة الوطنية تكمن في التعليم الذي ضرب كل العلاقات الإنسانية بين الأسرة الواحدة وبين المسلمي والمسيحي وبين المواطن والبلد فالمناهج الدراسية كارثة تحشو عقول الأبناء فيخرجون بلا مستقبل فكم من المواد العلمية تهدد القيم الأخلاقية.. وطالبت بضرورة تخفيض المناهج التعليمية إلي 50% للمواد العلمية و50% الباقية تدرس بها القيم الإنسانية والأخلاقية والأنشطة والابداع ولهذا يكون لدي التلميذ فرصة لتعلم الحوار مع الآخر والتعامل وستقلل عملية التسرب من التعليم والدروس الخصوصية وسنعيد العلاقات بين الأسرة الواحدة. وأضافت أن كل أحوال الوطن لن تنصلح إلا من خلال تقليل المناهج التي تعطل التفكير والإبداع وتحول المواطن المصري من مبدع إلي تابع للآخرين. وأكدت الدكتورة عزة أن الحادث الإرهابي له ردود أفعال مختلفة عن التي ظهرت في التغني بالوحدة الوطنية فأين العقاب الذي طال المسئولون في التخاذل عنه في حماية المواطن المصري والمؤسسات؟ متسائلة لماذا لا يصدر قرار فوري بتأمين المؤسسات والكنائس والمساجد والسفارات والمتاحف تأميناً تكنولوجياً حديث بأن يقوم كل مكان بتأمين نفسه حتي نتجنب حدوث هذه الكوارث؟!.