علي مرأي ومسمع من الجميع تقام سرادقات الافراح والعزاء في الشوارع تعطل المرور، تربك المارة ، تسبب التكدس والاختناق، تٌرتكب فيها كل المخالفات، تمارس فيها جميع الاعمال الفوضوية، ففي الافراح وداخل الاروقة القماشية ذات اللون الاحمر المميز تنطلق الاعيرة النارية الي عنان السماء تنطلق من كل اتجاه وفي كل اتجاه بشكل عشوائي ..وعلي الجانب الآخر تقام سرادقات العزاء في الشوارع أيضا بزعم ارتفاع تكلفة الحجز في دور المناسبات!. »الأخبار« ترصد المشكلة بجميع أبعادها حتي لا يزيد اختناق الحركة المرورية عما هي عليه الان!. في البداية تجب الاشارة الي ان هذه السرادقات يلجأ اليها من يدعي عدم قدرته علي حجز قاعات بالنوادي الامر الذي يمثل عائقا كبيرا بالنسبة للكثيرين لاقامة الافراح أو العزاء فيها فلجأ الكثيرون إلي إقامة سرادقات في الشوارع .. في البداية يقول اللواء عادل العبودي الخبير الامني ومساعد وزير الداخلية الاسبق ان مخالفات اقامة السرادق في الشوارع لها سلبيات كثيرة ليس فقط تعطيل حركة المرور انما ما يتم داخل هذه السرادقات من افعال تضر بالآخرين من اطلاق الاعيرة النارية وتناول المخدرات وغيرها، يحتاج الي وقفة خاصة وان هذه الظاهرة لم تعد مقصورة فقط علي محافظات الصعيد وإنما امتدت الي احياء القاهرة والجيزة ومحافظات الوجه البحري.. وتؤكد الدكتورة عزة كريم استاذ الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ان هناك العديد من العادات السلبية في الافراح خاصة في الارياف والصعيد منها توزيع المخدرات واطلاق النار ويجب التصدي لها لان الكثير من المواطنين الابرياء يروحون ضحايا هذه الافعال غير المسئولة من جانب البعض موضحة ان الزهو والتفاخر والنفاق الاجتماعي والشعور بالقوة والنفوذ أهم الاسباب مما يؤدي في النهاية الي انتشار الجرائم والحوادث. ومن جانبه يشير الدكتور هشام بحري استاذ الطب النفسي بجامعة الازهر انه لابد من معالجة هذه الظاهرة بشتي الطرق من جانب رجال الامن بالتوعية والنصح والارشاد لما تحدثه هذه الظاهرة من سقوط الصحايا والمصابين الابرياء الذين ليس لهم ذنب سوي ان حظهم العاثر قد اتي بهم لحضور هذا الفرح. ويتطرق الدكتور محمد الخضيري استاذ القانون الجنائي الي ان اقامة سرادقات الافراح في الشوارع هي مخالفة للقانون فلابد ألا يقام فرح او عزاء في احد الشوارع بدون الحصول علي تصاريح من اجهزة الحي ومن وزارة الكهرباء وغيرها من الاجهزة المختصة بالاضافة الي ضرورة مراقبة ومتابعة من رجال الامن للافراح لمنع اطلاق النيران وتشديد الرقابة عليها لمنع اية تجاوزات قد تحدث في ظل غياب الرقابة. أما أصحاب الفراشة فكان لهم رأي آخر حيث اكد محمد حسين صاحب محل فراشة بمنطقة الدقي ان الفراشة تخدم قطاعا عريضا من المجتمع من محدودي الدخل إذا قرر احد منهم أن يقيم احتفالا بسيطا لزواج أبنائه او اقامة عزاء لوفاة احد اقاربه فهو لا يملك أموالا تكفي لتأجير قاعة أفراح متوسطة السعر في ناد أو في دار مناسبات او حجز قاعة لاقامة عزاء ومن خلالنا وبامكانيات مادية بسيطة جدا يقيم فرحا كبيرا أو عزاء يليق بمكانة المتوفي.