فتح باب الترشيح للانتخابات البرلمانية لم ينه «العك» الانتخابي الذي نعاني منه منذ فترة ليست بالقصيرة. فقد فوجئنا بحزب الوفد الذي يعتبر نفسه حزبا كبيرا يتخبط في مواقفه الانتخابية، حيث لا يكف عن التلويح بعدم المشاركة في الانتخابات.. كما سعي الحزب للتفاوض مع قائمة اللواء سامح سيف اليزل التي اختارت لنفسها اسم «في حب مصر» لكي يشترك معها في قائمة واحدة، وتقدم بالفعل بمرشحين لنحو نصف المقاعد المخصصة للقوائم للمشاركة في هذه القائمة، رغم ان حزب الوفد سبق ان اتهم - وما زال - قائمة (في حب مصر) بأن عناصر سيادية تدخلت في اختيار مرشحيها.. وربما لذلك التخبط انضمت عناصر وفدية قيادية الي قوائم اخري غير وفدية مثل قائمة د. عبدالجليل مصطفي! وفوجئنا ايضا بالتيار الشعبي الذي قرر بالفعل عدم خوض الانتخابات لان الظروف الحالية لا تسمح باجراء انتخابات سليمة ونظيفة يتجه عدد من اعضائه للمشاركة في القوائم الانتخابية التي ستنافس في هذه الانتخابات وهذا تصرف يعني ان هؤلاء الاعضاء لا يشاركون احزابهم رؤيتها في قرار عدم خوض الانتخابات، وهو ما يشير الي ضعف هذه الاحزاب تنظيميا. كما فوجئنا ايضا بان اصحاب قائمة (في حب مصر) يتصرفون بما يوحي وكأن قائمتهم هي قائمة الدولة او الرئيس شخصيا.. فهم يعلنون انهم ليس لهم برنامج انتخابي خاص، وبدأوا دعايتهم لقائمتهم بالتمسح بالرئيس بوضع صورته مقرونة بلافتات هذه الدعاية، ويعلنون ايضا انهم يترشحون لمساندة رئيس الجمهورية في البرلمان، رغم انهم لا ينافسون سوي علي 20٪ من مقاعد البرلمان فقط، لانهم باستثناء الذين تضمهم القائمة من المنتمين لحزب المصريين الاحرار، هم مستقلون، بعد ان استبعدوا من القائمة بشكل مباغت اعضاء حزب الفريق شفيق والتحالف الذي اسسه اللواء احمد جمال. كذلك فوجئنا بتحالف الجبهة المصرية وتيار الاستقلال بعد استبعاد مرشحيهما المفاجئ من قائمة الجنزوري سابقا وسيف اليزل حاليا دون سابق انذار يسعيان علي عجل الي اعداد قوائم مستقلة لهما، كل علي حدة ولا يفكران في التحالف معا بل ان الخلافات نشبت بينهما وتبادلا الهجوم فيما بينهما.. وهكذا بدلا من القائمة الموحدة المشتركة التي فكر فيها الدكتور الجنزوري مبكرا ودعا اليها الرئيس السيسي لاحقا سوف يكون لدينا اربع قوائم وربما خمس اذا نجح فريق المستشارة تهاني في تشكيل قائمة انتخابية قبل حلول موعد غلق باب الترشح. اما اخطر مفاجأة انتخابية فهي خروج اصوات من هؤلاء الذين لم تضمهم قائمة انتخابية من تلك القوائم التي تتشكل الان تطالب بتأجيل الانتخابات البرلمانية حتي تحسم المحكمة الدستورية امر الطعون الانتخابية العديدة المحالة اليها. وهكذا «العك» الانتخابي كثير وواسع ويتزايد كلما اقترب موعد اغلاق باب الترشيح وهذا يعكس عدم نضج سياسي للكيانات السياسية الموجودة والمرشحين، وأملنا الوحيد الان في الناخبين لكي يرحمونا بالاختيار السليم من «عك» المرشحين!