استكمالاً للحديث حول معرض »مداخلات - حوار بين بين الحداثة والمعاصرة« والفنانين الخمسة المكرمين بمناسبة افتتاح اول متحف يضم ابدعات الحركة الفنية التشكيلية العربية، جاء مقالنا السابق عن الفنان حسن شريف من الإمارات العربية، واليوم أقدم الفنان المرموق مالك حديقة من الشاعر داخله ابراهيم الصلحي من السودان الشقيق ولد في أم درمان عام 0391 يعيش ويعمل في أكسفورد بالمملكة المتحدة.. وليس بعيداً عن مصر فله منزل بالقاهرة التي يعشقها ولا يستطيع الاستغناء عن ثقافتها وجمالها وآثارها ونيلها، درس الصلحي بمدرسة التصميم التابعة لكلية غوردن التذكارية التي اصبحت الآن كلية الفنون الجميلة والتطبيقية في الخرطوم، بين عامي 8491 و 7591 وتخرج متخصصاً في فن الرسم، ثم بعد ذلك درس بمدرسة سليد والكلية الملكية بلندن وعاد للسودان ليقوم بالتدريس لسنوات طويلة بمدرسة الفنون الجميلة والتطبيقية وهي أحد المراكز الاكثر نشاطا في مجال الابداع في افريقيا، وأصبح المساهم الاساسي والرائد المثقف فيما عرف لاحقاً بإسم »مدرسة الخرطوم« أطلع الفنانون السودانيون من خلال هذه المدرسة علي التقاليد الفنية الغربية، علي شمولية إستخدام التقنيات والأدوات والاشكال فتشكلت وتميزت وظهرت »مدرسة الخرطوم« تحت رعاية وقيادة الصلحي كتجمع هام للفنانين السودانيين المعروفين بأسلوبهم وأدائهم المتميز الخلاق، قدم الصلحي في معرضه أعمالاً فنية تحت عنوان»خلف القناع« فيقول (كانت تسحرني رؤية كيف ولماذا يريد البشر التنكر وإخفاء هويتهم، سواء كان ذلك لاسباب شخصية أو دينية أو سياسية او إجتماعية أو أمنية وغيرها، في عمل »خلف القناع 1« أريد فقط ان اشير الي الطرق المختلفة التي يستخدمها الرجال والنساء والجنود والسياسيون والناس بصورة عامة من اجل التنكر، وأيضاً مقاصدهم من خلال غطاء يخفون وراءه كل ما يفعلونه، في نظري، يخلق ذلك صورة شديدة الأهمية، إنما خادعة أحياناً، لا تعلمك بحقيقة ما يوجد هناك، وهذا هو السبب الذي جعلني أضع كل ذلك في عمل واحد، لكي أعكس ما أجده وأفكر به حول هذا الموضوع في عمل بصري قابل للتطبيق، قضيت وقتاً طويلاً أفكر في الموضوع وما علي تضمينه في العمل، كنماذج عن هذه المواقف المختلفة التي يتخذها الناس في الحياة بشكل عام، في عمل »خلف القناع2« صورت التوتر الاجتماعي بين الرجل والمرأة وذلك لطرح سؤال متي سيتحقق السلام، أعرض في هذا العمل إمرأة خلف قناع تقدم طائرة الحرية إلي رجل يختبئ خلف قناع يمثل بدوره صورة امرأة خلقها هذا الرجل عبر الزمن، العمل بسيط ومنجز خصيصاً من مكان فارغ آمل أن يمتلئ، بالمواقف الإيجابية والصادقة من الحياة) ابراهيم الصلحي يمتلك قدرات فائقة في فن الرسم بالحبر الاسود.. وهذه صفة الفنان المتمكن من جذور ابداعه الفني وتحولاته المستمرة من خلال إيقاع يتسم بكم من المشاعر الإنسانية وطاقة تعبيرية كامنة.. تفيض من حين لآخر بإبداعات خلاقه تحمل مضامين ودلالات هادفة، يقول عنه صلاح حسن تحت عنوان »الصلحي«. .. أثناء وجوده في السجن، نتيجة اتهامات كاذبة بمناهضة الحكومة، طبق الصلحي اسلوبه الجديد في الرسم الزيتي علي قصاصات ورقية صغيرة، إتبع هذا الاسلوب في البداية بسبب الحاجة لإخفاء القصاصات الورقية بسرعة في الرمل والتراب في الباحة الخارجية، غير أنه أعجب بسرعة بالمفهوم الذي يجعل الفكرة والصورة تترابطان عضوياً من خلال عدة قطع مختلفة، استمر في تطوير هذه التقنية بعد انتهاء فترة سجنه ومغادرته السودان، لاسيما في أعماله متعددة المقاطع، حيث توجد عامة قطعة مركزية هي مصدر الإلهام...