يعد هذا المتحف الإنجاز الأهم علي مستوي العالم العربي خلال عام 0102 الذي مضي منذ أيام قليلة، فكانت فكرته التي حملها الدكتور الشيخ حسن بن حمد آل ثان منذ عقود كحلم جدير بإنجازه ويعد إنجازاً تاريخياً دالاً علي رؤية ثاقبة وحضارية، عزيزي القارئ أقدم في هذا المقال أحد الفنانين الخمسة الذين أشرت إليهم في مقالنا السابق والذين تم اختيارهم من قبل اللجنة العليا والمنظمة للمتحف وكان عنوان معارض الفنانين الخمسة يأتي تحت إشارة مهمة وهي »مداخلات - حوار بين الحداثة والمعاصرة« كما وضحت في المقال السابق الفنان هو »حسن شريف« ولد في دبي - الإمارات العربية المتحدة سنة 1591.. يعيش ويعمل في دبي، وهو من الفنانين المتميزين في الوطن العربي وقدم أعمالاً كثيرة في المعارض المحلية والدولية، وهو شخصية شديدة التأمل وله طبيعة ذاتية تجعله يعيش بعيداً وهي طبيعة تتوافق مع خصوصية التأمل، قدم في معرضه عملاً تحت مسمي »بطن البقرة - 0102« يقول حسن في صدر الجزء المخصص له بالكتالوج »أستخدم مواد متوافرة ومألوفة سواء كانت طبيعية أو صناعية لإنتاج أعمالي الفنية »أشياء« صنع هذه الأعمال هو عبارة عن فعل يدوي بسيط جداً، مثل حركة الزراعين وأصابع اليدين وبذل بعض الجهود الجسدية الضئيلة جداً وأبتعد عن التقنية المعقدة أو السرية للتأكيد علي العفوية واللامهارة« وتقول »كريستيانا دي مارش« عن الفنان الإماراتي حسن الشريف »حسن شريف هو ظاهرة فريدة ومتقلقلة في الإمارات حيث لم تحسم الثقافة موقفها من الإبداعات البصرية حتي الآن، أنتج بالضرورة تأثير تجاربه صدمة كان لها وقع وارتدادات طويلة، وبينما لم يكن لتجاربه الفنية الأولي صدي أقوي سوي خارج وسطه المحلي، قدم فنه إلهامات ومبادراته المؤسساتية إطاراً جوهرياً وشكَّل سابقة تاريخية، من أجل تطورات مستقبلية وقد تعدت هذه المبادرات فاعليتها اليوم في تشجيعه للأجيال الصاعدة، نشر تأملات نظرية وهبت المنطقة أدبيات هي بأمس الحاجة إليها، يتداخل في أعمال شريف خطابان ويذوب أحياناً أحدهما بالآخر، منذ بداية مسيرته، كانت دراساته الشكلية والمفاهيمية تقبع بين حقبتين، الحداثة وما بعد الحداثة، وهي سمة يتصف بها الفن العربي الحديث، عامة، غير أن حداثته هو لها طابع شكلي يمكن إدراكه بشكل واضح من خلال المواد المحلية التي يستخدمها تظل مادية العمل هدفاً مركزياً في عملية الإبداع، ويعتبر شريف أن الإبداع الاقليمي هو في قوة الابتكار، وهو موقف فكري وإدراكي مهم يحرره من الدور التاريخي في عرض »مفهوم غربي للثقافة الشرقية« لذا تتسامي صياغاته فوق ما هو متعارف عليه لكي تستفز التفكير، العمل الفني الجديد الذي كلف بإنجازه ويحمل عنوان »بطن البقرة cow Belly« هو عمل مفاهيمي بشكل أساسي يتناول شريف من خلاله عدداً من الاهتمامات البيئية والثقافية علي حد سواء ودون تجاوز أهمية التجربة ومادية الموضوع، يحمل الشكل والموضوع تناقضاً واضحاً، أي صلابة وبرودة مادة الألمنيوم البراقة المرتبطة بفكرة المعمار، مع حرارة وليونة بطن الحيوان، بينا يعبر كلاهما عن مسائل التغذية والنمو، كما أن شكل عمل »بطن البقرة« يشير بصرياً إلي شكل جزع شجرة نخيل حامل مع ثمارها من التمور، ترتبط كلا الصورتين بالطبيعة في الإمارات التي تواجهها مادية الإعمار المتواصل، والفنان حسن شريف في البدايات أتم دورة تأسيسية في الفنون في مدرسة وارو بكشاير بالقرب من برمنجهام، وبعد ذلك حصل علي دبلوم الفنون الجميلة والتصميم في معهد بيام شو للفنون في لندن عام 4891.