صورة تذكارية من أعمال بناء السد العالى قبل 44 عاماً هناك في أقصي منطقة بجنوب مصر، وسط صحراء حارقة شديدة الحرارة، قضي العاملون المصريون 11 عاماً، يحفرون بأرواحهم قبل ايديهم ومعداتهم لبناء أكبر تصميم هندسي وأضخم مبني شهدته مصر آنذاك، ذلك البناء الذي حمي مصر من أهوال الفيضانات وحول نقمتها إلي نعمة، انه السد العالي. ذكريات المشروع بعد مرور 50 عاماً علي وضع حجر أساسه، و44 عاماً علي افتتاحه رسمياً، تفتحها لكم «الأخبار» في حوار مع مجموعة من اقدم بناة السد الذين عاصروا المشروع بمراحله المختلفة، في يوم الخامس عشر من يناير والذي يوافق افتتاح مشروع السد العالي. «لم اكن أعتقد وانا صبي صغير اني سأترك بلدي قنا للأبد لأكون أحد حاملي شرف المشاركة في بناء السد العالي» بهذه الكلمات بدأ الحاج جابر عبد الحفيظ 71 عاماً حديثه معنا، ذلك الرجل الذي تحمل كل تجعيدة بجبينه ذكريات سعادة وحزن عن تلك الفترة التي قضاها وسط آلاف من المصريين بصحراء مصر، تحدث معنا وعيناه شاردتان إلي ماقبل 50 عاماً قائلا:ً « كنت في الصف الثالث الثانوي بالمدرسة الصناعية بمحافظة قنا. ويكمل قائلاً «كل يوم طوال عملي بالسد كنا نستيقظ في الخامسة فجراً لنلحق قطار السد العالي للانتقال لموقع الحفر، والذي قام المسئولون عن العمل به بوضع لافتة خشبية كبيرة، عليها أرقام متحركة، ويقومون كل يوم بانقاص رقم من اللوحة ليقترب موعد الافتتاح، وكانت هذه اللوحة الزمنية عبارة عن محفز قوي لنا لإنهاء العمل في أسرع وقت» ويقول الحاج أحمد النوبي من الأقصر منذ عام 2010 ونحن نطالب بفتح فرع لجمعية بناة السد بأسوان وهذا ما تحقق مؤخراً وبالفعل اصبح لدينا مقر نجتمع به، الا ان مطالبنا تتعدي مجرد المبني او المقر، فنحن نطالب بتوثيق وأرشفة بيانات العاملين بهذا المشروع الكبير. ويضيف: «اناشد جميع المسئولين المعنيين بمشروع متحف السد العالي والذي شارف علي الانتهاء منه وافتتاحه بأسوان، ان يتم ضم العاملين ومن افنوا ارواحهم في سبيل هذا المشروع إلي ذكريات المتحف.