كل سنة وكل صديق وصديقة من أصدقائي الصغار من المسيحيين طيبين .. وكل سنة ومصر بخير . وطن من ؟ تربيا معا، عمر وصمويل، كانا كظلان لايفترقان، كانت شقتاهما متواجهتين، وبيتاهما متشابهين، أبواهما صديقين، وأماهما صديقتين.. في فصل واحد أصرا علي الجلوس جنبا إلي جنب، تعلما معا، وتنافسا معا، وشاغبا الجميع معا، وضحكا معا، ونجحا معا .. كانا إذا مرض عمر، توقف صمويل عن اللعب، وإذا سافر صمويل يتوقف عمر عن الشقاوة.. لم يسأل يوما عمر صمويل عن دينه، ولم يسأل صمويل يوما عمر عن دينه، كانا فقط يتقاسمان أيامهما وصداقاتهما وأحلامهما.. ولكن في عيد عمر كان صمويل يهنئه، وفي عيد صمويل كان عمر يهنئه.. كانت السنوات جميلة ، والأيام جميلة، والأعياد جميلة، والضحكات جميلة .. وكان الحب بينهما جميل ! بالأمس جاء إليهما شخص غريب عنهما ، لايعرفانه، ، قال لهما أنا غريب عنكما، ولاأعرف لي وطنا، ولا صديقا، ولا دينا، ولاحبيبا، وأنا أحسدكما علي صداقتكما وحبكما،وأريد أن اتأكد من صدق حبكما لبعضكما ووطنكما، أريد أن اسألكما سؤالا واحدا فإذا أجبتما عنه عرفت حجم حبكما لبعضكما البعض، وسألهما بخبث شديد: من منكما يعيش في وطن الآخر ؟ استغرب الصديقان السؤال، في البداية أجاب كل منهما : أنا أعيش في وطني، ثم أصر كل منهما علي أن مصر وطنه هو، ثم أصابتهم الحيرة والارتباك، وظهر أنهما ربما سيختلفان لأول مرة، وهمّا بأن يتشاجرا، هنا ضحك الغريب لأنه نجح في زرع الخلاف بينهما لأول مرة، ولكن قبل أن يمتد خصامهما للحظات، سمعا صوت مصر " وطنهما " وهي تبكي لخلافهما، بكي عمر وبكي صمويل لأنهما لم يسبق لهما أن تسببا في حزنها من قبل، وسارعا للاعتذار لها،ولاحتضان بعضهما البعض، ثم احتضنا معا مصر في حضنهما، وهما يقولان لها بحب : أنت وطننا نحن الاثنين معا ! لوحة جدارية ضد الإرهاب أنا وأصدقائي الصغار نطلب من وزير التربية والتعليم د. أحمد زكي بدر .. أن يسمح لكل أطفال مصر أن يرسموا في مدارسهم لوحات جدارية.. ترفض الإرهاب، وتؤكد علي حب كل الأطفال لبعضهم البعض دون تمييز بين جنس أو لون أو دين .