العم هاشم حامد الباقية فى حياتك يا والد البطل والشهيد الشجاع المعطاء الذى دفع حياته ثمنا لصداقته ، اليوم يمر أربعون يوما على رحيل أبنك الحبيب الى قلبك الذى قتله رصاص الحقد على الوطن وراح فى غمضة عين ، فاليوم يحتفل الأقباط فى كافة بقاع الدنيا بذكرى أربعين شهداء نجع حمادى الذين سقطوا ليلة عيد الميلاد بعد مذبحة بشعة قتل فيها سبعة منهم أبنك ، وأصيب ثمانية بإصابات خطيرة ، وحاولت الشرطة أن تستغل رحيل أبنك لتلميع جهازهم الذي لا يتوارى خجلا عن تعذيب السياسيين الشرفاء . ابنك البطل العزيز هو شهيد الحب ودليل أن مصر بخير ، وأنه لأزال هناك الكثيرين وعلى رأسهم أبنك الراحل يحبون مصر ويحبون وطنهم ويدافعون عن أخواتهم الأقباط شركائهم فى هذا الوطن العزيز ، أنهم يحبون الله فيدافعون عن شركائهم فى الإنسانية ، فلا توجد ديانة توصى بقتل الناس وذبح وفق آراء ورغبات أفراد مهوسيين ويعانون من أمراض نفسية ، أو بناء على صراعات سياسية وأموال تدفع . أيها الأب العزيز أبنك لم يتركنا بسبب الصراع الإسلامي المسيحي كما يقولون ، وليس بسبب أن كلا من المسلمين والأقباط يتربص كل منهم بالأخر كما يدعى حاشية السلطان الذين يكرهون أن يصبح المصريون شعبا متماسكا ، بل أنه حالة خاصة فهو لا يدخن, لا يشرب الشاي, يواظب علي صلاة الفجر حاضرا, لا تخرج العيبة من' بقه', لا يرد سائلا قصده في خدمة ، ورغم علاقته القوية بالله وتدينه الشديد وفهمه الصحيح لدينه ولكنه لم يقل أنه لا يجوز مصادقة الأقباط ، بل انه تلقى رصاصه الغدر بجوار صديقه القبطي رفيق وهما سائران معاً ، بالتأكيد أيها الوالد العزيز كان والدك يهنئ صديقه الشهيد بالعيد وكانا يتفقا على خروجه معا للتنزه فالغد أجازة للجميع ويستطيعا الذهاب معا إلى السينما أو عزومة كبيرة يكون أبنك صاحبها لأنه إنسان عظيم وكريم ، وربما يكون أخرج من جيبه بضع جنيهات ووزعها على كل من قابله من أطفال الأقباط . أيها العم الغالى أعتذر لك نيابة عن كل الأقباط وكافة المسلمين بل عن كل المصريين بمختلف أديانهم ، اليوم يمر أربعون يوما على فقدانك لأبنك الشهيد العفيف النقى الطاهر الذى أحب أصدقائه الأقباط حتى الموت ومات معهم ، ولم يذكره المسلمون أو الأقباط بل أصبح الجميع يبحثون عن طريقة لذبح هذا الوطن ، وأكتب إليك كقبطي يشعر بالآلام والحزن الشديد لفقدان مصريين كل مشكلتهم في الحياة أنهم يدفعوا ثمن صراعات سياسيه هم لا يعرفون عنها شيئا ، واعرف أن أبنك الشهيد كما قال عنه الأستاذ نبيل عمر أستاذنا كلنا أنه التحق بالشرطة منذ عشر سنوات فقط, كان قبلها يعمل في دكان بطاريات' ملكهم' بعد تخرجه في مدرسة الزراعة الثانوية..وحين تزوج من' بنت' عمه فكر في الاستقرار والوظيفة والمرتب الثابت, وقادته قدماه إلي الشرطة.. وأصبح عريفا قبل فترة.. أكتب إليك لأعزيك في فقدانك لأبنك أيمن الذي يعتبر حالة رائعة لمسلم يدفع حياته ثمنا لصداقته لمسيحي ولم يفكر يوما في عقيدة صديقه بل بحث عن المساحة المشتركة بين الإسلام والمسيحية التي تبلغ 75 فى المائة من الشريعتين ، لم يلتفت الى الفتاوى التي تطلب المسلمين بعدم تهنئة الأقباط يل أنه أستفتى قلبه ووجد أن صحيح الدين لم يمنعه من ذلك رغم أن الكثيرين يحاولون أفساد حياتنا بالفتاوى الكثيرة التي تجلب لهم هم فقط الشهرة والأضواء والفضائيات التي تدفع بسخاء ، وأجندتها هى تفتيت الوطن ، وشهيدنا أيمن يسكن في حارة بالقرب من سوق نجع حمادي, شقة ب350 جنيها إيجار بالدور الثاني, عنده ثلاثة من الأبناء: ولدان الأصغر عامان والأكبر سبع سنوات في أولي ابتدائي, وبنت في سنة رابعة. عاد من شغله في السابعة مساء, ثم اغتسل وخرج..وقابل رفيق في العاشرة..وماتا معا برصاصات بلطجي لا يعرف ربنا . أيها العم العزيز احزانك عظيمة فأبنك أيمن البالغ من العمر تسعا وثلاثين سنة وصفه عمه ابوالحجاج يوسف: أيمن كان ابن موت..هو فيه حد بالأخلاق دي في هذا الزمن ، بالفعل لا توجد مثل أخلاق أيمن ، ولكني أشعر اليوم بغاية الحزن والآلام والغضب والثورة بسبب تجاهل الجميع لأبنك الشهيد فالسيد وزير الداخلية لم يطلق أسمه وأسم صديقه القبطي على أي من شوارع نجع حمادى ولم يتم تسمية الشارع باسم – شهيدى الحب – أو شهيدي الصداقة أو الأصلاء . هل تعرف أيها العم العزيز أن ولدك قتل بالتوازي مع دخول جمال مبارك الكاتدرائية ، وهو اليوم الوحيد الذى يدخل فيه أبن الرئيس إلى الكنيسة لتهنئه الأقباط فهو لا يذهب فى عيد القيامة ، مع أن أبنك الشهيد يذهب الى صديقه رفيق فى كل الأعياد والمناسبات ، وهل تعرف أو سمعت عما يسمى بصراع الحرسين الجديد والقديم بالحزب الوطنى ، فهم القتلة الحقيقيون لكافة المصريين فبصراعهم يحاول كل منهم محاصرة الأخر ومضايقة أتباعه كما يفعل الحرس القديم مع الجديد لعلمه أن الأقباط سيدعمون جمال مبارك ، وهو الأمر الذي تغير بشكل جذرى أثر حادثة نجع حمادى . أننى أناشد كافة القراء الأعزاء من هذا المنبر أن لا يتركوا أسرة الشهيد الطيب أيمن ، وأن يساعده الجميع وفى مقدمتهم أقباط الخارج الذىن يرسلون مساعدة لقرى بالكامل ، وأناشد كافة أثرياء المسلمين البحث عن أسرة الشهيد ومساعدتها لكون المعاش الذى تتقاضاه أرملة الشهيد ضعيفا لا يكفى أبنائه ، وأناشد السيد رئيس الوزراء أن يطلق أسم الشهيدين أيمن ورفيق على أي من الميادين المصرية تخليدا لهذه الصداقة التي يفتخر بها أي مصري .