ما حدث في مدينة الاسكندرية من اعتداء علي كنيسة »القديسين« في ليلة رأس السنة لم يترك فقط احزانا كبيرة لدي كل المصريين تستوجب تقديم العزاء لاسر ضحايا الارهاب الاسود والتكاتف معهم، بل ينبغي ان تكون تلك الحادثة الاليمة بمثابة »نوبة صحيان« واستنهاض قوي لكل طاقات الوطن للتصدي لمخطط بات واضحا ضد مصر كلها.. ما حدث كان مستفزا للغاية لمشاعر الاقباط والمسلمين ومفجرا لغضب مبرر.. ولكن من المهم ان يكون الاستفزاز ايجابيا بان يكون محفزا لفك شفرة ما حدث وبالتالي ينيغي ان يكون الغضب وطاقة الغضب ايجابية بعيدا عن الانفلات.. بحيث تذهب طاقة الغضب في شكل تعميق لكل اوجه الاخوة والروابط التاريخية التي تجعل من النسيج المصري من أقباط ومسلمين نسيجا يستعصي علي الاختراق الذي تبغيه وتعمل له قوي عدوان ظلامي من خارج مصر يستهدف اول من يستهدف ضعاف النفوس واستغلال الاستفزاز والغضب لكي يتحول لطاقة سلبية تزيد من الاحتقانات وتسهل مهمة الاختراق وتخريب هذا الوطن الاعز الذي ينبغي ان ندافع عنه جميعا بكل ما اوتينا من طاقة بحيث يثبت لكل من يتربص به بأنه سيكون صخرة تتحطم عليها مؤامراتهم الخسيسة. من هنا فإن من المتعين علينا جميعا ان ندعو كل المصريين لنضع معا سيناريو معياري نستهدف تحقيقه ونضع لبناته معا ولعل من المهم ان نضع له عنوانا محفزا.. وهي عبارة التعهد بقطع رأس الافعي.. تلك العبارة التي وردت في خطاب الرئيس محمد حسني مبارك الذي القاه فور علمه بتلك الحادثة الاليمة. نعم فليكن السيناريو هو سيناريو قطع رأس الافعي.. وفيما يلي رؤية اولية لعناصر.. سيناريو قطع رأس الافعي.. الذي ينبغي وان يتم تفعيله علي الصعيدين الداخلي والخارجي.. 1- التعامل مع البعد الامني- بطبيعة الحال- من قبل الاجهزة الامنية ولكن من الحيوي ان يضاف اليها ان تكون العين الساحرة لحماية مرافق الوطن خاصة الكنائس التي اعلن تنظيم القاعدة استهدافها تحديدا. 2- ان يتم تحويل طاقة الاستفزاز والغضب المنفلت الي طاقة استفزاز وغضب ايجابي في اتجاه ايجابي لتقوية الوحدة الوطنية وهذا الامر معقد في تفعيله ولكنه يحتاج الي اعلام واع ومستدام الوعي فالوعي العام الايجابي وتعميقه في غاية الاهمية. 3- ان تقوم لجنة حكماء ادارة سيناريو »قطع رأس الافعي« والتي ينبغي ان ترتبط بآليات تنفيذ وقرارات سريعة حاسمة في الاتجاه الصحيح بالتعامل مع جذور ما سمي بالاحتقان الطائفي الدخيل علي المجتمع المصري الذي تماسك عبر التاريخي وينبغي ان يخرج من ازمة التفجير الاخير.. قويا متماسكا لاحباط ما يبدو للمتخصصين انه يأتي في سياق خارجي لتغيير الاوضاع في بلدان الشرق الاوسط ومنها مصر بخليط يبدأ من مخطط الفوضي البناءة التي تحدثت عنها ادارة بوش السابقة.. ويأتي الخط الثالث علي الموجة وهو محاولة القاعدة ضرب الاستقرار في مصر وهذا مخطط القاعدة لضرب المسيحيين في الشرق من العراق والي لبنان الي مصر. حتي اننا سمعنا في نشرات الاخبار أنباء عن تهديدات للكنائس القبطية في كل من فرنسا والمانيا وهو ما يؤكد خطة ضرب المسيحيين لتعميق الاسلام فوبيا من داخل الوطن العربي لتعود مرة اخري الي الغرب ودوائره التي بدأت تعمق مما يحدث في مصر علي انه تطرف اسلام يضرب المسيحيين حتي يتم في نهاية الامر تقسيم العالم الي »فسطاطين« فسطاط اسلامي صرف ضد فسطاط اخر فتتحقق خطة تخريب كبري.. تحتاج الي كل جهودنا العلمية والمنهجية والوطنية والحركية لاحباطها وللحديث بالطبع باقية طويلة والله ولي التوفيق وهو وحده المستعان.