د. فؤاد عبدالمنعم ادان تقرير لجنة تقصي الحقائق عن أحداث 30 يونيو نظام التعليم المتبع في مصر، معتبرا أن فشل التعليم كان أحد أسباب تفشي الأفكار الإرهابية وأفكار التطرف في السنوات الماضية. وأكد التقرير الذي أعلنته اللجنة برئاسة الدكتور فؤاد عبدالمنعم رياض، أن الدولة في السنوات الماضية رفعت يدها عن تقديم الخدمات التعليمية والاجتماعية المختلفة بالشكل الأمثل الأمر الذي أعطي جماعات الإسلام السياسي الفرصة بالتوغل في نسيج المجتمع والقيام بهذا الدور. وطالب التقرير الدولة بتغيير نظام التعليم وتطويره بما يضمن إنتاج جيل قادر علي مواجهة التطرف والإرهاب. وقال الخبير التعليمي، ايمن البيلي ان التعليم طوال 30 سنة ماضية ساهم في تخريج اجيال مغيبة فكريا ،مجهلة ثقافيا لا تنتمي إلا لذاتها، ايضا المؤسسة التعليمية في مصر لاتستهدف بناء او تحقيق تنمية وطنية مستقلة،من خلال مناهج تحمل افكارا واردة علي المجتمع من خلال مايسمي بالمعونة الامريكية حيث كان يوجد بالمركز القومي للمناهج في مصر 66 خبيرا امريكيا حتي وزارة الدكتور يسري الجمل ، وأوضح البيلي، ان التعليم الازهري احد روافد الفكر الارهابي نتيجة لاعتماده علي مصادر متخلفة قديمة في وضع المناهج لا تتواكب مع روح الدين ومواكبته لكل الازمنة ومعالجة قضايا المجتمع في كل عصر. واستطرد بقوله، كل هذا ساهم بشكل كبير في تخريج اجيال لاتعرف معني الوطن ،كذلك كانت جماعة الاخوان المسلمين في عصر مبارك تسيطر علي المؤسسة التعليمية وتستخدم الفساد المالي في الحصول علي تراخيص لفتح مدارس اخوانية ،يتم فيها تربية الاطفال علي قواعد التربية الاخوانية،كذلك سيطرت تلك الجماعة من خلال معلميها علي اتحادات الطلاب بالمدارس، مما ادي الي سيطرتهم علي الحركة الطلابية في الجامعات وعلي اتحادات الطلاب فيما بعد. وتساءل الخبير التعليمي، كيف يمكن ان نعالج هذا التراكم من التضليل الفكري الذي عاني منه التعليم المصري ويعاني منه المجتمع الآن؟، قائلا يجب ان يكون التعليم حياديا، ويجب ان تكون الخطة الاستراتيجية للتعليم تستهدف في النهاية خلق مواطن يؤمن وينتمي للوطن وليس للجماعة، يحافظ علي الذاكرة الوطنية والهوية المصرية بتراثها التاريخي، ايضا ان توضع المناهج وفقا لقواعد البحث العلمي وليس لاهواء سياسية. من جانبه، رأي احمد الاشقر، نقيب معلمي 6 اكتوبر، ان انهيار التعليم المصري يعد منبعا من منابع التطرف والارهاب في مصر، قائلا « طالما نظام التعليم في مصر بهذا الشكل السيئ فسيستمر التطرف والارهاب ،مشيرا الي ان النظام التعليمي المصري متعدد الانظمة، فيوجد نظام تعليم طبقي ونظام تعليم ايدلوجي له توجهات ليبرالية وعلمانية ودينية، وبالتالي لا يخلق شخصية وطنية متراقية وانما يخلق شخصيات متنافرة وثقافات مضادة لبعضها البعض، وذلك علي عكس الدول الاخري، وبالتالي التعليم المصري لا يوجد هدف له. وقال عبد الناصر اسماعيل، رئيس اتحاد المعلمين المصريين، ان التعليم هو القطاع الاكبر في دعم العنف والتطرف والتخلف داخل مصر ،وقطاع التعليم لو استمر علي هذا الحال لفترة طويلة لم نستطيع التخلص من العنف والارهاب، لان التعليم يقع في قاع اهتمامات الدولة ،اعتمادا علي القطاع الخاص والانترناشيونال، واصفا اهتمام الدولة بها انه رديء للغاية. تامر عبدالقادر