يبدأ الرئيس السوداني عمر البشير اليوم الثلاثاء زيارة تاريخية لمدينة جوباالجنوب وذلك قبل اربعة ايام علي استفتاء تقرير المصير المقرر في التاسع من يناير الجاري الذي قد يؤدي لانفصال الجنوب عن الشمال. ويتوقع أن يلقي البشير خطابا تاريخيا علي قبر الزعيم السابق للحركة الشعبية جون قرنق الموجود بجوبا. كما سيلتقي خلال الزيارة التي تستمر يوما واحدا مع رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت لبحث عدد من القضايا بينها اتفاق السلام الشامل وقضايا الاستفتاء وما بعده، ومن جانبه، قال وزير الخارجية السوداني علي كرتي ان انفصال الجنوب ليس مسئولية الحكومة الحالية موضحا أن قرار إعطاء حق تقرير المصير للجنوبيين هو قرار اتخذته الحكومة لإيقاف حرب امتدت لأكثر من 06 عاما. وألقي كرتي باللائمة علي الدول الغربية وبعض دول جوار الجنوب، التي سعت ولاتزال تسعي لفصل الجنوب، بجانب بعض قادة الجنوب أنفسهم، مضيفا أن إرادة الانفصال هي الغالبة وسط قادة حكومة الجنوب »واذا حدث انفصال لانمانع في إقامة جوار سليم وآمن وسندعم هذا الاتجاه«. وفي سياق متصل، صرح ياسر عرمان نائب الأمين العام للحركة الشعبية الحاكمة في جنوب السودان أن »دولة شمال السودان« تحتاج إلي ترتيبات دستورية جديدة في حال صوت الجنوبيون لصالح الانفصال خلال الاستفتاء علي تقرير المصير المقرر إجراؤه يوم الأحد المقبل. واعتبر عرمان أن ماقاله الرئيس السوداني من أن »العروبة والإسلام سيكونان هوية الشمال بعد الانفصال ليس في مصلحة الإسلام والعروبة«. وطالب عرمان حزب »المؤتمر الوطني« الحاكم بقيادة البشير بأن »يبحث عن مشروع جديد يستوعب الجميع.. والاستفادة من تجربة الجنوب« ورفض ان تقوم »دولة الجنوب« علي »أساس فصل عنصري« يستبعد الشماليين من الذين قاتلوا معها. ودعت »الحركة الشعبية« المجتمع الدولي إلي احترام رأي الجنوبيين اذا رجحوا خيار الانفصال. وقال الأمين العام للحركة الشعبية ووزير السلام في حكومة الجنوب باقان أموم إن الجنوبيين سيبدأون مسيرة جديدة لبناء أمة في ظل دولة قوية قائمة علي الحرية والسلام أساسها التوحيد الشامل لقبائل الجنوب. ونقلت شبكة »الشروق« الفضائية السودانية عن باقان الذي يزور مدينة ملكال بولاية أعالي النيل حاليا، مطالبته المواطنين المسجلين للاستعداد والتصويت بشكل سليم للاستفتاء. واضاف »إن الحركة قررت الانحياز لخيار الانفصال لأن حكومة الخرطوم لم تجعل الوحدة جاذبة«. وعززت السلطات في جنوب السودان إجراءاتها الأمنية في جميع مدن الجنوب وقراه، كما تم استعراض عشرة الاف عنصر من الشرطة بالخرطوم. ونفي وزير الداخلية في حكومة جنوب السودان قيير شوانق وجود اي مخاوف علي المواطنين الشماليين الموجودين في الجنوب، وقال أن »ما يثار من خوف حول مصيرهم ومصير ممتلكاتهم تسميم« وأكد أن »لهم الحق في البقاء في الجنوب«. واتهم الوزير السفارات السودانية في أوغندا وبعض دول الجوار بأنها سهلت تسجيل أجانب في الاستفتاء لغاية تخصها، مؤكدا انهم ضبطوا بعض تلك الحالات. ونفي أن تكون حكومة الجنوب تتحمل مسئولية تسجيل أي أجبني، وفي الشمال أعلن رئيس لجنة تأمين الاستفتاء اللواء أحمد التهامي تدريب اكثر من 003 الف شرطي لتأمين الانتخابات والاستفتاء، وارسال 25 الف شرطي للجنوب وفي أبيي حيث تم تأخير الاستفتاء هناك إلي ما بعد استفتاء تقرير مصير الجنوب أبدي ناظر عموم قبائل المسيرية مختار بابو نمر رغبته في أن يقبل الدينكا نوك بالتفاوض معهم كقبائل بشأن مصير المنطقة التي يتعايشون عليها .