قبل خمسة أيام من الاستفتاء علي مصير جنوب السودان المقرر الأحد المقبل, يلقي الرئيس عمر البشير خطابا تاريخيا غدا علي ضريح زعيم الحركة الشعبية الراحل جون جارانج في جوبا عاصمة الأقليم الجنوبي, يأتي ذلك في وقت أكدت فيه حكومة جنوب السودان أنه لن تكون هناك كراهية إذا انفصل الجنوب عن الشمال.. ولم تستبعد توحيد السودان مستقبلا علي غرار ألمانيا. وأعلن وزير الإعلام بحكومة جنوب السودان برنابا مريال بنيامين أن مجلس وزراء الإقليم أصدر توجيهات للجهات المعنية للخروج لاستقبال الرئيس عمر البشير خلال زيارته المرتقبة إلي مدينة جوبا. ويتوقع أن يلقي البشير خطابا تاريخيا علي ضريح زعيم الحركة الشعبية جون جارانج الموجود بجوبا, عاصمة الإقليم الجنوبي. كما يلتقي البشير- خلال الزيارة التي تستمر يوما واحدا- مع رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت, لبحث عدد من القضايا بينها اتفاق السلام الشامل وقضايا الاستفتاء وما بعده. وأوضح برنابا أنه لن تكون هناك كراهية إذا أصبح الجنوب دولة مستقلة عن الشمال, وأشار إلي أن حسن الجوار سيكون أساس العلاقة بين الدولتين, وأكد اشتراكهما في وحدة الاقتصاد. وقال في حديث لشبكة الشروق الفضائية السودانية إن الاقتصاد المتبادل يؤسس لعلاقة قوية بين الدولتين, وأكد وزير الإعلام بحكومة الجنوب أن الوحدة سظل ممكنة في حالة انفصال الجنوب, وقال إن تقرير المصير لجنوب السودان ليس معناه الحديث عن نهاية الوحدة, واستدل بانقسام ألمانيا لدولتين لمدة45 سنة وعودتها للوحدة. علي صعيد متصل, تلقي الرئيس السوداني عمر البشير رسالة من أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة أل ثاني, أكد فيها وقوف بلاده مع السودان ومع جميع قضاياه خلال هذه المرحلة المهمة من تاريخه. ونقل الرسالة الدكتور مصطفي إسماعيل مستشار الرئيس السوداني الذي كان في زيارة الي الدوحة مؤخرا والتقاه أمير دولة قطر, الذي حمله الرسالة للرئيس البشير. و وقد توجه اليوم إلي السودانية الخرطوم السفير محمد الخمليشي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية لشئون الاتصال والإعلام رئيس بعثة مراقبي الجامعة إلي استفتاء حق تقرير المصير للجنوب السوداني, حيث ترافقه مجموعة مقدمة لبعثة الجامعة العربية علي أن يكتمل وصول بعثة مراقبي الجامعة إلي السودان بعد يومين من وصول وفد المقدمة. وأوضح الخمليشي- للصحفيين عقب اجتماع في الجامعة العربية أمس لاستكمال الترتيبات الخاصة بالبعثة- أن بعثة مراقبي الجامعة العربية تتألف من88 من المتخصصين في مراقبة الانتخابات والاستفتاءات. وعلي صعيد متصل, طلب الرئيس السوداني عمر البشير مضاعفة الاجراءات والتدابير لتأمين المواطنين الجنوبيين بالشمال ومممتلكاتهم, والعمل علي تمكين المسجلين للاستفتاء من ممارسة حقهم في الاستفتاء المقرر في التاسع من الشهر الجاري لتقرير مصير الجنوب. جاء ذلك خلال لقائه أمس مع المهندس ابراهيم محمود حامد وزير الداخلية, الذي توقع ان تتخذ حكومة الجنوب اجراءات وتدابير مماثلة لحماية الشماليين بالجنوب وممتلكاتهم. وقال الوزير إنه أطلع الرئيس البسير علي الخطة الشاملة لتأمين عملية الاستفتاء, مشيرا الي ستمرار التعاون بين الشرطة الاتحادية وحكومة الجنوب في هذا الشأن. وفي الوقت نفسه, وصف مستشار الرئيس الدكتور مصطفي عثمان إسماعيل زيارة رئيس البلاد عمر البشير إلي جوبا غدا الثلاثاء بالمهمة. وأشار عثمان في تصريح أمس إلي أن الزيارة تأتي في إطار متابعة تنفيذ بنود اتفاق السلام الشامل والاطمئنان علي التدابير اللازمة لتمكين الجنوبيين المسجلين من الادلاء بأصواتهم في استفتاء التاسع من يناير الجاري. وقال إن الرئيس البشير سيلتقي بنائبه الاول رئيس حكومة الجنوب الفريق أول سلفاكير ميارديت وقيادات حكومة جوبا, بهدف التشاور حول جملة من القضايا التي من شأنها تعزيز علاقات الشمال والجنوب وتأكيد رعاية الدولة لامن المواطنين.