معدلات الزيادة السكانية عالميا خلال القرن الحالي أصبحت متزايدة بشكل كبير حتي انه لن يوقفها شيء حتي وقوع أحداث مروعة مثل حرب عالمية ثالثة أو تفشي مرض وبائي او كارثة طبيعية كبركان او زلزال، وذلك وفق دراسة نشرت صحيفة الاندبندنت البريطانية نتائجها، مؤكدة أن القنبلة السكانية الموقوتة في العالم لا يوجد حل سريع لها. وأكدت الدراسة ان استراتيجية تقليل الخصوبة في المناطق التي تشهد معدلات أسرع للزيادة السكانية ينتظر أن تؤتي نتائجها علي المدي البعيد، كما يجب ان تترافق مع خطط لتقليل استهلاك الموارد الطبيعية بالعالم. وأوضح اثنان من أبرز علماء البيئة ان عدد سكان العالم الحالي سيكون من أكبر المشكلات الصعبة التي ستواجه العالم لتحقيق معدلات معيشة جيدة علي كوكب الأرض خلال القرن المقبل، حتي لو انتهجت جميع الدول سياسة انجاب طفل واحد. ويقول اديلايد كوري برادشو وباري بروك الاستاذان بجامعتي اديلايد وتسمانيا الاستراليتين في دراستهما ان تسارع معدلات الزيادة الديموجرافية لسكان الأرض يدفع الي سرعة انهيار نظام المعيشة في الكوكب، وأضافا أن انتهاج جميع دول العالم سياسة الطفل الواحد ستعطي معدلات زيادة سكانية مثل الحالية في عام 2100، مع استمرار معدلات انخفاض الوفيات الحالية. وأشار الباحثان الي انه حتي بافتراض فقد العالم ل2 مليار من سكانه في كارثة كونية بحلول منتصف القرن الحالي، فان عدد سكان العالم سيكون نحو 8.5 مليار نسمة بحلول عام 2100. ويبلغ عدد سكان الأرض حاليا 7.1 مليار نسمة، ويتوقع العلماء أن يصلوا الي 9 مليارات في عام 2050، وأن يرتفع العدد الي 25 مليار افي 2100، وذلك وفق معدلات الخصوبة الحالية التي ينتظر ان تتراجع بشدة في العقود المقبلة. ووصف برادشو في تصريحاته للاندبنت الزيادة السكانية العالمية بسيارة تسير علي سرعة 150 كم، مضيفا: «حتي لو ضغطت علي الفرامل فانها ستأخذ وقتا حتي تتوقف»، مؤكدا انه أعد دراسته بناء علي التأثيرات المحتملة لكارثة طبيعية او حرب عالمية علي معدلات الزيادة السكانية، مؤكدا انه بحث في دراسته عوامل انخفاض الخصوبة وارتفاع معدلات الوفيات لتحديد سيناريوهات الزيادة السكانية المحتملة بحلول نهاية القرن الحالي. وأضاف: «حتي تطبيق سياسة الطفل الواحد كما هو الحال في الصين طيلة القرن الحالي أو نشوب صراع عالمي او تفشي مرض وبائي، فان آثاره ستقتصر علي تقليل من 5 الي 10 مليارات شخص فقط من عدد السكان في عام 2100. وحدد العلماء 9 سيناريوهات للزيادة السكانية تتراوح بين استمرار معدلات الخصوبة الحالية، وتطبيق سياسة الطفل الواحد، وحدوث كارثة عالمية كبري مثل حرب او مرض وبائي تقضي علي مليارات البشر. ويقول بروك: «فوجئنا بان احتمال نشوب حرب عالمية ثالثة تقضي علي عدد من القتلي يماثل ضحايا الحربين الأولي والثانية مجتمعين، سيكون نتيجته في معدلات السكان العالمية خلال القرن الحالي مثل نقطة في بحر». ويوضح بروك أن الجيل الرابع من أحفاد سكان الأرض اليوم سيستفيد من آثار برامج تنظيم الأسرة علي تقليل الضغط علي الموارد الطبيعية، ولكن سكان العالم الحاليين لن يستفيدوا بها. ويؤكد سيمون روس الرئيس التنفيذي للجهود الخيرية من أجل السكان ان تقديم برامج لتنظيم الأسرة في الدول النامية سيتكلف 4 مليارات دولار، وهو الحل الذي علي الرغم من ان آثاره بعيدة المدي فإنه يظل الأرخص والأكثر شعبية في العالم، لمواجهة التناقض المتسارع في الموارد الطبيعية.