معاناة يعيشها الفلاح بعد رفض الحكومة استلام محصول القطن حال الفلاح لا يسر، محبط، ومقهور لا ينفك من هول صدمة الا وتسارع الحكومة بقرار مجحف يصدمه من جديد فبعد ان رفعت الحكومة اسعار الاسمدة وثبتت اسعار توريد القمح قررت عدم استلام محصول القطن من الفلاحين فأوقعتهم في شرك جشع التجار الذي خسفوا بسعر القنطار الارض فبعد ان كان السعر 1550 جنيها للقنطار عرض التجار 800 جنيه فقط ثمنا لشرائه مما اضطر من قام بجني المحصول الي تخزينه في شون علي امل تراجع الحكومة نفسها وقرر آخرون ممن لم يجنوا محصولهم الي حرقه وذلك حتي لا يحمل نفسه تكلفة جني المحصول المرتفعة.. المشكلة الاكبر هي في قرار المزارعين بعدم زراعة المحصول العام القادم مما سيكون له أثر بالغ الضرر علي مصانع الغزل والنسيج التي يعمل بها مئات الالاف من العمال.. «الاخبار» استعرضت احوال الفلاحين ومسئولي الزراعة في المحافظات وكانت البداية من الغربية حيث انتشرت ظاهرة حرق محصول القطن من قبل المزارعين بسبب انخفاض سعره بعد أن رفعت الدولة يدها عن هذا المحصول الاستراتيجي وتركت الفلاح عرضة للتلاعب من قبل التجار، ما خلق حالة من الاستياء تجاه استمرار صمت الحكومة التي لم تحدد سعر المحصول. وأشار مزارعون إلي أن الفلاح يعتمد علي موسم حصاد القطن لتسديد ديونه لبنك التنمية والائتمان الزراعي، وسداد فواتير السماد والبذور للجمعيات الزراعية، مشيرين إلي أن التجار أقروا سعر القنطار ب950 جنيهاً، ما خلق حالة من الإحباط ودفع العديد من المزارعين إلي حرق المحصول قبل جنْيِه بسبب زيادة تكلفة جني المحصول.. ويقول مسعد ماجد، مزارع إن ازمة القطن ليست وليدة اللحظة لافتاً إلي أن الحكومات المتعاقبة عملت علي تدمير زراعة القطن المصري، حيث تجاهلت الفلاح ولم تدعمه وتقدم له ما يساعده ويمكنه من زراعة محصول ذو إنتاجية كبيرة، إلي جانب أنها رفعت يدها عن شراء القطن من الفلاحين، ما كبّدهم خسائر كبيرة وفي اسيوط يضع الفلاحون ايديهم علي خدود هم في انتظار الفرج لبيع انتاجهم من القطن.وينتظرون شركات الاقطان التابعة لوزارة التجارة الاعلان عن الاسعار التي اصبحت كأنها سر حربي.اكثر من 33 الف قنطار قطن في العراء منتظرة رحمة الشركات قبل ان تتلفها امطار وبرودة الشتاء في الوقت الذي ينتظر الفلاحون استرداد ما انفقوه علي زراعة القطن ولو بالخسارة حتي يتمكنوا من زراعة الموسم الشتوي وسداد ما عليهم من ديون.وقال مصطفي رشدي وكيل وزارة الزراعة ان هناك 2700 فدان تمت زراعتها بالقطن في مراكز المحافظة ومتوسط انتاجية الفدان هذا العان 9 قناطير للفدان الفلاح في موقف صعب لان القطاع العام هو المشتري الوحيد للقطن ولكن ربما تكون الخيرة في التأخيرة كما يقول المثل ويحظي القطن بسعر مناسب لمجهود وتعب ونفقات الفلاح. تاتي محافظة كفر الشيخ في مقدمة المحافظات الاكثر زراعة لمحصول القطن هذا العام بواقع 107 الاف فدان تمثل نسبة 29% من اجمالي المساحة المنزرعة بالقطن علي مستوي الجمهورية..واكد العديد من مزارعي القطن بالفيوم عدم رغبتهم في زراعته المواسم القادمة بسبب المشاكل التي تواجههم ولعل اهم هذه المشاكل هو عدم قدرتهم علي تصريف محصول الموسم الحالي. «مين يشتري القطن مني».. سؤال يردده مزارعو القطن بمحافظة الشرقية لفشلهم في تسويق محصولهم وتكدسه بمنازلهم ومخازنهم واكد المزارعون انهم سيحجمون عن زراعة القطن العام القادم بعد ان اصبح عبئا ثقيلا يكبدهم خسائر فادحة. وتشتهر محافظة المنيا بزراعة القطن ورغم ذلك توجد مشاكل كثيرة تواجة الفلاحين دائماً في تسويق المحصول وتكلفة المحصول كثير علي الفلاحين وعند التسويق يباع بسعر أقل. وفي بني سويف بدأت زراعة القطن ببني سويف في الانقراض بعد أن تكبد المزارعون الخسارة تلو الاخري بسبب زراعته علي مدار السنوات الماضية لانخفاض سعر القنطار وعدم سعي الحكومة لتحديد سعره اسوة بالمحاصيل التعاقدية فضلا عن اختفاء السماد وقلة المبيدات وهو ماتسبب في عزوف المزارعين عن زراعتهوفي دمياط يقول محمود العزب فلاح من قرية الاسماعيلية بمركز كفر سعد انه قام بزراعة فدانين قطن وانه استدان 11 الف جنيه لمستلزمات الزراعة ولم يتمكن من بيع المحصول وانه قام بتشوينه داخل منزله مؤكدا انه يعاني ومعظم الفلاحين اثناء الزراعة والحصاد لان زراعته تحتاج رعاية خاصة واثناء حصاده تكون تكلفة جمع كيلو القطن 4 جنيهات.