هي من رائدات التليفزيون الأوليات منذ بدايات إرساله.. شاهدها الجمهور في ثاني يوم لبدء الإرسال في الثالث والعشرين من يوليو عام 1960.. لتقدم أول برنامج نسائي علي الشاشة الصغيرة "مع العائلة"وهو من أشهر برامج المرأة في التليفزيون المصري منذ إنشائه.. وأبدعت وابتكرت فيه التمثيليات الدرامية القصيرة للعائلة المصرية والتي كان من أشهرها المسلسل الشهير "عادات وتقاليد" الذي شهد مولد العديد من النجوم الجدد الذين أصبحوا مشاهير فيما بعد منهم.. نور الشريف وصلاح السعدني وبوسي الي جانب الممثلة القديرة الراحلة عقيلة راتب.. انها ثريا حمدان التي قدمت من خلال البرنامج عشرات المشاكل التي كانت تصلها بالبريد يوميا.. وقدمت لها الحلول بهدف حماية كيان الأسر المصرية والعربية.. وكانت تسافر إلي الدول العربية لتلتقي بأهلها وتتواصل مع الأسر.. وهناك اشتمل برنامجها "مع العائلة" ايضاً علي العديد من الأفلام السينيمائية التي كانت تقوم بتسجيلها في ستوديو مصر لتدعم بها برنامجها..وقدمت العديد من البرامج الأخري الناجحة منها "لك ياسيدتي" و"مدرسة الزوجات" وتضمنت برامجها حملات شهيرة لحماية الأسرة المصرية وأشهرها حملة تغيير قوانين الأحوال الشخصية.. وفي فترة السبعينيات أشرفت علي التدريب الإذاعي والتليفزيوني وتولت مسئولية الإدارة المركزية للمتابعة ثم أشرفت علي رسائل المستمعين والمشاهدين بالإذاعة والتليفزيون منذ الثمانينيات.. النجاح والريادة اللذان حققتهما ثريا حمدان لم يأتيا من فراغ.. لقد عملت بعد تخرجها في كلية الآداب عام 1950 بالإذاعة المصرية وفي عام 1952 تم إيفادها في بعثةإلي أمريكا لدراسة تنسيق البرامج الإذاعية.. فانتهزت الفرصة والتحقت علي نفقتها الخاصة بمعهد تليفزيوني بإحدي الجامعات الأمريكية لدراسة الإخراج والفنون التليفزيونية حتي نالت الماجستير وكانت أول مذيعة عربية تنال هذه الدرجة العلمية.. كانت نافذة البصيرة.. وتنبأت بأن المستقبل سيكون للشاشة المرئية.. وبعد عودتها تركت الإذاعة وعملت مخرجة ومساعدة تصوير مع زوجها المصور السينمائي وديد سري.. لم تكن تدري أن هذه الدراسة ستغير مجري حياتها ويتم اختيارها للعمل في التليفزيون المصري منذ الإعداد له كمديرة لبرامج المرأة..وكان لها بصمة واضحة في التدريب وإعداد خطط البرامج.. وارتقت السلم الوظيفي حتي أصبحت وكيلاً لوزارة الإعلام.. وكرمها الرئيس مبارك بعد خروجها للمعاش عام 1989 بمنحها نوط الامتياز من الطبقة الأولي تقديرا لجهودها في الارتقاء بالإذاعة والتليفزيون علي مدي 35 عاما.