سعيد سائق الحنطور يشكو من تراجع أعداد السياح حبي الشديد لمهنتي ومهنة اجدادي هو الذي جعلني اتحمل واتمسك بها رغم تراجع عائدها المادي.. هكذا بدأ حديثه سعيد الشيمي صاحب الحنطور، متحدثا عن مهنته التي يمارسها منذ عشرات السنين. يقول إنه كان يهرب من المدرسة في صغره حتي يعمل مع والده في هذه المهنة. يروي سعيد ذكرياته عن مهنة الحنطور في عصرها الذهبي ايام ازدهار السياحة في مصر، عندما كان يستمتع بالتجول بالحنطور في شوارع مصر ومناطق القاهرة السياحية مثل كورنيش النيل والهرم وبرج القاهرة، ويضيف أنه كان يهتم بتزيين الحنطور بالزخارف والاكسسوارات التي يضعها علي العربة والحصان حتي تجذب السياح مثل تركيب جرس في رقبة الحصان أو الاهتمام بحدوة الحصان حتي تحدث صوتا متناغما اشبه بطرقعة يسمعها كل المارة، ايام الزمن الجميل، حين كان الرزق وفيرا . وكشف ان الحصان بات جزءا منه و يفهم نظراته ولغته وهو ايضا يفهمه، موضحا ان تكلفة تصنيع العربة تزيد علي ال30 ألف جنيه، و ان موسم العمل يكون في الصيف نظرا للعطلات الدراسية وزيادة السياح العرب. اما العمل في الشتاء فهو قليل لبرودة الجو والأمطار، ناهيك عن خوفه علي الحصان من ان يحدث له مكروه. وقال ان الحنطور مازال يمثل قيمة جمالية لدي الكثير من الناس فهناك بعض العرسان يفضلون ركوب الحنطور والتقاط الصور التذكارية. يضيف سعيد انه كل صباح يذهب للأماكن السياحية التي اعتاد العمل فيها وخاصة وسط البلد حول النيل والفنادق التي تطل عليه، وتحديدا في شارع الجزيرة بجوار البرج، وينتظر الزبائن، موضحا ان الحنطور يلفت انتباه السياح والمصريين لأنه يشكل في الذاكرة جزءا اساسيا من حياة الأمراء والملوك، ، وانه كان وسيلة الانتقال الوحيدة قبل اختراع السيارات، بالاضافة إلي انه يبعث البهجة في الركاب لكن بسبب غلاء المعيشة اصبح الاستمتاع بركوب الحنطور مكلفا للزبون المصري فسعر الساعة يتراوح بين 40 و60 جنيها، ويقول سعيد ان اعداد السياح تراجع في هذه المنطقة بعد الأحداث التي شهدتها مصر علي مدارالسنوات الثلاث الماضية ، مما اثر سلبا علي دخله وبات يعاني هو واولاده اشد المعاناة، لانه ارزقي يعتمد علي رزق يومي، ويضيف سعيد انه يضطر ان يقوم بايداع الحنطور والحصان في اسطبل للأحصنة في منطقة روض الفرج مقابل 300 جنيه حتي يأمن علي عربته من السرقة، بالاضافة الي ان تكلفة ونظافة وصحة واطعام الحصان وصيانة العربة تشكل عبئا ماديا عليه، مشيرا الي ان تكلفة اطعام الحصان مكلفة جدا، وخاصة البطاطا فهو يحب البطاطا كثيرا لأنها مسكرة، وفي نهاية حديثه تمني سعيد ان تعود السياحة الي سابق عهدها حتي يصبح سعيدا بحق .