طفلة عراقية تبكى عند نقطة تفتيش كردية لجأت إليها مع أسرتها هرباً من المعارك شمال العراق أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن سوريا نفذت غارات جوية ضد مسلحي «داعش» داخل العراق الأسبوع الماضي. وأوضح المالكي في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية «بي بي سي» أن مقاتلات سورية قصفت مواقع للمسلحين حول بلدة القائم الحدودية امس الاول.ورحب المالكي بمثل هذه الهجمات مشيرا الي ان العراق لم يطلب شن هذه الغارات. وفي سياق متصل، قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن التدخل السوري ليس هو الحل للتهديد الذي يواجهه العراق. كما أفادت تقارير نقلتها «بي بي سي» بأن ايران قامت بعمليات قصف عبر الحدود العراقية الشمالية الغربية في المنطقة الجبلية الكردية. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن إيران نشرت سرا طائرات مراقبة بدون طيار في العراق، حيث ترسل أيضا معدات عسكرية جوا لمساعدة بغداد في معركتها ضد المتمردين السنة. ونقلت الصحيفة عن مسئولين أمريكيين رفضوا الكشف عن أسمائهم إن «أسطولا صغيرا» من طائرات «أبابيل» بدون طيار نشر في قاعدة الرشيد الجوية قرب بغداد. وفي هذا المطار أقامت طهران أيضا مركز رصد اتصالات تنظيم داعش. واضافت الصحيفة إن ايران ارسلت ايضا حوالي 10عناصر من فيلق القدس ,الوحدة شبه العسكرية الإيرانية, إلي العراق لتقديم استشارات للقيادة العراقية والمساعدة علي تجنيد ميليشيات شيعية في جنوب البلاد موضحة أن الفريق قاسم سليماني قائد الفيلق زار في الفترة الأخيرة العراق مرتين.كما أقامت إيران وفقا لتقرير الصحيفة جسرا جويا إلي بغداد، حيث تنظم يوميا رحلتين لنقل تجهيزات عسكرية وإمدادات إلي العراق ، وحشدت نحو 10 فرق عسكرية علي الحدود المشتركة مع العراق للتدخل إذا أصبحت بغداد أو العتبات الشيعية المقدسة مهددة. وكان المالكي قد رفض فكرة تشكيل حكومة إنقاذ وطني واعتبرها بمثابة «انقلاب علي الدستور ومحاولة لإنهاء التجربة الديمقراطية» في العراق. واصدرت الرئاسة العراقية امس مرسوما لانعقاد البرلمان في الاول من يوليو المقبل لبدء عملية تشكيل حكومة جديدة وسط التهديد الذي يشكله مسلحو داعش علي وحدة البلاد. في غضون ذلك, وصل وزير الخارجية البريطاني وليام هيج في زيارة مفاجئة إلي العاصمة العراقيةبغداد لحث السياسيين العراقيين للتوحد ضد تهديد المتمردين السنة.ونقلت شبكة «إيه بي سي نيوز» الأمريكية عن هيج قوله إنه يجب تشكيل حكومة شاملة لتوحيد العراقيين ضد داعش. واستبعدت بريطانيا التدخل العسكري في العراق، إلا أن هيج أكد أن بلاده ستقدم دعم دبلوماسي وإنساني كما أنها ستدعم مكافحة الإرهاب بهذا البلد. من جانبه, هدد زعيم التيار الصدري في العراق مقتدي الصدر المسلحين المتطرفين بأن «يزلزل الأرض» تحت أقدامهم، رافضا المساعدة العسكرية الأمريكية لبلاده. ودعا الصدر إلي «الإسراع بتشكيل حكومة وطنية بوجوه جديدة ومن جميع الأطياف وبعيدة عن المحاصصة الطائفية»، وطالب الحكومة بأن تتعهد «بتحقيق المطالب السلمية المشروعة لسنة العراق المعتدلين، الذين عانوا التهميش والإقصاء».وكان الصدر الذي خاض عدة معارك مع القوات الأمريكية قبيل انسحابها نهاية 2011 قد اقترح تشكيل وحدات أمنية بالتنسيق مع الحكومة العراقية تحت مسمي «سرايا السلام» تعمل علي حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية من «القوي الظلامية».ووجه الصدر انتقادا غير مباشر إلي المالكي قائلا إن شيعة العراق صاروا «تحت فك الظالم الذي يريد المصالح الشخصية لا المذهبية ولا الإسلامية الوطنية». وفي تطور لاحق, حصل هجوم واسع لمسلحي داعش علي زخم إضافي مع إعلان المرصد السوري لحقوق الإنسان أن فصيل (جبهة النصرة (الفرع السوري لتنظيم القاعدة) في البوكمال، أكبر مدينة سورية علي الحدود مع العراق، بايع «الدولة الإسلامية في العراق والشام». ودعت الاممالمتحدة الي رفع سقف المساعدات الانسانية للعراق للعام الحالي من 103 ملايين دولار الي اكثر من 312 مليونا. وفي الاردن, تعهد مسئولون عسكريون وسياسيون بمنع المتشددين السنة الذين يحققون تقدما في العراق من العبور إلي أراضي المملكة وقاموا باستعراض علني للقوة علي حدود البلاد الصحراوية الحصينة مع جاره الشرقي. وحلقت طائرتان هليكوبتر علي ارتفاع منخفض فوق معبر «الكرامة» في حين حلت عشرات من المدرعات وعربات «همفي» المزودة بأسلحة آلية محل قوافل الشاحنات التي كانت تتدفق في العادة علي إحدي طرق التجارة الرئيسة في الشرق الأوسط. ومع التقدم السريع لداعش في غرب العراق, سارع الأردن إلي تعزيز معبر حدودي ثان هو «الكرامة» من تداعيات صراع يعصف الان بإثنين من جيرانه.