في حفل بسيط لكنه عميق في معناه.. عالٍ في قمته.. تم بمنزل السفير الفرنسي بالقاهرة تقليد أديبنا العالمي جمال الغيطاني وسام الفنون والآداب والعلوم من درجة قائد.. وسط كوكبة من الحضور.. جاء التكريم كما لو كان الوسام علي صدري أنا، باعتباري صديق الأديب الكبير.. ورئيس تحرير جريدة «الأخبار» التي تشرف بكاتب كبير مثل جمال الغيطاني.. فجمال الغيطاني وسام علي صدر الجريدة.. تماماً كما النوابغ أحمد رجب ومصطفي حسين.. وغيرهم. بدأ الحفل بكلمة بليغة من السفير نيكولا جالييه، تناولت قصة حياة الغيطاني منذ نشأ في قريته بجهينة بسوهاج.. وفي نهايتها قدَّم السفير للغيطاني الوسام الذي زيَّن به صدره.. وردَّ الغيطاني التحية للسفير ولدولة فرنسا التي تقدِّر أعماله ومنحته وسام الاستحقاق في الآداب والفنون منذ أعوام.. وها هي اليوم تمنحه أرفع أوسمتها.. ويتحدث الغيطاني في كلمته عن نشأته مفتخراً بماضيه المشرف ونضاله من أجل الحرية والديمقراطية.. من أجل الشعب. واجه الغيطاني بالقلم إرهاب جماعة الإخوان.. وحافظنا معاً علي حق الكاتب في أن يقول ما يشاء.. كان الإخوان يقفون ضده ويطلبون إنهاء تعاقده، وأمام رفضي الشديد لما يطلبون، استمر الغيطاني يقول كلمته بكل حرية.. وكل مقالاته تحمل نقداً لاذعاً للجماعة وهي في الحكم.. وغيره من الكتَّاب وأنا من بينهم، كنا ننتقد تصرفات الإخوان.. وكانت «الأخبار» عقدة في حلقهم، لأننا حافظنا علي مصداقية الجريدة وموضوعيتها.. ولأن حق القارئ أعلي لدينا وأقوي من حق السلطة.. وسيأتي يوم نكشف فيه الأسرار، ونقول للشعب العظيم كيف حافظنا علي الأمانة وعلي الكلمة الصادقة. لكن اليوم.. يوم عُرس لكاتبنا العظيم وأديبنا الكبير جمال الغيطاني الذي احتفي به العالم.. ونال أوسمة عديدة من مختلف بلاد الدنيا.. وعاني الكثير هو وأسرته، خاصة زوجته الزميلة العزيزة والكاتبة الصحفية الكبيرة بالزميلة الأهرام الأستاذة نادية الجندي.. واليوم يحصد ثمار جهده وعرقه ودمه، فقد أنفق علي مسيرته من دمه ودم زوجته الكثير.. لكن الله سبحانه وتعالي لا يُضيع أجر العاملين.. وقد عمل لكي يرضي نفسه وربه وأسرته.. وكتب ما ينير للأجيال القادمة طريقها.. وساهم في تنوير الشعب المصري وخاصة الشباب منه.. إنني أفتخر بأن جمال الغيطاني كاتب من أبناء دار أخبار اليوم.. رفع اسمها عالياً، وخاصة اسم «الأخبار» باعتباره كاتبا لمقال يومي (عبور).. وكاتبا ليوميات أسبوعية.. وأيضا كاتب لجميع المناسبات الوطنية والعسكرية والسياسية والأدبية. دعاء : اللهم إنَّا نسألك من خير ما سألك منه نبيك محمد صلي الله عليه وسلم.. ونعوذ بك من شر ما استعاذ منه نبيك محمد صلي الله عليه وسلم.. وأنت المستعان.. وعليك البلاغ.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.