د. أحمد نوار وافق الاستاذ المستشار عدلي منصور علي تولي منصب "الرئيس" لجمهورية مصر العربية.. منذ ما يقرب من عام، في ظل مناخ يمتلئ بالفوضي والارتباك والتوتر، وجاء ذلك بصفته رئيسا للمحكمة الدستورية العليا، وتطبيقا لنص الدستور، وجاء ذلك بعد خلع الإخوان وحكمهم والإطاحة بهم، واجه الرئيس تحديات غير مسبوقة داخليا وخارجيا، ولكن بإرادة قوية وعزيمة الرجال وتحد كبير من أجل إنقاذ مصر ومستقبلها.. أدار عدلي منصور كل القضايا بحكمة واقتدار وبقوة وصلابة القاضي وبعدالة القانون، وضع عدلي منصور مصر في قلبه وعقله.. وهذا نلمحه ونقرأه ونشاهده علي ملامحه وتعبير وجهه وحديثه ورصانته وثقته في النفس واحترامه للعامل الزمني، لم أتطرق لانجازاته الكبيرة والمتعددة كإعداد دستور جديد وبدء حرب القضاء علي الإرهاب في سيناء وانتخابات الرئاسة.. ولكن أتجه إلي منحني هام جدا وهو إرادة التحدي التي امتلكها منصور لقيادة مصر في أصعب وأخطر حالاتها، ففي الوقت الذي تفشت فيه الفوضي والقتل والإرهاب والاغتيالات والحرق والتشويه ومظاهر التدمير في أنحاء البلاد.. لم يرتبك ولم يرفض ولم تتوقف اجراءات تنفيذ "خارطة مستقبل مصر" التي استهدفها جماعة الإخوان الإرهابية لتعطيلها وإفسادها، كان يسير كالصاروخ الذي يعرف كيف يصل الي الهدف، هذه الشخصية المرموقة العظيمة ضربت مثلا رائعا للخلق والحكمة والخبرة الإدارية.. ومثالا رائعا للوطنية.. وكانت مرجعياته القانونية سببا أصيلا في نجاحه لقيادة مصر في هذه المرحلة الانتقالية الملتهبة، جذبني مقال الكاتبة (شيماء جلال) بجريدة المصري اليوم تحت عنوان "كشف حساب الرئيس عدلي منصور" من معارك خارجية من أجل الدفاع عن الثورة.. وواجه وحده خطر الفشل في الداخل، منح السيسي رتبة المشير ووزع الأوسمة،.. لم تكن المعركة الخارجية أقل صخبا من المعركة الداخلية، فقد شنت تركياوقطر حربا شعواء ضد مصر ظهرت بشكل علني في تصريحات مستفزة لأردوغان، بالإضافة الي الموقف القطري الداعم لجماعة الإخوان ولجوء عدد كبير من القيادات الإخوانية الهاربة للاحتماء بها، أضف الي ذلك تعليق مشاركة مصر في الاتحاد الافريقي، ثلاث زيارات خارجية قام بها منصور منذ توليه المرحلة الانتقالية استهلها بزيارة إلي المملكة السعودية في أول زيارة رسمية خارجية له عقد خلالها جلسة مباحثات مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وشملت تلك الزيارة ايضا زيارة إلي الأردن، كما قام منصور بجولة عربية قام فيها بزيارة الإماراتوالكويت وجه خلالهما الشكر للاشقاء العرب علي وقوفهم إلي جانب مصر في تلك الفترة الجوهرية من عمر الوطن، وحضر منصور القمة العربية التي انعقدت في الكويت في مارس الماضي والتي مثلت أول لقاء بين الرئيس المؤقت للمرحلة الانتقالية عدلي منصور وبين أمير قطر بعد الموقف المنحاز للجماعة والذي قام فيه منصور بأداء دوره الدبلوماسي بشكل مشرف حظي بتقدير واحترام المصريين،.. عمل ليل نهار جاهدا لإحداث توازن بين مصر وأحداثها وبين دول المنطقة التي انقسمت علي نفسها بفعل التواطؤ والمصالح، بالاضافة الي الوقوف في مواجهة الإرهاب الذي تدعمه دول حاقدة علي مصر وتهدف إلي هدمها وتركيعها، ولكن الشعب المصري الأصيل لم يرتض بأفعال الاعداء ولم يتنازل عن خوض هذه المرحلة الانتقالية مهما كانت التضحيات، فلا يوجد شيء أغلي من الوطن، فوقف جيش مصر العظيم بقيادة وزير الدفاع الفريق أول السيسي في ذلك الوقت وقفة البطولة والاصرار علي حماية الوطن والقضاء علي الإرهاب في سيناء.. وقام الرئيس عدلي منصور بترقية السيسي الي رتبة "المشير" لدوره البطولي منذ أن طلب من شعب مصر تفويضه أي تفويض الجيش لحماية الوطن من الداخل ومن حكم الإخوان الفاسد بجانب رجال الشرطة الابطال وكان هذا مطلبا شعبيا منذ ان شعر الشعب فساد وخيانة الإخوان للوطن.. وأن مصر تقف علي قمة الهاوية.. فأثبت السيسي بإرادته ووطنيته للعالم كله بأن مصر لن يحميها سوي أبنائها.. وأبناؤها لن يسمحوا بسقوطها، فكانت ثورة يونيو هي الانقاذ، ومنذ عقود من الزمن فشلت قيادة مصر في تكريم وتقدير أبنائها بشكل يليق بعبقريتهم المتميزة.. فأعاد الرئيس منصور عادة وتقليد التكريم للفنون والثقافة بعد توقف ثلاثة عقود، وكرم أصحاب العطاء المتميز للوطن وتوجهم بأعلي الأوسمة، فالفائدة هنا مزدوجة الأولي منها وضع رموز مصر قدوة أمام الشباب والاجيال لتحفيزهم علي الابداع في شتي المجالات، والثانية شعور المكرم المبدع باعتراف الدولة بتفرده وعطائه فهو دافع أيضا لمزيد من العطاء، واليوم ومصر تتوج برئيسها الجديد عبد الفتاح السيسي بعد انتخابات عظيمة ورائعة، ولأول مرة في تاريخ مصر الحديث يسلم الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور سلطة الرئيس الي رئيس مصر الجديد، وهذه اللحظات الفارقة تحتاج توجيه الشكر الواجب الي المستشار عدلي منصور وتتويجه بأعلي أوسمة الدولة وهي "قلادة النيل" رمزا للوطنية وأداء الواجب، والذي أحب وأخلص لمصر في أشد وأصعب لحظات عمرها، وذلك في احتفال رسمي يليق برئيس دولة.