من اليوم تبدأ مصر صفحة جديدة من تاريخها ..اليوم يختار المصريون مابين المشير السيسى ، وحمدين صباحى ، ليصبح أحدهما رئيساً جديداً للبلاد ، بعد عام من أصعب أعوام تاريخنا ، فى تحدياته من الداخل والخارج . وفى هذا اليوم ، لا ننسى رئيسنا المستشار "عدلى منصور" الذى جاء، بإعتباره رئيسا للمحكمة الدستورية ، وقبل المهمة " المستحيلة " فى وقت كانت كل الخيارات مفتوحة ، بما فيها حياته هو . جاء الرجل ، ولم يخشى إلا الله والوطن ، وواجه التحديات بشجاعة ، وبقى فى موقعه ثابتاً رغم إرهاب الإخوان ومناصريهم ، مُتحملاً مسؤوليته أمام التاريخ والمصريين . بقى عدلى منصور ، دون أن يهرب مثلما فعل البرادعى ، أو يخون مثلما فعل مُرسى وأعوانه .. لم يخضع الرجل لضغوط الغرب وبعض قوى الداخل المحسوبين عليه ، واستمر على إنحيازه للمصريين ، دون كلل أو ملل . نجح منصور فى الحفاظ على ثقة ، كل من إلتقى به ، ممن أرادوا الحفاظ على مصر تحت قيادته ، وكان حاداً مُتحدياً لكل من أراد السوء بها ، مُدركاً قيمة بلاده التى إختارت الأقدار أن يأتى لُحكمها من فوق منصة القضاء . ودون مواربة ، أعلن منصور أنه يرفض النظام الأسبق لمُبارك والسابق لمُرسى ، مُعرباً بصراحة عن إيمانه بضرورة "تمكين الشباب" ، فى الوقت الذى إستطاع فيه أن يكون مؤثراً على القوى السياسية والأحزاب ، وحائزاً على ثقتهم فى قراراته التشريعية .. وهو الذى ترفع عن السلطة ، ورفض الدعوات التى طالبته بالترشح للرئاسة ، بل أصدر قراره بالتبكير بالإنتخابات الرئاسية نزولاً لرغبة اغلبية الشعب والقوى السياسية . لقد قدم منصور نموذجاً فريداً فى حُكم مصر ، رُبما لم نعتاد عليه ، وكانت كلماته دائماً مُحددة واضحة فى موقعها ووقتها ، وكان فارساً عندما كرم الكثيرين ممن تقاعس حُكام آخرين عن تكريمهم ، بعد عطاءهم للوطن ، مُقدراً قيمة خدمة الوطن .. على مدارعام - حتى وصلنا إلى إنتخابات رئاستنا الجديدة اليوم - نجح منصور فى أن يحفر إسمه فى تاريخ مصر بحروف من نور ، وشرف ، ووطنية .. اليوم سنذهب لنختار السيسى أو صباحى لكننا لن ننسى منصور ، الذى لايستحق فقط أعلى الأوسمة التى تمنحها الدولة ، بل يستحق وساماً جديداً يصبح مُتفرداً له ، وليكن إسمه " وسام الجماهير " !