تطور كبير تشهده الحياة المصرية .. من كان يتصور ان تصل نسبة التعليم 62 بالمائة لصالح البنات في جامعة جنوبالوادي (الصعيد الجواني )..هذا تطور مهم لم يلفت نظر احد من الذين يهاجمون مصر ويحاولون - بخيالهم المريض - تصويرها بأنها تنهار .. الرقم والنسبة أكدها لي الدكتور محمد ابوالفضل بدران عميد كلية الاداب جامعة جنوبالوادي والذي يحمل شعلة الثقافة في الجامعة .. وعلي أكتافه وهيئة التدريس بالكلية عبء تعليم وتدريب الطلبة والطالبات ليحصلوا علي مؤهل يحتاجه سوق العمل .. يقول د. بدران إن الكلية بها عشرة الاف طالب وطالبة منهم 7222 طالبة في مختلف تخصصات الكلية أي أكثر من 72 بالمائة بنات ! وهكذا تنجح المرأة المصرية في حمل لواء الثقافة في الصعيد الجواني .. وفي ذلك تواصل بين الجامعة والمجتمع المحلي وأيضا الخارجي . نسيت أن اقول ان مناسبة اللقاء كانت المشاركة في مشروع اهلي يتبناه الاعلامي الصديق أحمد لطفي المدير الاقليمي لشبكة انترنيوز العالمية ويهدف الي تعميق مفهوم المواطنة بالجامعات من خلال تدريب الطلبة علي المشاركة المجتمعية ومهارات الاعلام وكيفية عرض القضايا والمشكلات علي المسئولين وتناولها اعلاميا .. ولهذا كانت الهدية المقدمة للجامعة انشاء ناد للمواطنة مجهز بأحدث الاستديوهات واجهزة كمبيوتر وداتا شو وكاميرا للتصوير التليفزيوني ومسجلات .. وهي محطة اعلامية متكاملة تمكن الطلبة من الاستخدام الجيد لوسائل الاعلام خاصة مع التكنولوجيا الحديثة . ونعود الي اللقاء المهم الذي افتتحه الدكتور بدران واكد فيه علي اهمية المواطنة وهي كلمة مشتقة من كلمة الوطن، والاحساس بالذات يعني الاحساس بالوطن وتحقق الانتماء لارض الوطن .. ولهذا ننشد من هذه الدورات تعميق ثقافة المواطنة ويتحقق ذلك بالثقافة وهي كلمة مشتقة من آلة الثقاف والتي كان المصري القديم يستخدمها في اصلاح اعوجاج فروع الاشجار اي يقوم الفلاح بتقويم الفرع المائل حتي يصبح رمحا .. والثقافة تهتم بتحقيق العدل واصلاح اعوجاج الفكر خاصة مع انتشار القبلية بالصعيد والتي ظهرت في الانتخابات الاخيرة . المدهش ليس في كلام الاساتذة .. انما في اسئلة الطلبة والطالبات. لقد وصلوا الي مرحلة متقدمة من العلم والثقافة ويحتاجون الي مواصلة الجهاد حتي تتثبت اقدامهم خارج الجامعة في الحياة العملية .. فهم في انتظار الوظائف .. وانصحهم بثقافة العمل الحر فلم يعد في الحكومة مكان لقدم !.. وادعو المجتمع الاهلي لمساعدتهم واقرانهم بتدريبهم علي كيفية اعداد البيانات المؤهلة للوظيفة (ال C V ) وادعو الاباء والامهات الي الوقوف بجانب ابنائهم خاصة البنات وان يثقوا فيهن طالما هناك مجتمع جامعي يراعي التقاليد والدين .. وبنت الصعيد التي رأيتها في الجامعة - وبالطبع بنات مصر كلها - لا يمكن ان تخذل اهلها ولا مجتمعها الذي يفتخر بها ويقدرها .. وقد فتح لها باب الوظائف العليا والقيادية وباب البرلمان وباب المجالس المحلية والبلدية وباب الاعلام خاصة الصحافة والتليفزيون .. ابواب كثيرة وعديدة فتحها المجتمع للمرأة وقد نجحت بالفعل وأعطت مجتمعها وبلدها الكثير . . واذا كنا نرجح نسبة التعليم للبنت المصرية فاننا علي ثقة ان المجتمع يرقي بالتعليم والثقافة ..والمرأة المتعلمة أٌم قادرة علي صنع أجيال جديدة قادرة علي بناء مجتمع متطور، وهو مانحتاجه لننافس في عالم لا مكان فيه لغير المتعلم !