المرشح الرئاسى الأوفر حظا بيترو بورو شينكو يدلى بصوته فى مركز اقتراع بكييف أدلي الناخبون الأوكرانيون بأصواتهم أمس في أول انتخابات رئاسية تجري بعد الإطاحة بالرئيس الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش وتولي سلطة مؤقتة موالية للغرب إدارة البلاد. وبينما أظهرت مؤشرات أولية إقبالاً كبيراً علي التصويت في معظم أنحاء أوكرانيا، فإن الانفصاليين المواليين لروسيا عرقلوا العملية الانتخابية في الأقاليم الشرقية التي تضم أكثر من مليوني ناخب. ففي إقليم دونيتسك - الذي يسكنه غالبية من الناطقين بالروسية ويقيم فيه 3.3 مليون ناخب مسجل- لم يتم فتح سوي 20 % من مراكز الاقتراع، كما أن مراقبين أوروبيين للانتخابات كانوا قد انسحبوا بشكل كبير من الإقليم - الذي أعلن استقلاله من جانب واحد عن أوكرانيا- حرصاً علي سلامتهم مشيرين إلي أن الانفصاليين يشنون حملة ترويع ضد مسئولي الانتخابات. وقال مسئولو انتخابات أوكرانيين أنهم استقبلوا 26% من الناخبين المسجلين في منطقة دونيتسك و16 % في منطقة لوجانسك. وأشارت وزارة الداخلية الأوكرانية إلي أن مسلحين في دونيتسك أشعلوا النيران في أحد مراكز الاقتراع. وأعلنت وزارة الخارجية الإيطالية مقتل الصحفي الإيطالي اندريا روتشيلي في منطقة سلافيانسك معقل الانفصاليين أثناء مواجهات وقصف بالهاون. ويحق لأكثر من 36 مليون أوكراني الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التي وصفها مراقبون بأنها الأهم منذ استقلال أوكرانيا عن موسكو قبل 23 عاماً. ويتنافس في الانتخابات واحد وعشرين مرشحاً بينهم اثنان من كبار الأثرياء وقوميون وشخصيات انبثقت من احتاجاجات مناهضة للنظام السابق وخصومهم الموالون لروسيا إضافة إلي يوليا تيموشنكو أحد رموز الثورة البرتقالية. وتشير استطلاعات الرأي إلي أن بيترو بوروشينكو الموالي للغرب وقطب صناعة الحلويات الملقب بملك الشيكولاتة هو المرشح الأوفر حظا للفوز، إذ سجلت شعبيته ارتفاعاً كبيراً حيث وضع قوته المالية والإعلامية في تصرف الاحتجاجات الموالية لأوروبا في كييف والتي أدت إلي سقوط يانوكوفيتش. وتعهد بوروشينكو بأنه سيقوم حال انتخابه بتسوية المشكلة مع روسيا والتعامل مع الحراك الانفصالي خلال ثلاثة أشهر. لكن التساؤل الأكبر هو إن كان سيحصل علي أكثر من 50 في المائة من الأصوات ليفوز من الجولة الأولي أم سيدخل في جولة إعادة مع أحد المرشحين في 15 يونيو المقبل. وقد يؤثر غياب أكثر من 15 في المائة من الناخبين في المناطق الشرقية - التي أعلنت استقلالها من جانب واحد عن أوكرانيا والموالية لروسيا- علي النتائج وقد يترك المجال لموسكو للتشكيك في شرعية الفائز حتي مع تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باحترام إرادة الناخبين. ونشرت السلطات في كييف نحو 55 ألف شرطي وعشرين متطوع لتأمين الانتخابات.