طلب ما يسمي "الجيش الوطني الليبي" الذي يقوده اللواء المتقاعد خليفة حفتر من المدنيين مغادرة مناطق في مدينة بنغازي قبل شن هجوم جديد علي المتشددين الاسلاميين وذلك بعد يوم من سقوط عشرات القتلي في أسوأ اشتباكات تشهدها المدينة الواقعة بشرق ليبيا منذ شهور. وشوهدت عشرات العائلات وقد حزمت أمتعتها وهي تخرج من المناطق الغربية من المدينة حيث دارت اشتباكات استمرت لساعات بين مقاتلين إسلاميين وبين قوات "الجيش الوطني الليبي". وكان حفتر - الذي شارك في الثورة علي نظام معمر القذافي في 2011 قد بدأ هجوما الجمعة الماضية علي من يصفهم ب "الارهابيين" في بنغازي التي اضحت معقلا لميليشيات اسلامية متطرفة.وقال حفتر إن قواته انسحبت بشكل مؤقت من بنغازي لاسباب تكتيكية. وأضاف خلال مؤتمر صحفي في بلدة الأبيار الواقعة شرقي بنغازي "سنعود بقوة." وقال إن قواته بدأت هذه المعركة وستواصل حتي تحقق أهدافها. ووصف الحكومة والبرلمان بأنهما غير شرعيين لانهما أخفقا في تحقيق الأمن. وقال إن الشارع والشعب في ليبيا معه. مشيرا إلي أن قواته انتشرت في عدة مناطق بشرق ليبيا. وقال حفتر إن 60 متشددا وستة من جنوده قتلوا كما أصيب 250 متشددا و37 من رجاله.من جانبه، قال محمد الحجازي المتحدث الرسمي باسم قوات حفتر أن هدوءا حذرا يسود بنغازي بعد اشتباكات وقعت أمس الأول. وأضاف أن" العمليات العسكرية لازالت مستمرة وسيكون هنالك تحرك لقواتنا في الساعات القادمة".وجدد حجازي تحذيره للمواطنين المدنيين عدم الاقتراب من أماكن الاشتباك. ورغم إعلان الجيش الليبي منطقة حظر طيران فوق بنغازي إلا أن طائرة حربية أغارت علي مجموعة من المسلحين شمال غرب المدينة بدون وقوع ضحايا، بحسب أحد الثوار السابقين الذي قال إن "الطائرة اخطأت هدفها". من جهة أخري، نقلت قناة "العربية" عن مصادر لم تسمها أن الجزائر وضعت أربعين ألف جندي من قواتها في حالة تأهب علي الحدود الليبية إثر تردي الأوضاع الأمنية. وكشفت المصادر أن الجزائر اتخذت هذه الخطوة بسبب المحاولات المتكررة لإدخال السلاح عبر الحدود.وفي تونس، بحث مجلس الأمن الوطني التونسي اتخاذ "اجراءات استباقية" تحسبا لتدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا. وقال وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو إن الإجتماع الطارئ لمجلس الأمن الوطني "تناول إتخاذ إجراءات إستباقية إزاء إمكانية تأثير الوضع الأمني المتدهور في ليبيا علي تونس".