بعد تسارع وتيرة الأحداث فى ليبيا طلب الجيش الوطنى الليبى من المدنيين، مغادرة مناطق فى مدينة بنغازى قبل شن هجوم جديد على المتشددين الإسلاميين، وذلك بعد يوم من سقوط عشرات القتلى فى أسوأ اشتباكات تشهدها المدينة الواقعة بشرق ليبيا منذ شهور. وشوهدت عشرات العائلات، وقد حزمت أمتعتها وهى تخرج من المناطق الغربية من المدينة، حيث دارت اشتباكات استمرت لساعات الجمعة الماضية بين مقاتلين إسلاميين وقوات تتبع اللواء المتقاعد المنشق، خليفة حفتر، وتعمل بعيدا عن قيادة الجيش الليبى. هذا وأفادت مصادر امس أن الجزائر استنفرت أربعين ألف جندى من قواتها على الحدود الليبية إثر تردى الأوضاع الأمنية، وكشفت المصادر أن الجزائر اتخذت هذه الخطوة بسبب المحاولات المتكررة لإدخال السلاح عبر الحدود. يُذكر أن الجزائر كانت قد أغلقت سفارتها فى ليبيا أيضا على إثر تهديدات أمنية. وإلى ذلك، قال «حفتر»، الذى كان يرتدى زيا عسكريا، إن القوات التابعة له انسحبت بشكل مؤقت من بنغازى لأسباب تكتيكية، مؤكدا أن الحكومة والبرلمان غير شرعيين لأنهما أخفقا فى تحقيق الأمن. وصرح للصحفيين فى ناد رياضى فى بلدة الأبيار الصغيرة الواقعة شرق بنغازى قائلًا: «سنعود بقوة»، مضيفًا أن قواته بدأت هذه المعركة وستواصل حتى تحقق أهدافها. إلا أن السلطات الحكومية اعتبرت العملية «خروجًا عن شرعية الدولة وانقلابًا عليها يقوده المدعو خليفة حفتر»، حسب بيان قرأه رئيس المؤتمر الوطنى العام نورى أبو سهمين.