هناك مثل يقول: المشاكل لا تأتي فرادي ويبدو أن هذا المثل ينطبق علينا في مصر، خلال هذه السنوات العجاف، والتي نتمني ان يخلصنا الله منها علي خير. فبينما نعاني من الارهاب الاسود الذي يهددنا في كل مكان، والغلاء المتوحش، والنفوس الضعيفة، اذ نجد جريمة جديدة تنتشر وتزداد وتتفاقم تحدث لاطفالنا الابرياء- بنات وصبيان- في عمر الزهور ملائكة تمشي وتعيش بيننا تعطينا أملا وحبا في المستقبل. هناك حوادث اغتصاب أعلن عنها وكتبت عنها الصحف، وهناك حوادث اخري لم يعلن عنها وشعر اصحابها وعائلاتهم بحرج الفضيحة فكتموا السر واحتفظوا بالحزن.. هذه الجريمة البشعة واللا انسانية اصبحت ظاهرة منتشرة في كل مكان، بل وفي محافظات الصعيد التي كانت تعرف العيب والواجب والشرف والدين، لقد انتشرت هذه الجريمة لتصبح ظاهرة خطيرة يجب ان يهب المجتمع كله لاستنكارها ومعالجتها والقضاء عليها.. بعض الشباب الذي يعتبره القانون في سن الطفولة حتي 18 سنة يرتكب هذه الجريمة النكراء وهو يعلم ان قانون الطفولة لن يمسه بشيء أو بعقاب، وهنا لابد ان يدرس هذا القانون بموضوعية وعلي ضوء هذه الجرائم حتي يعدل ويعاقب مرتكب هذه الجريمة بالعقاب الصارم الذي يمنع الجريمة ويهدد كل من يرتكبها.. الاباء والامهات وأولياء الامور يجب ان ينبهوا ابناءهم ويرشدوهم ويرصدوا حركاتهم وخروجهم وينصحوهم كيف يتعاملون مع هؤلاء المجرمين المرضي ليتخلصوا منهم؟. المدرسة عليها دور كبير في توعية الاطفال بهذه الجريمة وليس عيبا ان نشرح لهم هذا الذي يحدث لهم حتي يتعرفوا علي ابعاد الجريمة بدلا من ان يصدموا بها دون معرفة. المسجد والكنيسة عليهما واجب ضخم في توعية الشعب كله، وشرح موقف الدين من هذا الشذوذ البشع في الجنس وجريمة القتل، وان هذه الجريمة ليست واحدة بل هي عدة جرائم مجتمعة فهي خدش لحياء الاطفال واغتصاب براءتهم وضياع مستقبلهم ثم قتلهم، وكل جريمة لها عقابها بحكم القانون. اننا نريد من رجال الدين ان يتفرغوا لدعوة الناس الي الايمان الحقيقي والتعليق بالخير والقيم الاخلاقية الدينية التي تحافظ علي المجتمع وتصون سلامته ومستقبله، وتحافظ علي اطفالنا الابرياء وتعدهم لمستقبل مصر البارز الزاهر المزدهر ان شاء الله، وهذا هو دورهم وعملهم ورسالتهم في المجتمع. وهل ننكر دور وسائل الاعلام في هذا المجال وتكوين رأي عام مستنير لهذه المشكلة بالوسائل المختلفة من اغنيات وتمثيليات وحوادث! انها ضرورة بعد ان تفاقمت المشكلة واصبحت ظاهرة مخيفة تهدد الطفولة والمجتمع. المهم اننا نبني مجتمعنا من جديد بعد ان اصابه السوء من الجماعة الارهابية الدكتاتورية والجاهلية ولا شك ان هذه الظاهرة جزء كبير منها من اثارهم المدمرة للمجتمع. وانتشارها يدل علي ذلك في السنوات الاخيرة، ولابد ان نقتلع جذورها حتي ننظف المجتمع منها ومن هؤلاء المجرمين، ثم هل اطلب من كليات الاداب والدراسات الانسانية بالجامعات دراسة هذه الظاهرة الخطيرة دراسة اكاديمية مستفيضة والخروج بنتائج ايجابية نافعة نطبقها في المجتمع لتجنبها؟! أرجو ذلك