البابا تواضروس الثانى يصلى الجمعة العظيمة فى الكاتدرائية بالعباسية..صور    إسكان النواب: مدة التصالح فى مخالفات البناء 6 أشهر وتبدأ من الثلاثاء القادم    أحمد التايب لبرنامج "أنباء وآراء": موقف مصر سد منيع أمام مخطط تصفية القضية الفلسطينية    أمين اتحاد القبائل العربية: نهدف لتوحيد الصف ودعم مؤسسات الدولة    نشرة الحصاد الأسبوعي لرصد أنشطة التنمية المحلية.. إنفوجراف    الشكاوى الحكومية: التعامُل مع 2679 شكوى تضرر من وزن الخبز وارتفاع الأسعار    وزارة الصحة توضح خطة التأمين الطبي لاحتفالات المصريين بعيد القيامة وشم النسيم    برواتب تصل ل7 آلاف جنيه.. «العمل» تُعلن توافر 3408 فرص وظائف خالية ب16 محافظة    أبرزها فريد خميس.. الأوقاف تفتتح 19 مسجدا في الجمعة الأخيرة من شوال    الذهب يرتفع 15 جنيها في نهاية تعاملات اليوم الجمعة    محافظ المنوفية: مستمرون في دعم المشروعات المستهدفة بالخطة الاستثمارية    حركة تداول السفن والحاويات والبضائع العامة في ميناء دمياط    عضو «ابدأ»: المبادرة ساهمت باستثمارات 28% من إجمالي الصناعات خلال آخر 3 سنوات    الاستعدادات النهائية لتشغيل محطة جامعة الدول بالخط الثالث للمترو    المنتدى الاقتصادي العالمي يُروج عبر منصاته الرقمية لبرنامج «نُوَفّي» وجهود مصر في التحول للطاقة المتجددة    نعم سيادة الرئيس    السفارة الروسية بالقاهرة تتهم بايدن بالتحريض على إنهاء حياة الفلسطينيين في غزة    المحكمة الجنائية الدولية تفجر مفاجأة: موظفونا يتعرضون للتهديد بسبب إسرائيل    حاكم فيينا: النمسا تتبع سياسة أوروبية نشطة    المقاومة الفلسطينية تقصف تجمعا لجنود الاحتلال بمحور نتساريم    سموحة يستأنف تدريباته استعدادًا للزمالك في الدوري    بواسطة إبراهيم سعيد.. أفشة يكشف لأول مرة تفاصيل أزمته مع كولر    الغندور: حد يلعب في الزمالك ويندم إنه ما لعبش للأهلي؟    مؤتمر أنشيلوتي: عودة كورتوا للتشكيل الأساسي.. وسنحدث تغييرات ضد بايرن ميونيخ    تشافي: نريد الانتقام.. واللعب ل جيرونا أسهل من برشلونة    «فعلنا مثل الأهلي».. متحدث الترجي التونسي يكشف سبب البيان الآخير بشأن الإعلام    "لم يحدث من قبل".. باير ليفركوزن قريبا من تحقيق إنجاز تاريخي    بسبب ركنة سيارة.. مشاجرة خلفت 5 مصابين في الهرم    مراقبة الأغذية تكثف حملاتها استعدادا لشم النسيم    كشف ملابسات واقعة مقتل أحد الأشخاص خلال مشاجرة بالقاهرة.. وضبط مرتكبيها    إعدام 158 كيلو من الأسماك والأغذية الفاسدة في الدقهلية    خلعوها الفستان ولبسوها الكفن.. تشييع جنازة العروس ضحية حادث الزفاف بكفر الشيخ - صور    تعرف على توصيات مؤتمر مجمع اللغة العربية في دورته ال90    لأول مرة.. فريدة سيف النصر تغني على الهواء    فيلم "فاصل من اللحظات اللذيذة" يتراجع ويحتل المركز الثالث    الليلة.. آمال ماهر فى حفل إستثنائي في حضرة الجمهور السعودي    في اليوم العالمي وعيد الصحافة.."الصحفيين العرب" يطالب بتحرير الصحافة والإعلام من البيروقراطية    عمر الشناوي ل"مصراوي": "الوصفة السحرية" مسلي وقصتي تتناول مشاكل أول سنة جواز    مواعيد وقنوات عرض فيلم الحب بتفاصيله لأول مرة على الشاشة الصغيرة    دعاء يوم الجمعة المستجاب مكتوب.. ميزها عن باقي أيام الأسبوع    المفتي: تهنئة شركاء الوطن في أعيادهم ومناسباتهم من قبيل السلام والمحبة.. فيديو    خطيب المسجد الحرام: العبادة لا تسقط عن أحد من العبيد في دار التكليف مهما بلغت منزلته    مديرية أمن بورسعيد تنظم حملة للتبرع بالدم بالتنسيق مع قطاع الخدمات الطبية    بعد واقعة حسام موافي.. بسمة وهبة: "كنت بجري ورا الشيخ بتاعي وابوس طرف جلابيته"    خطبة الجمعة اليوم.. الدكتور محمد إبراهيم حامد يؤكد: الأنبياء والصالحين تخلقوا بالأمانة لعظم شرفها ومكانتها.. وهذه مظاهرها في المجتمع المسلم    بيان عاجل من المصدرين الأتراك بشأن الخسارة الناجمة عن تعليق التجارة مع إسرائيل    قوات أمريكية وروسية في قاعدة عسكرية بالنيجر .. ماذا يحدث ؟    ضبط 2000 لتر سولار قبل بيعها بالسوق السوداء في الغربية    التعليم العالي: مشروع الجينوم يهدف إلى رسم خريطة جينية مرجعية للشعب المصري    محافظ المنوفية: 47 مليون جنيه جملة الاستثمارات بمركز بركة السبع    إصابة 6 سيدات في حادث انقلاب "تروسيكل" بالطريق الزراعي ب بني سويف    وزير الصحة: تقديم 10.6 آلاف جلسة دعم نفسي ل927 مصابا فلسطينيا منذ بداية أحداث غزة    نقيب المهندسين: الاحتلال الإسرائيلي يستهدف طمس الهوية والذاكرة الفلسطينية في    «الإفتاء» تحذر من التحدث في أمور الطب بغير علم: إفساد في الأرض    إصابة 6 أشخاص في مشاجرة بسوهاج    الفلسطينيون في الضفة الغربية يتعرضون لحملة مداهمات شرسة وهجوم المستوطنين    رئيس اتحاد الكرة: عامر حسين «معذور»    الغدة الدرقية بين النشاط والخمول، ندوة تثقيفية في مكتبة مصر الجديدة غدا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العنف الأسري
نشر في شموس يوم 28 - 03 - 2014

أتكلم دائماً عن العنف، و كأني لا أرى غيره، أصبحت أراقبه في كل خطوة، في كل سلوك، في كل شارع، و بيت، و مدينه.
أتابع الناس، و كأني أدرسهم، أسأل الأطفال و الشباب و السيدات، حتى أتهمت بالحشرية، إلا أنني فرحت لكمية الثقة و الشفافية التي حظيت بها من كل من قابلتهم، أحترم خصوصيتهم، وما كانت أسئلتي إلا إهتماما وحرصا و محبة لنفتش عن الحلول.
واليوم سأناقش معكم موضوع العنف الأسري الذي لو ركزنا لوجدناه قديما قدم البشرية ، فأول جريمة منذ بدء الخلق كانت جريمة أسرية، حين قتل الأخ أخاه، فهل بعد قصة قابيل و هابيل من دليل على تفشي هذه الظاهرة!!!
العنف الأسري سلوك منحرف هدام ، يمثل مشكلة اجتماعية تهدد أمن الفرد والجماعة. ويعتبر عاملا رئيسيا في إفراز أشخاص منحرفين ، يشكلون خطراً على حياه الآخرين، ويمثلون عنصر قلق واضطراب على المجتمع ككل .
والعنف الأسري يعرف أيضا أنه شكل من أشكال التصرفات السلوكية صادرة من أحد أفراد الأسرة ضد فرد آخر من أفرادها ومن أبرز صوره :- - العنف الجسدى:- مثل الضرب أو الدفع أو الخنق أو اللكم أو الصفع على الوجه ..إلخ، وينتج عنها معاناة للمعتدى عليه، قد تكون جسدية مثل الألم أو الجرح، وقد تكون نفسية مثل الخوف.
كما يشتمل أيضا العنف الجسدى بعض السلوكيات الأخرى، والتى لاتمتد لجسد المعتدى عليه بشكل مباشر، ولكن تؤثر عيله بصورة أو باخرى، مثل الحرمان من الطعام أو النوم أو الرعاية الطيبة، أو تشجيعه على تناول بعض المواد الضارة على غير رغبته أو إرادته مثل المخدرات أو الخمر..إلخ.
ويشتمل العنف الجسدى الغير مباشر أيضا العنف الذى يوجهه الجاني للأطفال المعتدى عليهم، أو الحيوانات الأليفة التى يحبها بهدف إيذائه نفسيا .
ويعرف العنف الجسدى عامة أنه أى أذى جسدى يعانى منه المعتدى نتيجة سلوك الجانى . ولا يقتصر العنف الأسري على الإصابات الجسدية الظاهرة، بل يتعداها ليشمل أموراَ أخرى، كالتعريض للخطر، أو الإكراه على الإجرام، أو الاختطاف، أو الحبس غير القانوني، أو التسلل، أو الملاحقة والمضايقة.
وهناك العنف النفسي:- وصوره متعددة مثل الإعتداء العاطفى من قبل رجل لامرأة أو الاعتداء على الأطفال جسدياً لأغراض قذرة ، السيطرة أو الاستبداد أو التخويف أو الملاحقة والمطاردة، كما يشتمل علي الاعتداء السلبي :- مثل الإهمال, أوالحرمان الاقتصادي . - كما يشتمل العنف الأسرى : الإهانة اللفظية مثل الشتم أو اللوم أوالسخرية أو الإزداء أو الإنتقاد الهدام، ولكن هناك أيضاً أشكال أقل وضوحاً للإهانة اللفظية، مثل التعبيرات اللفظية التي تبدو سليمة وخالية من الإساءة ظاهرياً، وتحمل في طياتها محاولات للإهانة أو للاتهام ظلماً أو للتلاعب بالآخرين للقيام بافعال غير مرغوبة أو لإشعارهم بأنه غيرمرغوب بهم، أو أنهم غير محبوبين، أو لتهديد الآخرين مالياً .
والإهانة اللفظية يمكن الإشارة لها أيضاً على أنها فعل تهديدى وهذا يُعتبر عنف . العنف الأسري يصاحبه حالات مرضية كإدمان الخمور والأمراض العقلية والمصاب بها الجانى ، والتوعية تعتبر من الأمور الهامة في علاج العنف الأسري والحد منه .
وجميع أشكال العنف الأسرى لها هدف واحد هو السيطرة على الضحية والحفاظ عليها. ويستخدم الجانى أساليب كثيرةً مثل ممارسة قوته على الزوج أو الشريك :- كالسيطرة ، والإذلال ، والعزل ، والتهديد ، والتخويف، والحرمان، واللوم.
وتتنوع ظاهرة العنف الأسري بين أشكال عديدة ، فهناك العنف الذي يتعرض له الأطفال سواء بالإهمال وسوء التربية أو الضرب والتعذيب، وهناك العنف المتبادل بين الآباء والأولاد، وبين الآباء والأمهات، وبين الأخوة والأخوات، بل وقد أمتد العنف خارج نطاق الأسرة الصغيرة إلي الأقارب والأصهار من عداوة وعنف في مابينهم.
وهناك العنف الذي تتعرض له الزوجات من الأزواج، ويتمثل في سوء المعاملة والضرب والتعذيب، ولكم أن تدركوا أن الأبواب المغلقة، خلفها حكايات كثيرة، وهذا النوع من العنف يؤثر على الأولاد، وبالتالي على المجتمع ككل.
وقد طفت على السطح حديثاً ظاهرة العنف الجسدي بالاعتداء بين المحارم و خاصة الاطفال منهم. بل هناك ظاهرة خطيرة للعنف الأسري تتمثل في إيذاء كبار السن من الآباء والأمهات ، رغم أن المولى عز وجل قد أوصانا بهم خيراً في قوله تعالى وهو ما يظهر في قوله تعالي: " ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا" الأحقاف 15 ، وقوله في كتابه الحكيم: "وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا "العنكبوت 8.
وانتشرت في الآونة الأخيرة جرائم غريبة فى المجتمع العربي ، والذي يشهد أبشع أنواع العنف من قتل واعتداء وخطف وسرقة وتعدي على النفس والممتلكات.
وأكدت إحصائيات أن العام الحالي 2013 شهد أكثر من 92 جريمة في أحد البلدان العربيه الكبرى، وفي الربع الثاني وصل عدد الجرائم إلى 83 جريمة أسرية، وأن 92 % منها تندرج تحت مسمى جرائم الشرف، وهي جرائم يرتكبها الأزواج أو الآباء أو الأشقاء بدافع الغيرة على الشرف وغسل العار رغم براءة المجني عليهم، فما كانت إلا شكوكا مريضة، او افتراءات يراد منها الانتقام أو تصفية الحسابات، و ربما تحت تأثير الخمور أو المخدرات أو حتى بسبب مرض نفسي، أو خلل بالتربية.
كما أن 70 % من هذه الجرائم ارتكبها الأزواج ضد زوجاتهم، و 20 % ارتكبها الأشقاء ضد شقيقاتهم، بينما ارتكب الآباء 7 % منها ضد بناتهم، و3 % ارتكبها الأبناء ضد أمهاتم.
وتؤكد الإحصائيات أن 70 % من هذه الجرائم ، وقعت تحت دعاوى الشرف ، وللأسف لم يكن فيها حالة تلبس، وإنما اعتمد من ارتكبها على الشائعات وهمسات الجيران والأصدقاء حول سلوك المجني عليهم ، وأضافت الدراسات أن تحريات المباحث في 60 % من هذه الجرائم أكدت سوء ظن الجاني بالضحية، وأنها فوق مستوى الشبهات،
أما بالنسبة لطريقة ارتكابها و الوسائل والسلاح المستخدم، فقد أوضحت الدراسات أن 53 % من هذه الجرائم ، ارتكبت باستخدام السكين أو المطواة أو الساطور، وأن 11 % منها تمت عن طريق الإلقاء من مرتفعات، وحوالي 9 % منها بالخنق سواء باليد أو الحبال، و8 % بالسم، و 5 % بالرصاص، و 5 % نتيجة التعذيب حتى الموت.
وبعيدا عما يسمى بجرائم الشرف؛ يجب أن نتعاون جميعا ، في تربية الجيل الجديد بالعلم والثقافة الدينية المعتدلة، كما يجب إعادة النظر في القوانين الخاصة بهذه المواضيع بحيث يتم سن قوانين تحفظ للمرأة كرامتها كما تحفظ حق الرجل، وتدافع عن البريء وتظهر الحق، كما أن القصاص للظالم سيردع المعتدي القادم، وانصاف البريء سيعطي الأمل لكل فرد من أفراد المجتمع بأنه يعيش في دولة تضمن له حق العيش بأمان و سلام، وتحفظ له حقوقه، وتدافع عنه، فليست الدوله المدني' بمبانيها فقط بل ببناء الإنسان الذي يقوم ببناء الحجر و بناء المستقبل.
كما يجب فتح فرص العمل للشباب وإتاحة الفرص لهم ليخفف ذلك من وطأة العزل في مجتمعهم كما إن ثبات ذواتهم يساهم في رجاحة تفكيرهم، ويضفي صبراً و حكمة وتأني في إتخاذ القرار وفي التفكير وحسن التدبير، ويجعلهم قادرين على الحكم على الأمور وعدم الإندفاع العشوائي.
كما يجب توعية الناس من خلال إقامة الندوات وحلقات النقاش ، التي تهتم بمشاكل الأطفال والشباب ، وتقديم دراما تلفزيونية بعيدة عن العنف والقتل والسرقة ، ونشر روح المحبة والاحترام والتفاهم بين أفراد الأسرة ، ورعاية أطفال الشوارع ، تلك كلها محاولات ومشاريع يجب أن تقوم بها الدولة بالتعاون مع الجهات المسؤولة. وتفيد الإحصائيات أن المسبب الرئيسي للجرائم بشكل عام والجرائم الأسرية بشكل خاص هو مثلث الفقر والبطالة والجهل.
وأشارت دراسة للمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بأحد البلدان العربية، إلى أن حوالي 63 % من الجرائم باتت ترتكب داخل الأسرة". وأصبحت الجرائم الأكثر شيوعاً هي في داخل البيت او في إطار الاسرى و العائلى و دائرة الأقارب.
كم بشعا هذا التفكك الاسري!!! كم صعبا أن يكون الغريب أحن عليك من القريب!! كم مريبا أن تأتيك الطعنة من أقرب الناس إليك!!
ومهما كانت البيئة التي نشأ فيها المجرم، مهما كانت الاسرى مفككة، مهما كانت الطريقة التي تلقى فيها المجرم تربيته وهو صغير، ومهما كانت حياته صعبة و بها معاناة أو حرمان سواء عاطفي أو مادي، فكل هذا لا يساوي عذاب الضمير وغضب الله وعقاب القانون، كل هذا لا يساوي فطرة الله التي فطرنا عليها فطرة الخير و المحبة و خاصة للأهل و الأقارب، فهل نهاية العالم أن نسمع قصصا كثيرة ونماذج بشعة تفيض بالغرابة.
سأتصور قصصا أبتدعها من عقلي أمثلة ونماذج لكن تأكدوا أنها موجوده بالواقع:- - بنت تقتل أمها لتأخذ ذهبها و تبيعه لتجهز نفسها للزواج - ابن يحبس والده ليجبره على التوقيع له بالتنازل عن البيت الذي يسكن به - أخت تقتل زوجة أخيها غيرة منها ظناً منها أنها أخذت الأخ من أخته - زوج يقتل زوجته لأنها فتحت الباب للبقال الذي أحضر لها الحاجيات, وتصور أنها على علاقه معه - زوجة تضع السم لزوجها كونها اكتشفت خيانته لها مع امرأة أخرى - أب يقتل ابنته ظناً منه أنها حامل وأتضح بعد القتل أنها تعاني من انتفاخ بالبطن بسبب حساسيه وغازات - أخ ينادي أخته بألفاظ مشينه ليطلب منها أن تحضر له الطعام - أخت تحرق ملابس أختها المخطوبة غيرة منها - عمه توقع الفتنة بين أخيها و إبنته، وتقنعه بأن ابنته سيئة ظلماً و بهتاناً لرفضها الزواج من إبنها - أم تفرق بالتعامل بين ابنتها و ابنها، كونها تفضل الذكور على الإناث - أب يزدري ابنه و يقسو عليه كونه من ذوي الاحتياجات الخاصة - أم تحبس ابنتها خجلا بها أمام الناس كونها قبيحة الشكل - زوج يضرب زوجته بسبب أن مزاجه معكر - أم تضرب أطفالها لأنهم لا يستجيبون للدروس التي تستذكرها معهم - بنت تصرخ في وجه أمها عقوقاً وعدم تربية منها.
الأمثله كثيرة و الحالات كثيرة بين الاب و الام، أو بين الاب و الام مع الأبناء أو بين الأبناء فيما بينهم، أو بين الأبناء ضد الأم و الاب، فكلها عنف أسري، وهناك نوع من العنف الاسري يظهر في قيام أهل الزوج أو أهل الزوجة بالتدخل بحياة أبنائهم المتزوجين، وتنغيص عيشتهم، وزرع المشاكل والفتن والشكوك وتحريضهم على بعضهم بعض وتعليمهم الخطأ، وإعطائهم النصائح الفاسدة و الغير مجدية، بل وتحريضهم على التقصير العاطفي و المادي و المعنوي تجاه الطرف الآخر، أحيانا بوجه طيب يدعي المحبة و الخير، وأحيانا بالحرب المعلنة.
كما أن هناك عنفا أسريا يخرج من قبل أهل الزوجه عندما يعلمون أن ابنتهم مهانة أو يقوم زوجها بإيذائها، فيكون رد فعلهم العين بالعين و ربما العين بالعينتين، ويقومون بنظرهم برد اعتبار وكرامة ابنتهم بالدفاع عنها وتخويف الزوج أو تهديده أو ضربه، ويصل الأمر أحيانا لقتله، و العكس صحيح، فقد يكون أهل الزوج هم المعتدين على الزوجة ظناً منهم أنهم يدافعون عن ابنهم. و كون هذه الامور أكثر ظهوراً بالمجتمعات العشائرية والقبلية، ولكنها موجودة في البلدان العربية كلها بنسب متفاوتة.
وبعودتنا للعنف الاسري بشكل عام نجد أن أسبابه تعددت، كما ان هناك أسبابا استجدت على المجتمع لم تكن موجوده سابقاً، فربما جاءت بها التكنولوجية و استوردتها العولمة مع ما استوردته من حسنات وسيئات مثل العنف المتولد عن ما يشاهده الناس عبر وسائل الاعلام والقنوات الفضائية والانترنت والعاب العنف المشهورة في المواقع التي تسبب ادمانا أو هوسا أو عصبية أو حماسا شديدا.
تعود الناس على مناظر الدم والقتل والانفجارات سهلت الجرائم على نفسيات الناس، ولم يعد الموت امرا عظيما ولم يعد مشهد البكاء و الحزن لذوي الميت مستغرباً، فاعتادت الناس على الحرب والقتل والارهاب، فجميع هذه اللقطات تبث من كل مكان داخل بيتك، وصارت مألوفة و معتادة.
وهناك أسباب أخرى لحدوث هذه الجرائم ، مثل الشعور العام بالإحباط، وتعلم العنف من خلال تقليد سلوكيات أو مشاهد عنيفة ، فضلا عن التفكك الاجتماعي ، الذي نتجت عنه ظواهر خطيرة ، مثل الزواج العرفي، وانتشار العلاقات الغير محترمة التي تشعر الشخص بتأنيب الضمير وبفقدان الثقة بالنفس واستسهال اذية نفسه و عدم احترامه لشرفه وكرامته بفعل الرذائل سيشعره بأنه آذى نفسه، فما المشكلة بأذية غيره فغيره ليسوا أعز من نفسه عليه، وبعضها ينتج عنه ولادة أطفال تحاول الأمهات التخلص منهم وهذا ايضا نوع من انواع العتف الاسري أو العنف ضد الاطفال. و يمكن ان ندرج له مصطلح جديد و هو العنف ضد الارواح كون الطفل الجنين في بطن أمه لم يكتمل نموه بل هو مازال روح فتزهق روحه تبعاً لاخطائه و نزواته.
وهناك أسباب نفسية تدعو للعنف الاسري، منها الصدمات النفسية، أو الانفصام بالشخصية، أو الانهيارات العصبية، أو الأمراض العقلية، أو مواقف يتعرض لها الجاني فتسبب له الضغوط المفاجئة والغضب و عدم السيطرة على الذات. وكذلك الحالة العقلية له.
كما ان السن له تأثير على الانفعالات خاصة في مرحلة المراهقه، وقد أثبتت الدراسات أن هناك علاقة بين سن النمو والعنف المنزلي في مرحلة البلوغ . ووجدت أيضاً أن هناك ارتفاعا في حالات الأمراض النفسيّة بين ممارسي ومرتكبي العنف بتشخيصه الطبي أي أنها علاقة طردية فمن يمارس العنف لا بد أه يعاني من خلل نفسي، و أن مارس العنف لأغراض و دوافع أخرى على سبيل المثال تحت الضغط أو الإجبار فيتسبب له بمشاكل نفسية عديدة.
وهناك عدة مؤثرات على العنف الأسري أولها أخلاقي و تربوي، ثانيها اقتصادي، ثالثها التفسيرات الدينية، ورابعها القانون و عقوبة الدولة، وفي اعتقادي أن الأمر يختلف من بلد لآخر، ففي بعض البلدان يكون السبب الرئيسي للعنف الأسري هو الإنفلات الأخلاقي و التفكك الأسري وتعاطي الخمور و المخدرات وبعض البلدان الفقيرة تكون الحالة الاقتصادية هي العامل الرئيسي الذي يدفع المحبطين إلى العنف حين تضيق بهم الدنيا، وتقفل جميع الابواب كما أن الحالة المادية السيئة عادة يتبعها تعليم منخفض، أو منعدم وجهل و بيئة اجتماعية مليئة بالمشاكل والمعايير الغير متطورة أو متماشية مع الزمن.
وتكمن المشكلة لدي بعض البلدان في الفهم الخاطيء للتعاليم الدينية، والتزامهم وتمسكهم بمعتقدات اعتقدوا أنها صحيحة من تعنيف للمرأة، والأطفال، حيث يعتقد الرجال أن ضرب نسائهم وأطفالهم سلوك ديني مقبول، ومبني على أوامر إلاهية، بل و طريقة للتربية و التأديب، من هنا يجب العمل على إصلاح المفاهيم الخاطئة بخطاب ديني معتدل، وملتزم بقيم المحبة، و التسامح، و اللين التي أمرت بها الديانات كلها، وتأكيد أن رسالة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام رسالة سلام ومحبة، تبدأ من البيت، عندما قال جئت لأتمم مكارم الأخلاق، فهل سيسمح من جاء ليتمم مكارم الأخلاق بالتعاملات الغير أخلاقية بين أفراد الأسرة الواحدة، أو بين الناس ككل ! بالطبع لا فالرسول ظل لآخر لحظة يوصي بالنساء و بالضعفاء و بالتعامل الطيب، كما سيدنا المسيح عليه السلام و باقي الانبياء، فمن يعنف أهله سيصبح منبوذاً في مجتمعه، و غير مقبول، مما سيؤثر على عمله وعلاقاته وحياته ككل، ناهيك عن الأمراض التي قد يصاب بها نفسياً و جسدياً و عذاب الضمير لمن يمتلك ضمير، ومن ثم سيؤثر على ظرفه الإقتصادي، و يصبح عالة على المجتمع، كما عالة على الدولة، من حيث أنه عنصر غير منتج بل و مخرب.
وفي داخل الأسرة نفسها هناك عوامل مؤدية للعنف الأسري قد تنبع من علاقاتهم فيما بينهم، العلاقة بين الوالدين، العلاقة بين الأخوة والأخوات، العلاقة بين الوالدين والأبناء. والإنسجام علي هذه الحال بين الزوجين والمحبه والتفاهم بينهما أمر مهم جداً، لبناء طفل سليم، وكلما كانت العلاقة سوية و طبيعية بين الوالدين أثمرت عن جو ملائم لتكوين طفل متزن و سليم، أما عدم الانسجام والخلافات وعدم المحبه والإحترام تؤدي الى طفل غير سوي نفسياً وسلوكياً، حيث أن تجاربه و معايشته لتلك الأجواء تترك أثراً جارحاً وصعباً في روحه، فهذا الصراع يفقده الشعور بالأمان والثقة بالنفس وحاجته من الحب والعطف والحنان مما يجعل منه عدوانياً مع نفسه أولاً، ومع أسرته ثانياً، ومع مجتمعه ثالثاً.
كما أن العلاقه بين الأخوة فيما بينهم أيضاً لها نفس الأثر و نفس النتائج فالعلاقه الجيدة بين الأبناء فيما بينهم وخاصة اذا زرع الأهل حباً متساوياً واهتماماً مماثلاً بين الاطفال منذ الصغر ولم يتم تفضيل أخ عن أخ أو أخ عن أخت مما يسبب كره و غيره وحزازيات، كلما كان الأبناء في مكان آمن بعيداً عن المشاكل النفسية وعن العنف فمثال على ذلك غيرة الأطفال التي تتسبب بالكثير من الحوادث فمن الممكن أن يؤذي الطفل أخاه الصغير نفسياً أو جسدياً بنسب تختلف من حالة الى أخرى قد تبدأ بالسب و الشتم و الركل و الضرب الخفيف والعض وشد الشعر الى إلقاء الألقاب الغير محببة والعزل والضرب المبرح أو الخنق أو الرمي من مكان مرتفع او الحرق وغيرها من الوسائل التي قد يجاهر الطفل بها أو يتمسكن ويدعي البراءة.
وخلاصة القول، العنف يعتبر ناتجاً عن ظروف اجتماعية، تتمثل في أوضاع عائلية أو ظروف العمل أو ضغوطه أو حالات البطالة أو التفرقة بأشكالها المختلفة، وغير ذلك من العوامل الاجتماعية والاقتصادية . والعنف الأسرى له آثار عديدة منها :- 1- أثار على الطفل ونموه عاطفيًا ، اجتماعيًا ، سلوكيًا وكذلك إدراكيًا. لأن بعض المشاكل العاطفية والسلوكية قد تكون ناتجة بسبب العنف الأسرى وقد تؤدى زيادة في العدوانية ، القلق ، وتغيرات فى تعامل الطفل مع زملائه ، والعائلة.
وقد تسبب هذه التجارب المؤلمة الاكتئاب ، وهبوط في احترام الذات. فالعنف الأسري كا ذكرت له أشكال عديدة ومتنوعة، منها العنف ضد النفس، لو حسب نفسه فرداً في أسرته، فالعنف ضد نفسه سيكون ضمن العنف الأسري، خاصة أن عنف فرد من أفراد الأسرة تجاه نفسه سيؤدي حتماً لأذيتها بشكل أو بآخر، وبالتالي شخص متضرر ضمن نسيج متجانس في بيت واحد سيكون له أثراً على باقي أفراد الأسرة، وستكون عدوة الأذية هي الخطوة التالية.
وهناك العنف ضد الأطفال خاصة كونهم عنصرا ضعيفا يمكن الضغط عليه وتخويفه و تهديده كما لا يمكنه الإعتماد على نفسه ولا تحمل مسؤوليتها، فهو مجبر على الرضوخ للأمر الواقع، والمراهقين وسوء معاملتهم من قبل الآباء سواء كانت رعاية أو تغذية أو علاج أو خلافه، فهذه المرحلة خطرة وتحتاج إنتباها شديدا، فالعنف يبدأ من الإهمال و عدم أداء الواجب تجاه هؤلاء الشباب الأقرب للطفولة.
أما العنف المتبادل بين الأولاد بعضهم البعض، ربما يلازمهم للكبر من عقد ورواسب ليس سهلا التخلص منها. أما العنف من الأولاد لآبائهم وأمهاتهم في إساءة التعامل معهم خاصة في مراحل السن المتقدمة للآباء فهو من أبشع أنواع العنف، وقد تكلمت عنه بموضوع منفصل العنف ضد كبار السن إلا أن الموضوع هنا يشمل الأم والأب مهما كانت أعمارهم حتى وإن كانوا في شبابهم فأحيانا القوة و الضعف لا يعتمدان على السن أو القوة البدنية بل أحيانا كثيرة يكمن الضعف بالشخصية او بالموقف نفسه او تحت تأثير سلاح او ظروف إجتماعية يصعب مواجهتها أو الإعتراف بها أمام المجتمع.
وتؤثر العلاقة بين الوالدين والأبناء بشكل كبير في ظاهرة العنف الأسري ، من هنا يمكن القول إن العلاقات الخاطئة بين الوالدين والطفل من خلافات واحتكاكات بين الوالدين والطفل يؤدي إلي سوء التكيف، وهو سلوك يهدد أمان الطفل ويتركز لديه الشعور بالشك وبأنه وحيد ويجعل الطفل في حاله خوف من هؤلاء الذين يكونون عالمه، وأنهم بدل من أن يقفوا إلي جانبه فهم يعادونه وعلى استعداد للتخلي عنه أو تحقيره وعدم الإيمان بقدراته. ويبدأ الطفل بالخوف و الإحساس بالفشل وعدم الثقه بالنفس ومن ثم يتحول لمرحلة السلوك العدواني ورد الفعل الغير متوقع والتمرد، ويبدأ بظهور عوارض جسدية ونفسية وسلوكية، بدءاً من السرحان و الشرود والشعور بالاضطهاد، وانه غير محبوب، ويبدأ بالإنغماس بعالمه والكذب و إختلاق المشاكل والتهتهة والتبول اللاإرادي والسرقة و الخوف وكوابيس الليل وبالطبع أن بعضها متناقض مع بعض، فهي لا تظهر جميعها على نفس الشخص، بل يظهر بعضها، فكل شخص يتأثر بطريقة مختلفة.
ولكن الخطير بالأمر لو كان الأب أو الأم يعانيان من الجهل أو انعدام الثقافة، وغير متعلمين، فتجد بعضهم لا يهتم بالأشراف على أطفاله، أو العناية بهم، والعطف عليهم، وامدادهم بما يحتاجونه في حياتهم، وليس بالضرورة أن يكون هذا التقصير بسبب الجهل، بل أحيانا بسبب الأنانية والإستهتار، وخاصة في بعض الأسر التي كان همها جمع المال دون الإلتفات للقيم والأخلاق. وقد يكون السبب أمراً أخر، مثل موت أحد الوالدين أو غربتهم للعمل خارج البلد أو الطلاق أو المرض أو العجز بحيث أن الآباء لا يستطيعون إمداد الطفل بالعناية الكاملة، وبما يحتاجه.
بعض الأهل مصابون بداء السيطرة، وكأنهم حكام من حكام العرب مصابون ببعض حالات من جنون العظمة، ويعتقدون أنهم دائما على صواب، وهذا من أخطر الأمور التي تبعد الأبناء عن آبائهم، وتخلق فجوة كبيرة بينهم بعيداً عن لغة الحوار و النقاش و الإقناع، مما يؤدي لعلاقه سيئة بين الاطفال وأهاليهم، قد تؤدي الى ضعف في شخصية الطفل، حيث كما يقال بالعامي'( أكل اهله شخصيته)، و يكون الجو العام في البيت بعيدا عن الانسجام ، فيخرج الطفل مهزوزا، و غير صاحب قرار، تائهاً، لا يعرف ما يريد وليس لديه قرارات، وتظهر عليه أعراض التوتر و العناد أو الخضوع التام مع انعدام الشهية للطعام أو الشراهة أو عض الأصابع وقضم الأظافر والتبول في الفراش، وكلها نتيجة القلق.
وهذا السلوك من قبل الأهل على الطفل من أنواع العنف و الاعتداء على حقوق الطفل ، ومن الجهل أن تكون ردة فعل الاهل تجاه أطفالهم وهذه السلوكيات عنيفة فوق العنف الذي تسبب بها أصلا، فيقومونه بتوبيخه و تهديده وحرمانه وربما ضربه و عقابه وحرمانه من التنزه أو الطلعة مع أصدقائه، والسخرية منه، وردة فعلهم هذه ستزيد الطفل او المراهق خذلانا وقلقاً و شعوراً بالاختناق .
وايضاً من صور السيطرة على الأبناء، محاولة إجبارهم على حلم أحلام آبائهم، بمعنى حرمانهم من الحلم الشخصي وتحقيقه، وتجريدهم من حق اختيار طريقة حياتهم ومهنهم، وما يريد أن يدرس، وماذا يحب أن يكون، وعندما يكبر ايضاً يجردونه من أحقيته في إختيار شريك حياته، وحتى داخل بيته وبين أطفاله مستقبلاً، فهام جداً ان يدرك الأهل أن الأطفال خلقوا في زمان غير زمان آبائهم فلا يصلح أن يملوا عليهم تعليمات مطلقة، و يسقطوا عليهم ما فشلوا هم بتحقيقه.
القسوة لا تولد من لا شيء، فأقول دائماً أن العنف لا بد أن يكون سببه عنفاً سواء مباشر أو غير مباشر، فيكفي شعور المرء بالاضطهاد و الحزن و العزلة، ليولد شخصاً عنيفاً، يريد أن يذيق الناس من الكأس التي تجرعها.
وبالفعل أكدت الدراسات أن من تعرضوا للعتف أكثر قابلية لأن يكونوا هم أنفسهم معنفين لغيرهم، وعدوانيين في سلوكهم و تصرفاتهم . وإن لم يكن العنف موجها ضدهم شخصياً فعلى سبيل المثال من شاهد أباه يضرب أمه أو يصيح عليها و يوبخها و يهينها أو من يرى جدته تضرب أخته الصغيرة أو جده يسب عمه أو خاله قاتل او مجرم فسيؤثر عليه هذا السلوك الذي شاهده و سيصاب بصدمة نفسيه قد ترافقه لمدة طويله ان لم يتم علاجه فيما بعد حيث الاضطرابات النفسية جراء مشاهدة العنف، احياناً تكون أقسى من لو كان الاعتداء عليه شخصياً.
كما أن الشخص الذي تعرض للعنف في أسرته سواء تعرض لها بالفعل او المشاهدة هناك نسبة كبيره جدا لاحتماليه ممارسته للعنف في اسرته الخاصه لاحقا فكلما تعرض الأطفال للعنف سواء من جانب آبائهم أو أخوانهم أو من آخرين كانوا أكثر عنفاً.
وأظهرت العديد من الدراسات أن من الأسباب الرئيسية المؤدية إلي العنف داخل الأسرة هو طريقة الحياة أو نمط العيش اليومي إضافة لطريقة التربية، كما الظروف المادية و الاقتصادية و التعليمية والثقافية والغذاء والراحة والنوم والعلاقات بين الأزواج و الأسرة 2 - إصابات المعتدى عليه :- مثل الرضوض و الورم و الكدمات ، كسور العظام و الضهر و قطع او بتر احد الأعضاء ، إصابات الرأس ، اصابات داخلية أو نزيف داخلي، تمزقات، اجهاض، هذه بعض التأثيرات الحادة التي تحدث وتطلب العناية الطبية.
ويوجد بعض الحالات الصحية المزمنة التي تم ربطها مع ضحايا العنف الأسرى كالتهاب المفاصل ، و القرحة والقولون العصبي ، الآلام المزمنة ، آلام الحوض ، القرحة ، والصداع النصفي أو الولادة قبل الموعد بالنسبة للحامل أو إصابة أو وفاة الجنين والتوتر والقلق والخوف والذعر وحالات نفسيه مرضيه من الإكتئاب ،وبعضهم يتعرض لحالات من لوم النفس والشعور بالذنب بإيهامه انه من بدأ بهذا العنف أو تسبب به من خلال أقوال أو أفعال.
وبعض الضحايا لهذا الشعور يستمرون بالغرق في هذا الاكتئاب الى أن يصل بهم الأمر للتخلص من حياتهم والانتحار، وقد تسبقها تهيئات و تصورات و هلوسات و كوابيس يقظة وكوابيس أثناء النوم، ومن هنا يجب علينا أولا من باب كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته أن نشخص الحالات في بيوتنا لمن يمارس العنف الأسري، ونحاول بدءً اقناعه بضرورة العلاج بخطواته الصحيحة، و إن رفض يجب اللجوء لمن له تأثير عليه لإقناعه، مثل كبير العائلة أو شخص هو يثق به، ويحبه، وإن لم يستجب عندها يجب إرغامه على العلاج، فبرأيي هذا الأمر غير متعلق به وحده، بل متعلق بمصير عائلة بأكملها، فإما أن يعزل نفسه، وهذا ما لا نريده أو يستجيب للعلاج حتى يتعايش مع أهله بما يتطلب أن يكون، لأن إضراره بأسرته التي لا ذنب لها أمر يجب أن لا يترك.
وإن فشلنا بكل هذه الخطوات يجب عرض قضيته على مؤسسات رعاية الأسرة و آخر المطاف سنجبر على اللجوء للقانون لحماية البيت من الإعتداءات المتكررة من قبل المريض الذي يرفض العلاج بعد محاولات عديدة، والعلاج سيكون بمثابة إنقاذ لأسرة بأكملها، أو عدة أفراد، أو حتى فرداً واحداً، والذي سيقلل أو يقضي على جرائمه، ويعطيه درساً بعدم تكرار ظلمه و اعتدائه على ضحايا آخرين. وايضا ربما علاجه يكون محفزاً لمرضى آخرين للتقدم للعلاج أو لأسر تعاني من القسوة و تخاف المواجهة أو تجهل كيفية المواجهة فسيكون علاج و معاقبة المعتدي عاملاً مشجعاً لهم للنهوض ومواجهة الموقف و التحدي و ايضاً سيكون العلاج والعقاب رادعاً للكثيرين ممن سيعرفون أن الحبل ليس متروكاً على الغارب و ان هناك قانونا و دولة ومؤسسات تراقب وترعى وتدعم وتعاقب، حيث أن أكثرهم يتخفى أمام الناس بوجه مبتسم ولطيف وكلام ناعم ومنمق ومظهر محبب يدعون البراءة، وكأنما من كان على رأسه شوكة تؤلمه يخاف أن يراها الناس فيجتهد لإخفائها ونفيها بكل أفعاله وأقواله، ولم يظهر ان إدارة الغضب وحدها فعالة في علاج مرتكبي جرائم العنف الأسري حيث أن العنف الأسري ينتج عن القوة والتحكم وليس عن مشاكل تنظيم ردات الفعل عند الغضب.
ولا يقتصر العلاج على إيقاف سلوك العنف فقط، بل يتطلب وجود تغير شخصي وبناء صورة شخصية منفصلة عن السلوك السابق وجعل المريض يتحمل مسئوليته في نفس الوقت.
العنف الأسري لم يعد حالات فردية، بل أصبح ظاهرة بل وظاهرة متفشية أكثر مما تتوقعون فأتمنى من الجهات المعنية الإلتفات لهذه الظاهرة الخطرة و محاولة القضاء عليها و البدء جدياً في ايجاد الحلول و لو متأخرا، حيث اني أرى أن المشكلة تفاقمت قبل السيطرة عليها، فلنبدأ أولا بالقانون الى أن نغير العقول و السلوك، فالقانون أسرع لحين إنتظار نتائج الوسائل الأخرى.
سارة طالب السهيل
كاتبة وناشطة في مجال حقوق الطفل


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.